أدوية سرطان النخاع فعالة في علاج كورونا
الباحثون بدأوا قبل شهرين بناء خريطة لفيروس كورونا تظهر البروتينات الخاصة به والبروتينات الموجودة في جسم الإنسان التي يمكن أن تتفاعل معه
كشف بحث علمي جديد أن أدوية تستخدم لعلاج سرطان النخاع كانت فعالة في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي اجتاح العالم أواخر العام الماضي.
وكلما توصل الباحثون للمزيد عن كيفية ارتباط كورونا بالخلايا البشرية لغزوها واختطافها، كان البحث عن الأدوية لمحاربته أكثر فعالية، وفقا لرؤية فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا الأمريكية.
وبدأ الفريق الأمريكي قبل شهرين بناء خريطة للفيروس الوبائي، تُظهر البروتينات الخاصة به والبروتينات الموجودة في جسم الإنسان التي يمكن أن تتفاعل معه.
من الناحية النظرية، فإن أي تقاطع على الخريطة بين البروتينات الفيروسية والبشرية هو مكان تقاوم فيه الأدوية الفيروس.
لكن بدلاً من تطوير عقاقير جديدة للعمل على نقاط التفاعل، لجأ الفريق البحثي إلى أكثر من 2000 عقار فريد سبق الموافقة عليه بالفعل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام البشري.
وكانت فكرة الفريق البحثي أنه في هذه القائمة الطويلة سيكون هناك عدد قليل من الأدوية أو المركبات التي تتفاعل مع البروتينات البشرية نفسها مثل فيروس كورونا المستجد.
وحدد الفريق البحثي متعدد التخصصات 69 عقارا ومركبا يمكن استخدامها في علاج الفيروس، وأجريت تجارب عليها في معهد باستور الباريسي ومستشفى جبل سيناء في نيويورك.
وخلال الأسابيع الأربعة الماضية، جرى اختبار 47 منها ضد الفيروس، ونجح الباحثون في تحديد بعض خيوط العلاج القوية، وحددوا آليتين منفصلتين لكيفية تأثير هذه الأدوية على كورونا، ونشرت النتائج التي توصلوا إليها قبل أيام في مجلة "نيتشر".
ووفقا لتقرير نشر على موقع "ساينس أليرت" العلمي عن الدراسة، السبت، فإن الخريطة التي طورها الباحثون، وبعد مراجعتهم كتالوج أدوية إدارة الغذاء والدواء، توصلوا إلى تحديد وجود تفاعلات محتملة بين الفيروس والخلايا البشرية والعقاقير أو المركبات الموجودة بالأدوية.
لكن الباحثين لم يدرسوا إذا كانت الأدوية التي حددوها ستجعل الشخص أكثر مقاومة للفيروس، أو أكثر عرضة للإصابة أو لا يفعل أي شيء على الإطلاق.
للعثور على هذه الإجابات، كان الفريق في حاجة إلى 3 أشياء، وهي الأدوية والفيروسات الحية والخلايا التي يجب اختبارها، وإن كان الأفضل اختبار الأدوية في الخلايا البشرية المصابة.
ومع ذلك، لا يعرف العلماء حتى الآن أي الخلايا البشرية تعمل بشكل أفضل لدراسة الفيروس في المختبر.
بدلاً من ذلك، استخدموا خلايا القردة الخضراء الأفريقية، التي تُستخدم كثيرا بدلا من الخلايا البشرية لاختبار الأدوية المضادة للفيروسات، إذ يمكن أن يصابوا بالفيروس التاجي بسهولة ويستجيبون للأدوية عن كثب كما تفعل الخلايا البشرية.
وبعد إصابة خلايا القرود بالفيروسات الحية، قاموا بقياس كمية الفيروس في العينات وعدد الخلايا الحية، وإذا كانت العينات التي تحتوي على عقاقير تحتوي على عدد أقل من الفيروسات وأكثر من الخلايا الحية، مقارنة بالمجموعة الضابطة، فهذا يشير إلى أن الأدوية تعطل النسخ الفيروسي.
وبعد فرز نتائج مئات التجارب باستخدام 47 من الأدوية المتوقعة، وجدوا أن بعض الأدوية تحارب الفيروس، في حين أن البعض الآخر يجعل الخلايا أكثر عرضة للإصابة.
وحدد الباحثون مركبين يعطلان النسخ الفيروسي، وهما "Plitidepsin" و"zotatifin" ويستخدم كلاهما حاليا لعلاج المايلوما المتعددة (سرطان نخاع العظام).
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز