"جريمة" وإمبراطورية وحب.. الوجه الآخر لخليفة ميركل المحتمل
أرمين لاشيت، مرشح محتمل لخلافة أنجيلا ميركل، لكن الأمر أكبر من ذلك؛ إذ عاش حياة عامرة بين "مسرح الجريمة" و"الصحافة" و"شارل الأكبر".
ولاشيت مسيحي كاثوليكي ينحدر من مدينة آخن، ذات الإرث الإمبراطوري الكبير، وكان رئيس تحرير سابق لإحدى الصحف التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
ومن المصادفات المثيرة أن لاشيت يبلغ طوله 172 سنتيمترا، وهو نفس طول المستشارين السابقين جيرهارد شرودر وهلموت شميدت، وتوصف حركته بأنها مثل "قفزة دب" بسبب قصر قامته وامتلاء جسده.
ويريد السياسي الألماني البالغ من العمر 60 عاما أن يصبح مستشارا لأنه رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ أكبر حزب في ألمانيا، وهزم المليونير فيردريش ميرتس في انتخابات رئاسة داخلية صعبة، بل إن أغلبية الهيئة العليا للحزب تقف خلفه.
ورغم أن البعض يقلل من شأنه، يوصف لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين ويستفاليا بـ"الملك الصغير" للولاية البالغ تعدادها 18 مليون نسمة؛ أي ما يقرب من ربع سكان ألمانيا، ويحظى بحب واحترام مواطنيها.
زواج حب المراهقة
و"الملك الصغير" متزوج من حب مراهقته، سوزان، منذ أكثر من 35 عاما، ولديه 3 أطفال، ولا يتوقف عن تشجيع كرة القدم، ويدخن السجائر أحيانا.
ويعشق لاشيت مسلسلات "مسرح الجريمة" الشهيرة في ألمانيا التي تدور أحداثها حول فك سلطات التحقيق لغز جرائم ارتكبت في البلاد الناطقة بالألمانية، وتعرض أسبوعيا.
لاشيت المعروف أيضا بـ"بوذا وستفاليا" بسبب هدوئه وأخلاقه الرفيعة، يتخذ من الإمبراطور الألماني الراحل شارلمان "747-814" قدوة، لكن المفاجأة أن أصوله تعود إلى هذا الإمبراطور عبر شجرة عائلة من 40 فرعا، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
ورغم هذا الأصل الإمبراطوري البعيد، فإن الرجل لم يولد غنيا، إذ كان والده عاملا في المناجم.
ويحب "الملك الصغير" اسمه الأول؛ أرمن، كثيرا، لأنه يقترب من "أرمينيوس"؛ الجنرال الجرماني الذي هزم الرومان وأصبح جد الألمان.
وخلال الأسبوع الجاري، يتحدد مستقبل لاشيت وإمكانية نيله ترشيح المستشارية عن تحالف الاتحاد المسيحي من عدمه، لكن الرجل يبقى هادئا وواثقا وطموحا كأبعد حد، تماما مثلما كان في شبابه.
ولاشيت مقرب للغاية من المستشارة أنجيلا ميركل ويحظى بدعم غير محدود منها، وينظر له على أنه امتداد لها.
ويتنافس رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ الضلع الأكبر في تحالف الاتحاد المسيحي، وماركوس زودر، رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي (الأصغر) على بطاقة الترشيح لمنصب المستشار وقيادة التحالف في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي حين يراهن لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، على دعم الحزب الأكبر وخروج مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية من حزبه تاريخيا، يعول زودر على شعبيته الكبيرة التي فاقت ميركل نفسها في آخر استطلاع للرأي وتأييد قطاع كبير من الكتلة البرلمانية للتحالف له.