"ثورة الخمسين".. "البوندستاج" على خط خلافة ميركل
مع مرور الوقت، تتزايد الضغوط بشكل كبير على أرمين لاشيت، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، لإجراء تصويت مفتوح لاختيار مرشح المستشارية.
ولا يوجد شيء يعلو في الوقت الحالي، مسألة اختيار مرشح تحالف الاتحاد المسيحي؛ المكون من حزب لاشيت "الحزب الأكبر"، والحزب الاجتماعي المسيحي "الأصغر"، لمنصب المستشار خلفا لأنجيلا ميركل في الانتخابات المقررة سبتمبر أيلول المقبل.
وفي المعتاد، يصبح رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية بشكل تلقائي، لكن أداء رئيس الحزب الأصغر، ماركوس زودر، الكبير في استطلاعات الرأي مقابل أداء متراجع بشكل كبير لأرمين لاشيت، يفتح صراع مرشح المستشارية على مصراعيه.
ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية، فإن 50 عضوا في كتلة حزب لاشيت بالبرلمان "بوندستاج"، أي ربع الكتلة تقريبا، طالبوا في بيان مشترك بإجراء تصويت مفتوح في الكتلة لاختيار مرشح المستشارية، ما يعد تمردا على رئيس الحزب، وتأكيدا على أنه ليس موحدا خلف الرجل في صراعه من أجل نيل بطاقة الترشيح للمستشارية.
وتضم قائمة الموقعين على البيان أسماء كبيرة في كتلة الحزب مثل نائبه الأبرز عن برلين، كاي فيجنر، والقيادي الكبير كريستيان فون ستيتن.
ولا يزال البيان مفتوحا لتوقيع نواب جدد، وسيظل كذلك حتى اجتماع مهم للكتلة البرلمانية يوم الإثنين المقبل.
وتتوقع دير شبيجل انضمام نواب آخرين للبيان خلال اليومين المقبلين، خاصة في ظل امتلاك الحزب الديمقراطي المسيحي 199 نائبا في البرلمان الاتحادي.
وقرار إجراء اقتراع في كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان التي تضم كتلتي الحزبين المكونين للتحالف "230 نائبا"، يرجع إلى لاشيت في النهاية، لكن تحركات الـ50 نائبا تضع ضغوطا كبيرة عليه.
ولا يزال صراع المستشارية مفتوحا قبل 6 أشهر من الانتخابات، ومن المفترض حتى الآن أن يحسم لاشيت وزودر اسم المرشح في جلسة مفاوضات مغلقة بينهما تعقد في الـ30 يوما المقبلة.
وفي الأيام الماضية، وجه 7 نواب بكتلة الحزب الديمقراطي المسيحي ضربة قوية للاشيت، إذ أعلن هؤلاء في بيان مشترك تفضيل زودر على حساب رئيس حزبهم، لأنه يملك شعبية كبيرة بين قطاعات كبيرة من السكان.
وبصفة عامة، تراجع الاتحاد المسيحي من 37% من معدلات التأييد في استطلاعات الرأي في بداية فبراير/ شباط الماضي، إلى 25% في استطلاع نُشر قبل أيام، أي أنه خسر 12 نقطة في شهرين.
وخلال الأسابيع الماضية، هزت ألمانيا 5 فضائح فساد مدوية متورط فيها 4 نواب وسياسي كبير في الاتحاد المسيحي، تتعلق بتلقي رشاوى وعمولات في صفقات أقنعة طبية "كمامات".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ مُني الحزب الديمقراطي المسيحي بنتائج سيئة غير مسبوقة في انتخابات البرلمان المحلي بولايتي بادن-فورتمبيرج وراينلاند-بفالتس التي جرت الشهر الماضي.
وبخلاف الخسائر الانتخابية وفضائح الفساد، يتعرض الاتحاد المسيحي الألماني لانتقادات غير مسبوقة بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، وتراجع معدلات التطعيم ضد الفيروس مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز