سياسة
خلافة ميركل.. مرشح "توافقي" خلال أيام
بعد أيام من الشد والجذب، قرر الاتحاد المسيحي بألمانيا تسمية "مرشح توافقي" لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل خلال الأسبوع الجاري.
ويتنافس أرمين لاشيت، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ الضلع الأكبر في تحالف الاتحاد المسيحي، وماركوس زودر، رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي "الأصغر" على بطاقة الترشيح لمنصب المستشار وقيادة التحالف في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي حين يراهن لاشيت على دعم الحزب الأكبر وخروج مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية من حزبه تاريخيا، يعول زودر على شعبيته الكبيرة التي فاقت ميركل نفسها في آخر استطلاع للرأي وتأييد قطاع كبير من الكتلة البرلمانية للتحالف له.
وبعد اجتماع استمر ساعات للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، اليوم الثلاثاء، أعلن "زودر" عن محادثات مع "لاشيت" هذا الأسبوع لاختيار واحد منهما للترشح لمنصب المستشارية.
وقال زودر ، إنه:"أعدكم بحل توافقي وجيد"، مضيفا "لن تستقيم الأمور إلا معا وعبر التوصل إلى تفاهم"، وذلك فق ما نقلته مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وتابع زودر، أنه: "سوف يبذل كل منا ما في وسعه لإيجاد حل جيد في النهاية، وإيجاد طريقة مشتركة لتحديد المرشح للمستشارية".
وخلال الاجتماع، توافق الخصمان على الجلوس معا والاتفاق على مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشارية هذا الأسبوع.
وقال زودر في هذا الإطار "اتفقت أنا وأرمين على الجلوس معا ومناقشة كيف تسير الأمور هذا الأسبوع".
فيما قال لاشيت، إنه: "كانت المناقشات جيدة للغاية في الاجتماع"، مضيفا: "أريد أن نتخذ قرارا جيدا بسرعة كبيرة، وقريبا جدا.. هذا الأسبوع إذا أمكن ذلك".
وتابع:"يجب بكل تأكيد إدراج رأي الكتلة البرلمانية في قرارنا بشأن مرشح المستشارية"، مضيفا "بعد المداولات التي استمرت 4 ساعات .. أستطيع التأكيد أن لأحد خرج قويا أو ضعيفا".
وأضاف :"سأتحدث إلى زودر كثيرا في الساعات والأيام المقبلة".
ووفق دير شبيجل، فإن زودر ولاشيت تحدثا بشكل منفصل أمام اجتماع الكتلة البرلمانية خلال الاجتماع قبل أن يسمح لبعض النواب بإلقاء كلمات.
وتابعت المجلة: "لقد كان هناك دعم واسع لزودر من جانب الكتلة البرلمانية، كما تحدث بعض النواب لصالح لاشيت أيضا".
ووفق استطلاع أجراه معهد إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام (خاص)، يحتل لاشيت المرتبة الـ١٢ بين أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، بعد أن كان في المرتبة الـ٩ في الاستطلاع الماضي.
فيما قفز زودر مركزا واحدا، واحتل المرتبة الأولى في نفس الاستطلاع متفوقا على ميركل، وفق ما نشرته صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
وتترك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحياة السياسية نهائيا بانتهاء الفترة التشريعية الحالية، ولن تقود الاتحاد المسيحي في الانتخابات لأول مرة منذ 16 عاما، ما يفاقم مشاكل التحالف.
وبصفة عامة، تراجع الاتحاد المسيحي من 37% من معدلات التأييد في استطلاعات الرأي، بداية فبراير/شباط الماضي، إلى 25% في استطلاع نُشر قبل أيام، أي أنه خسر 12 نقطة في شهرين.
وخلال الأسابيع الماضية، هزت ألمانيا 5 فضائح فساد مدوية، طالت 4 نواب وسياسيا كبيرا في الاتحاد المسيحي، تتعلق بتلقي رشاوى وعمولات في صفقات أقنعة طبية .
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ مُني الحزب الديمقراطي المسيحي بنتائج سيئة غير مسبوقة في انتخابات البرلمان المحلي بولايتي بادن-فورتمبيرج وراينلاند-بفالتس التي جرت الشهر الماضي.
وبخلاف الخسائر الانتخابية وفضائح الفساد، يتعرض الاتحاد المسيحي الألماني لانتقادات غير مسبوقة بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، وتراجع معدلات التطعيم ضد الفيروس مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA==
جزيرة ام اند امز