جزيرة جورجيا الجنوبية فريسة غزو الأنواع.. ماذا يعني ذلك؟
تعاني الكثير من مناطق العالم من ظاهرة غزو الأنواع، هذا بدوره يهدد التنوع البيولوجي.
تُشكل الأنواع الغازية مخاطر كبيرة على التنوع البيولوجي لأي منطقة، وغالبًا ما يحدث هذا الغزو عبر المسطحات المائية، الأمر الذي ازداد سوءا مع تفاقم التغيرات المناخية التي أدت إلى ذوبان الأنهار الجليدية، وتركت وراءها مساحات كبيرة جرداء، تعرضت لغزو من الأنواع النباتية واللافقاريات، وهذا ما أثار اهتمام مجموعة بحثية دولية، قادها فضولها لإجراء رحلتين طويلتين عبر المحيط الأطلسي للوصول إلى جزيرة جورجيا الجنوبية، الواقعة بالقرب من القارة القطبية الجنوبية، من أجل دراسة تأثيرات الأنواع الغازية على تلك الجزيرة الباردة.
اضطر الباحثون للسفر عبر المحيط لعدة أيام في كل مرة، وكانوا يُضطرون للتنقل بين مكان وآخر بواسطة القوراب ثم المشي لمسافات بعيدة عبر التضاريس الوعرة، لإجراء جرد للتنوع البيولوجي على الجزيرة، كان ذلك بين عامي 2022-2023، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيوبيوتا» (Neobiota) في 28 مارس/آذار 2024.
الأنواع الغازية
وهي أنواع نباتية أو حيوانية، غير أصلية غريبة عن النظام البيئي، قد يتسبب غزوها في إحداث ضرر اقتصادي أو بيئي وربما ضرر صحي للإنسان. وغالبًا ما تنتشر نتيجة الأنشطة البشرية، مثل: مياه صابورة السفن أو البضائع المحمولة من مكان إلى آخر أو الأخشاب والصناديق التي يتم شحنها وغيرها من الوسائل التي تدخل عن طريقها الأنواع الغازية بطرائق غالبًا ما تكون غير مقصودة من البشر. لكن المشكلة الكبرى أنّ تلك الأنواع قد تحدث خللا بنظام التنوع البيولوجي، ويتمثل ذلك في انقراض الأنواع الأصلية، نتيجة منافسة الغازية على الغذاء.
جزيرة جورجيا الجنوبية
هي جزيرة نائية، أقرب إلى القطب الجنوبي، في أقصى جنوب المحيط الأطلسي، يكسوها ثوب من الجليد الأبيض، والذي لم يسلم من آثار الاحترار العالمي، ويذوب بوتيرة سريعة، تاركا وراءه مساحات شاسعة جرداء، التي تمثل فرصة ذهبية للأنواع الغازية للاستيلاء على تلك الأرض الجديدة، وهذا ما ركز عليه الباحثون، وأجروا مسحا للأراضي الأمامية لستة أنهار جليدية، وذلك عبر عد النباتات وقلب الصخور، ووضع الفخاخ، واستخدام شبكات المسح.
بالفعل لاحظ الباحثون وجود نباتات وكائنات أخرى استوطنت الأجزاء الجديدة من الجزيرة، لعل أبرز ما لاحظوه ينتشر بكثرة، هما نوعان من النباتات المعتدلة، وهما: نبات أذن الفأر والبلو جراس السنوي.
وبذلك، يُشكل غزو الأنواع خطرًا كبيرًا على التنوع البيولوجي في الجزيرة، وما يزيد الأمر سوءًا هو تفاقم ظاهرة التغير المناخي. ويؤكد مؤلفو الدراسة ضرورة أخذ مشكلة غزو الأنواع بعين الاعتبار في المحادثات المناخية، فقد ازدادت تلك الظاهرة بوضوح بعد ارتفاع درجات الحرارة العالمية وذوبان الأنهار الجليدية، خاصة أنّ درجات الحرارة ترتفع بمعدل أعلى عند القطبين عن باقي البقاع على سطح الأرض.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA==
جزيرة ام اند امز