"اليقظة التامة".. نهج تأملي يمنحك السلام الداخلي ويخلصك من التوتر
10 دقائق يوميا من ممارسة ما يعرف بتأمل "اليقظة التامة" تساعدك على مواجهة المستويات العالية من المشاعر السلبية في حياتك اليومية.
جميعنا يواجه صعوبة بشكل يومي في الابتعاد عن التوتر الذي تسببه لنا وتيرة الحياة السريعة، ورغم أن هناك أمورا تعتبر ممتعة في الأساس مثل القيام برحلة مثيرة أو الحصول على وظيفة جيدة أو عطلة سعيدة، فإنها قد تتحول إلى مصدر للتوتر والقلق.
وقد تساعدك 10 دقائق يوميا من ممارسة ما يُعرف بـ"Mindfulness" أي "الوعي التام أو اليقظة التامة" على مواجهة هذه المستويات العالية من المشاعر السلبية في حياتك اليومية.
و"اليقظة التامة" هو نهج تأملي يقوم على توجيه الذهن للتركيز حصريا على اللحظة الراهنة دون غيرها، لتنعم بحياة أكثر صحة وسعادة وهدوء.
وقدّم بنجامين بلاسكو تطبيقا إلكترونيا جديدا يُسمى "Petit Bambo" يشرح كيفية الوصول لحالة "الوعي التام" أو"اليقظة التامة" التي اعتبر أنها تمثل للعقل ما تمثله الرياضة للجسم، مؤكدا أنه من خلال الممارسة الدورية لهذا النهج يتدرب العقل على أن يصبح أكثر هدوءا وصفاء.
وقال بلاسكو إنه وفقا لتعريف البروفيسور الأمريكي جون كابات زين مؤسس برنامج "Mindfulness-based stress reduction" لهذه الممارسة التأملية، فإن "اليقظة التامة" هي التركيز بشكل واع ويقظ على التجربة التي يعيشها المرء في اللحظة الراهنة باهتمام وفضول وقبول.
وأضاف: "يمكننا القول إن هذا النهج هو القدرة على أن نكون منغمسين تماما في الحاضر دون أن نتأثر بما يحدث حولنا"، مؤكدا أن هذا الأمر له فوائد هامة للغاية.
وأشار بلاسكو إلى أن التأمل يساعدنا على الاستمتاع بكل دقيقة، والابتعاد عن كل الأمور التي لا تحدث في الوقت الراهن، وتابع: "وجّه تركيزك بالكامل للوقت الحاضر بكل حواسك، هل يوجد أفضل من اللحظة التي تعيشها الآن".
كما يسهم التأمل في التغلب على الأرق الناتج عن التوتر والقلق، لذلك ينصح بلاسكو بتخصيص 10 دقائق قبل النوم للتركيز على التنفس دون التفكير في أي شيء آخر سواه، لنصل بذلك إلى حالة من الهدوء والسلام الداخلي تسمح لنا بالاستغراق في نوم عميق بشكل أسرع.
وأوضح بلاسكو أن ممارسة التأمل بشكل دوري من شأنها العمل على تحسين صحتنا والتخلص من التوتر والقلق والشعور بالضيق والألم وكذلك المشاعر والأحاسيس السلبية التي تؤثر على أجسادنا، وقد تتسبب في آلام بالقلب ومشكلات في الهضم أو الإصابة بالاكتئاب، وبالتالي فإننا حين نتمكن من تحسين حالتنا النفسية سينعكس ذلك على حالتنا البدنية.
وعن الطريقة الأكثر سهولة وفاعلية لممارسة هذا النهج التأملي وكذلك المكان والتوقيت، يؤكد مصمم تطبيق "Petit Bambou" أن كل شخص يمكنه البحث عما يناسبه، إذ يمكن التأمل عقب الاستيقاظ مباشرة أو قبل الذهاب للفراش.
وأشار إلى أنه لا يوجد توقيت مثالي للقيام بذلك، فقط علينا أن نختار ما هو مناسب لحياتنا، محذرا من إجبار أنفسنا على التأمل، لاعتباره أن الأمر يتعلق بهدية نمنحها لأنفسنا.
وأكد بلاسكو أنه يمكننا التأمل في المنزل، لكن كذلك في أماكن أخرى مثل الحديقة أو أمام البحر أو وسط الجبال، وهي أماكن من شأنها أن تمنحنا السكينة والسرور.
وأوضح أن الوضع المناسب لممارسة "الوعي التام" هو الجلوس منتصب الظهر باسترخاء مع وضع الأيدي عند الحجر، والإبقاء على العينين نصف مغلقتين وأخذ الشهيق من خلال الأنف والزفير عن طريق الفم، مع ملاحظة تفاصيل هذه العملية بما يتضمنها من الإحساس بالهواء في الأنف وحركة الصدر والبطن، والتركيز بشكل كامل على هذه العملية.
وعقب القيام بهذا التأمل لمدة 10 دقائق، يمكننا ممارسة بعض تمرينات الإطالة الخفيفة ثم نعود لحياتنا الطبيعية ونحاول الحفاظ على هذا الشعور بالحاضر.
وأشار بلاسكو إلى أن الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن مارسوا التأمل من قبل، قد يجدون قدرا من الصعوبة للقيام بذلك دون مساعدة، لذلك فإن استخدام التطبيق الإلكتروني "Petit Bambou" يمكن أن يساعد كثيرا.
ويقدم التطبيق ملفات صوتية لأكثر من 100 جلسة تأمل تتراوح مدتها من 10-20 دقيقة، للتغلب على التوتر والقلق، بالإضافة إلى مقاطع مصورة لإرشاد المستخدم حول مبادئ التأمل.