المناعة والسرطان وجها لوجه.. أبرز إنجازات الطب في 2018
الباحثون يعدون بتطوير الجهد إلى تجارب سريرية تختبر قدرة المناعة على الانتصار، ما يعني أن عام 2019 قد يحمل الخبر الذي ينتظره الملايين
سلطت جمعية نوبل بمعهد "كارولينسكا" في السويد، أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الضوء على الدور الذي لعبه العالمان الأمريكي جيمس أليسون والياباني تاسوكو هونجو، في تحفيز جهاز المناعة على مواجهة السرطان، وهو ما أدى إلى منحهما جائزة نوبل في الطب.
واكتشف أليسون، الأستاذ في معهد "إم دي آندرسون" للسرطان بجامعة تكساس، بروتيناً يكبح عمل جهاز المناعة، أما هونجو، الأستاذ في جامعة "كيوتو"، فاكتشف بروتيناً ثانياً في الخلايا المناعية، يعمل أيضاً على تعطيل الجهاز المناعي لكن بآلية مختلفة.
وخلص العالمان من ذلك إلى إمكانية استخدام الخلايا المناعية لمهاجمة الأورام إذا ما تم وقف عمل هذه البروتينات.
وإذا كان منح جائزة نوبل للعالمين سلط الضوء على جهودهما في إطلاق المناعة في وجه السرطان، فإن هناك أبحاثاً أخرى كثيرة خرجت عن مراكز الأبحاث في عام 2018 ودارت حول الهدف نفسه.
أحد هذه الأبحاث يتعلق بنجاح باحثين بريطانيين في تطوير علاج للسرطان باستخدام فيروس تم تعديله جينياً لإنتاج نوع من البروتينات تساعد في تقوية جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، والخلايا الليفية "المخادعة" التي تحتمي فيها.
واستخدم الباحثون فيروساً يدعى إندينوتوكيرف (enade notucirev)، إذ أجريت تعديلات عليه فإن الخلايا السرطانية تساعد على إنتاج بروتينات الخلايا التائية ثنائية النوع (BiTEs) التي تعمل على تنشيط الخلايا المناعية لقتل الخلايا المعيبة، والخلايا الليفية المخادعة المرتبطة بها.
ونشرت مجلة أبحاث السرطان بحثاً عن هذا الإنجاز، والذي وصف بأنه الأول من نوعه الذي يوفر طريقة لقتل كل من الخلايا السرطانية والليفية التي تحميها في الوقت نفسه، دون الإضرار ببقية الجسم.
واهتم بحث آخر بتفعيل جهاز المناعة في مواجهة السرطان، ولكن من خلال طريق مختلف وهو بروتين هيدروبيروبترين، والذي يعرف أيضاً بـ"BH4".
وكان باحثون من مستشفى بوسطن اكتشفوا في عام 2013 مسؤولية هذا البروتين عن الإحساس بالألم، وبينما كانوا يستعدون للعمل على آلية لتثبيط إنتاجه في الجسم بما يمنع تطور الألم الحاد إلى مزمن في ملايين المرضى، كشفت دراسات لمعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية (IMBA) في فيينا عن فائدة أخرى له ربما تكون أكثر نفعاً، وهي أنه يعمل كمنظم مناعي في الجسم، مما يؤدي إلى رفع وخفض مستويات النشاط في الخلايا المناعية، والتي تعرف باسم "الخلايا التائية"، وهو ما ينعكس إيجابياً على محاصرة الأورام السرطانية.
وتعاون الفريق البحثي من المعهد النمساوي مع الفريق البحثي من مستشفى بوسطن للأطفال في هذا الاتجاه، ونشروا بحثاً بدورية نيتشر، قالوا فيه إنهم تمكنوا من محاصرة خلايا السرطان مختبرياً عن طريق رفع مستويات بروتين BH4 دوائياً، بما ساعد على تعزيز استجابات الخلايا المناعية.
ولم تتعدَ هذه الأبحاث التجارب المعملية، ووعد الباحثون بتطوير هذا الجهد إلى تجارب سريرية تعطي صورة أفضل حول قدرة جهاز المناعة على الانتصار في معركة السرطان.. فهل يحمل عام 2019 الخبر الذي ينتظره الملايين حول العالم؟