أوكرانيا والطاقة والمناخ.. أزمات تتصدر خطابات القادة في الأمم المتحدة
وسط سلسلة متشابكة من الأزمات العالمية المركبة، انطلقت أمس الثلاثاء في نيويورك، الدورة الـ77 لاجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة.
وسيطرت أزمات الطاقة والغذاء والتغيرات المناخية إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، على معظم خطابات قادة وزعماء الدول، في محاولة للبحث عن حلول دولية للأزمات التي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين.
أزمة النظام العالمي
وفي كلمته، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستسلام لـ"محاولة هدم النظام العالمي"، مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هي عودة إلى عهد الاستعمار.
وقال ماكرون، مخاطبا الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه "كلما طالت الأزمة في أوكرانيا أثرت على أمن أوروبا والعالم".
وعلى صعيد آخر، قال ماكرون إن الأزمة الغذائية ضربت كل أقطار العالم، متعهدا بتمويل تصدير القمح الأوكراني إلى الصومال.
فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، أن الحرب الروسية على أوكرانيا ليست مبررة، مطالبا الرئيس الروسي بالتخلي عن طموحاته في تدمير أوكرانيا.
وتابع: "إننا لن نقبل أي سلام تمليه روسيا، ولهذا يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على صد هجوم روسيا"، مشيرا إلى أن برلين ستستضيف مؤتمر إعادة الإعمار في أوكرانيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وعن مساهمة الحرب الروسية على أوكرانيا في تفاقم أزمة الغذاء عالميا، حذر شولتس من أن روسيا تحاول عرقلة مرور السفن التي تصدر الحبوب الأوكرانية وهو ما يعرض الاستقرار العالمي للخطر.
وحول التغير المناخي، شدد المستشار الألماني على أنه يعد التحدي الأكبر الذي تواجهه دول العالم في الوقت الراهن.
وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إن أوروبا فرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا لإضعاف قوتها العسكرية، وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الدخول في مفاوضات.
سلاح الطاقة والغذاء
وأوضح أن عدوان روسيا على أوكرانيا وتداعياته الغذائية والاقتصادية يعرض النظام العالمي لخطرٍ بالغ، مضيفا أن الحرب تنتهك مبادئ الأمن والسلام الدوليين.
وشدد رئيس وزراء إيطاليا على أن روسيا حاولت بث الانقسام في أوروبا عبر استخدام الغاز كسلاح، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا أعادت تقسيم خارطة الطاقة في العالم.
واتفق معه الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي أكد أن روسيا تستخدم الغذاء كسلاح وهو ما يضر بالأمن الغذائي لأفريقيا والشرق الأوسط، معربا عن قلقه من محاولات روسيا تقويض اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
من جهته، أدان رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، العملية الروسية في أوكرانيا، ووصفها بأنها "تزعزع استقرار النظام الدولي"، مؤكدا أن سيادة القانون، وليس القوة يجب أن تسود.
وقال كيشيدا، خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن العملية الروسية بأوكرانيا، سلوك ينتهك فلسفة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولا ينبغي التسامح معها".
وندد كيشيدا، الذي ينحدر من هيروشيما، المدينة التي تعرضت للقصف بالقنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، بتهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن التهديد يعرض السلم العالمي للخطر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألمح بشكل غير مباشر إلى إمكانية توجيه ضربة نووية بعد فترة وجيزة من بدء العملية الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
مأساة كبرى
بدوره، قال الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، إن أزمات الطاقة والغذاء والتمويل تلقي بظلالها على الدول الفقيرة بشكل أكبر، مؤكدا أن الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في مآس كبيرة، وهو انتهاك لمواثيق الأمم المتحدة.
وتتوالى أعمال الدورة الـ77 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستمر لمدة أسبوع، حيث يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم، خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما كان يُجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كوفيد-19.
ومن المقرر أن تعلن ليز تراس، رئيسة الوزراء البريطانية، في كلمتها المقررة اليوم الأربعاء، عن نية بلادها تقديم 2.3 مليار جنيه استرليني لدعم جهود الحرب الأوكرانية ضد روسيا في 2023 العام المقبل.
وفي حديثها قبل التوجه لنيويورك للمشاركة في الاجتماعات، تعهدت تراس للشعب الأوكراني بأن "المملكة المتحدة ستواصل الوقوف معهم بكل خطوة"، وستؤكد على تلك الرسالة أمام قادة العالم في الأمم المتحدة.