رسالة الزعماء العرب لترامب.. "مثلث عربي" لإحياء عملية السلام
رسالة "مزدوجة" يحملها الزعماء العرب، لواشنطن، وهي وضع إطار إقليمي شامل لعملية السلام يضم مثلثا عربيا بجانب الإسرائيليين والفلسطينيين
رسالة سياسية "مزدوجة" يحملها 3 زعماء عرب، في مطلعهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن، الشهر المقبل، تتلخص في وضع إطار إقليمي شامل لعملية السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أن يضم الإطار مثلثا عربيا، إلى جانب الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب مصدر مطلع وخبير سياسي مصريين، في أحاديث منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية.
ووفق المصدر الدبلوماسي، سيكوّن هذا المثلث العربي كل من القاهرة والرياض والإمارات، وهو المثلث الذي ستكون مهمته تكوين جبهة عربية تحاول تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين سيخوضون بدورهم مفاوضات برعاية أمريكية، وهي الصيغة التي يطلق عليها "مدريد 2"، مشيرا إلى أن الرسالة لن تتضمن قضايا تفصيلية تطرق لها البيان الختامي للقمة العربية أمس الأربعاء.
ومدريد 1، هو مؤتمر للسلام عقد عام 1991، في مدريد استضافته إسبانيا، برعاية أمريكية وروسية، لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات، التي شملت إسرائيل وفلسطين وكذلك البلدان العربية، بما فيها الأردن ولبنان وسوريا.
وقال المصدر الدبلوماسي لبوابة "العين" الإخبارية إن القمة الثلاثية بلورت موقفا أوليا، بني عليه الموقف العربي، وسيكون ملخصه طرح مبادرة سلام عربي شاملة، على الإدارة الأمريكية، تشمل إطارا إقليميا يضم مثلثا عربيا وهم مصر والسعودية والإمارات، لتكوين جبهة عربية تحاول تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
المصدر الدبلوماسي الذي تحفظ على ذكر هويته، قال إن الطرح العربي الكامل، سيتم عرضه خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت المقبل، ولن يتم التطرق فيه إلى الأساسيات العامة لملف الصراع العربي الإسرائيلي أو الإسرائيلي الفلسطيني، مثل رفض نقل السفارات الأجنبية للقدس أو المطالبة بوقف الاستيطان، لكن سيتم التأكيد على الدور العربي في تنسيق المفاوضات المقبلة.
وبالأمس، جمع اجتماع ثلاثي كلا من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بحضور الأمين العام للجامعة، اتفقوا من خلاله على رسالة سيتم نقلها إلى الإدارة الأمريكية، بحسب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن "رسالة الزعماء العرب لن تركز على قضايا فرعية مثل إدانة الاستيطان، لكنها ستركز على طرح عربي مباشر، يؤكد أن الدول العربية ستكون جزءا من عملية السلام، التي لن تكون قاصرة على الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن "زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ستطرح هذه الرسالة بشكل واضح، وعقبها سيتطور الطرح الأمريكي، الذي من المتوقع أن يتلخص في القبول بهذه الرسالة والمضي في إطار إقليمي تشارك به الدول العربية، في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات بشكل أساسي".
ورغم عدم حضور الجانب السعودي لقاء الأمس بين الزعماء الثلاثة، لكن فهمي لفت لـ"بوابة العين" إلى إن "التنسيق المصري السعودي كفيل بأن يتجاوز عدم الحضور؛ حيث إن اللقاء الثنائي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان محاولة فعلية لتقريب آراء ووجهات النظر المختلفة، وعليه فإن هذه الرسالة لن تكون بمنأى عن الرياض.
ومتفقا مع المصدر الدبلوماسي، قال فهمي إن "الرسالة لن تتضمن بلورة مشروع جديد أو تعديل صياغات، بقدر ما ستكون طرحا مباشرا حول شكل التفاوض بالرعاية الأمريكية"، مضيفا أن "القضايا المفصلية لن تكون واردة في هذه المرحلة".
وبخلاف تصور المصدر الدبلوماسي وفهمي حول مضمون رسالة الزعماء الثلاثة، قال الكاتب الفلسطيني أسامة شعث لبوابة "العين" الإخبارية إن لقاء الرؤساء الثلاثة في القمة له أهميته ودلالته التي ستنعكس بالضرورة على الرسالة التي سيحملونها للإدارة الأمريكية، وهي ضرورة التنسيق المشترك بين القادة العرب في أي عملية سلام.
وأضاف الخبير الفلسطيني: الرسالة وصلت، الأمس، باللقاء، وهي إعادة بلورة الموقف العربي وتعزيز الجبهة الفلسطينية على الساحة الدولية لتحقيق حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بعدما بدأت تظهر في الفترة الأخيرة ملامح الالتفاف على هذا الحل من إسرائيل، إلى جانب عدم فهم الإدارة الامريكية لمخططات حكومات الاحتلال.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمره الصحفي، أمس، أن كل جهد يأتي لتهيئة الإدارة الأمريكية الجديدة للاستماع للآراء العربية وليس الاستماع فقط إلى إسرائيل.
والإثنين الماضي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائهما بالقاهرة، أن القضية الفلسطينية ستكون محل تباحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة لواشنطن السبت المقبل، مشيرا إلى أهمية اضطلاع الإدارة الأمريكية بدورها المحوري في رعاية عملية السلام بما يؤدى إلى استئناف المفاوضات من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية.