ليبيا تنشد الدعم الخليجي والمصري في "برلين 2"
اجتماعات ليبية خليجية وأخرى مصرية، عقدت خلال الساعات الماضية، نشد خلالها البلد الأفريقي دعم مجلس التعاون والقاهرة في مؤتمر "برلين 2" الذي تستضيفه ألمانيا الأسبوع المقبل.
فقد التقت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، على هامش الاجتماع الوزاري العربي في قطر، وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.
عبرت المنقوش من خلاله عن رغبة بلادها في الحصول على دعم الكويت وتبنيها مبادرة استقرار ليبيا التي ستعرض على مؤتمر برلين 2، المقرر عقده في 23 من يونيو/حزيران الجاري.
وتتضمن مبادرة استقرار ليبيا –بحسب المنقوش- رؤية ليبية خالصة لمعالجة القضية الليبية وفق خارطة الطريق ومخرجات برلين 1.
وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن وزير الخارجية الكويتي أشاد بالعلاقات المتميزة بين البلدين، والتي تجلت في أن أول زيارة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية للخارج، كانت لدولة الكويت وحملت رسائل مهمة.
وأكد الوزير الكويتي، موقف بلادها الثابت من القضية الليبية الداعم للحل السياسي، متمنياً أن تنعم ليبيا بالاستقرار والسلام وتعود إلى موقعها الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
وفي السياق نفسه، التقت المنقوش أمس، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على هامش الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزاري الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقالت الخارجية الليبية، إن اللقاء التشاوري، ناقش خلاله الطرفان عددًا من القضايا التي تهم البلدين، كما تمت مناقشة الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر برلين 2 في نهاية الشهر الجاري، والمبادرة الليبية التي ستعرض خلال هذا المؤتمر.
من جانبه، رحب وزير الخارجية السعودي بأي مبادرة ليبية من شأنها إرساء الأمن والاستقرار في البلاد، مؤكدًا أن بلاده ستكون في مقدمة الدول الداعمة لهذه المبادرة التي تعبر عن إرادة الليبيين وتحقق استقرار بلادهم.
وعبرت وزير الخارجية عن تطلعها لتعزيز التعاون بين البلدين وإرساء التشاور بينهما؛ لما "تتمتع به السعودية من سمعة طيبة على مختلف الأصعدة وحرصها على أن يتولى الليبيون بأنفسهم ومن خلال الحوار حلحلة الأوضاع في ليبيا، مما يعزز سيادتها واستقلال قرارها السياسي"، بحسب البيان الليبي.
من جهة أخرى، التقت المنقوش، وزير الخارجية المصري سامح شكري، لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مسيرة التعاون بين البلدين وسبل دعمها لتشمل كافة المجالات.
وقالت وزارة الخارجية الليبية، إن المنقوش تلقت دعوة لزيارة مصر لمزيد التشاور قبل انعقاد مؤتمر برلين 2 حول ليبيا المقرر عقده خلال أيام.
وأوضحت أن اللقاء تطرق إلى المقاربة الليبية لأسس تحقيق الاستقرار، والتي ترتكز على مبدأ السيادة الوطنية للدولة الليبية واستقلالية قرارها، مشيرة إلى أن هذه الرؤية ستعرض من خلال مبادرة استقرار ليبيا في مؤتمر برلين 2.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين تشاورا حول هذه المبادرة وسبل دعمها في إطار خارطة الطريق ومخرجات مؤتمر برلين 1 والقرارات الدولية المتعلقة بالملف الليبي.
من جانبه، جدد الوزير المصري موقف بلاده الداعم للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وجهودهما للايفاء بالاستحقاقات القادمة، وعلى رأسها إجراء الانتخابات في موعدها وفق خارطة الطريق.
فيما عبرت الوزيرة المنقوش عن شكرها وامتنانها لمصر على موقفها الداعم للشعب الليبي وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا.
وسبق أن أعلنت ألمانيا تنظيم جولة ثانية من مؤتمر برلين حول ليبيا في الـ23 من يونيو/حزيران الجاري، بمشاركة الدول التي كانت مدعوة للنسخة الأولى من المؤتمر الذي انعقد في 2020، بالإضافة إلى حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا والتي تحضره لأول مرة.
وتوصل مؤتمر برلين حول ليبيا الذي عقد في 19 يناير/كانون الثاني 2020، بحضور مسؤولي 11 دولة، أن "لا حل عسكريا للنزاع" في ليبيا، ووعد المجتمعون باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011 على ليبيا، وبعدم التدخّل في شؤونها الداخلية، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزقه حرب أهلية.
واتفق المشاركون في البيان الختامي حينها على فرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، مطالبين بتسريح ونزع سلاح المليشيات.