صحفي أمريكي يكشف سر هدنة "أردوغان وماكرون"
كشف صحفي أمريكي عن أسباب حالة الهدنة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد تصريحات عدائية متبادلة.
وقال الصحفي والكاتب الأمريكي الهندي، بوبي غوش، إنه بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن محل الاهتمام بأول قمة له مع زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الشهر الماضي، وتلقت المستشار الألمانية أنجيلا ميركل بعض الاهتمام في آخر ظهور لها من هذا القبيل، كان هناك جانب آخر من الاجتماع غير ملحوظ تقريبًا، وهو انسجام أكثر عضوين متخاصمين بالتحالف.
وأضاف غوش، خلال مقال منشور عبر وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أنه بلقائهما في بروكسل، وافق ماكرون وأردوغان على "وقف إطلاق نار لفظي" خلال ما وصفه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بـ"فترة تعافي" علاقاتهما.
ورأى غوش أن هذا التوصيف مناسب تمامًا؛ لافتا إلى أن حالة الضغينة والاحتجاج التي سيطرت على العلاقات بين ماكرون وأردوغان كانت نابعة من عداء شخصي بقدر ما كانت نابعة من حسابات جيوسياسية.
وأشار إلى أن الرئيس التركي تحدث صراحة ومرارًا وتكرارًا عن الصحة العقلية لنظيره الفرنسي، فيما اتهم ماكرون خصمه بالكذب وعدم إظهار الاحترام لفرنسا، من بين أمور أخرى.
وحول السبب في التعليق المفاجئ للخصومة بين الطرفين، خاصة مع عدم وجود حدث معين واضح سبق اجتماعهما في بروكسل، ولا مأساة أو قضية مشتركة قد تكون جمعتهما، ولا حتى وساطة لصديق مشترك، رأى غوش أن أرجح تفسير هو تغيير الشخصيات بالأعلى في بروكسل.
فوصول بايدن إلى المشهد ورحيل ميركل الوشيك يعني أن أردوغان عليه وقف عدائيته والعمل بما يتناسب مع الفريق الجديد.
وأشار غوش إلى أن دور أردوغان تلاشى بالفعل، إذ لم يعد يتمتع بإمكانية الوصول المباشرة إلى البيت الأبيض التي كان يتمتع بها خلال السنوات التي أمضاها دونالد ترامب بالسلطة.
وبما أن بايدن وصف أردوغان بـ"المستبد"، فلن يكون متسامحا مع عدائه تجاه الولايات المتحدة والغرب كما كان ترامب.
وأوضح الصحفي الأمريكي أن هذا ربما السبب وراء تخفيف أردوغان لحدة لهجته خلال الشهور الأخيرة، إذ كان حريصا على التوقف عن عدائيته نهاية أبريل/نيسان، عندما وصف بايدن عمليات القتل الجماعي للأرمن خلال عهد الإمبراطوية العثمانية بـ"الإبادة".
وعندما التقيا في بروكسل، لم يظهر أردوغان أي غطرسة من التي أظهرها عند لقاء ترامب.
واعتبر "غوش" أن أردوغان قد يفتقد ميركل أكثر من ترامب؛ إذ أنها على ما يبدو واحدة من الزعماء الغربيين الذين يكن لهم الاحترام حقًا؛ وكان يعتمد عليها لكبح حلفائها الأوروبيين ومن بينهم ماكرون.
ولفت إلى أنه عندما اقتربت تركيا واليونان من مواجهة بحرية في شرقي المتوسط، تمكنت مكالمة هاتفية من ميركل من نزع فتيل الوضع..
وأكد على أن الرئيس الفرنسي في موقف قوي كون بايدن يشاركه وجهة نظره عن أردوغان باعتباره مستبدا، وقد يشعر بجرأة للضغط من أجل تهميش تركيا في شؤون الناتو، بحسب غوش.
فيما نوه إلى أنه من الصعب تخيل التزام ماكرون وأردوغان بوقف إطلاق النار اللفظي لفترة طويلة؛ إذ يستفيد الرجلان سياسيًا من نزاعهما، بالداخل والخارج.