إسرائيل تنتظر مفاجأة "السلام والتطبيع" من القمة العربية
إسرائيل تنتظر مفاجأة من القمة العربية تتمثل في اعتماد مبدأ "الدولة مقابل التطبيع" بدلا من "الأرض مقابل السلام".. كيف ذلك؟
بينما تتجه أنظار العرب إلى العاصمة الأردنية عمان؛ حيث تنعقد القمة العربية، بحثا عن حلول لخلافات وأزمات الدول العربية، تتابع إسرائيل فعاليات القمة بحثا هي الأخرى عن مفاجأة تتعلق بها.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تساءلت عما إذا كانت إسرائيل على موعد مع مفاجأة من القمة العربية هذه المرة، وتحديدا من خلال صدور قرار من القمة العربية بتغيير مبدأ "الأرض مقابل السلام" إلى "إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي".
وشككت الصحيفة في جدوى القمم العربية بشكل عام، وقالت إن قمة عمان هذا العام، شأنها شأن القمم السابقة ستثبت أن الجامعة العربية ليست المكان الذي يمكن العثور فيه على حل لأية مشكلة من مشاكل المنطقة.
وذكرت أن جوهر التحركات والمباحثات العربية تمت خلف الستار ومن خلال المبعوثين والاتصالات الهاتفية المكثفة، وتبادل التفاهمات، من أجل الاتفاق على الأقل على صيغة بيان مشترك مقبول من الجميع، قبل حضور القادة العرب في العاصمة الأردنية، الأربعاء.
ورغم وجود نحو 30 موضوعا على مائدة القمة العربية، بدأية من حرب اليمن والأزمة السورية والأوضاع في ليبيا والعراق، وغيرها، إلا أن ثمة اتفاقا عربيا على أن الموضوع الرئيسي، الذي ربما يكون أكثر الملفات تجميعا للعرب وأقلها من حيث الخلافات، هو ملف القضية الفلسطينية، الذي تراجع على برنامج أولويات العرب منذ اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربي".
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، التي قال فيها إن الفلسطينيين قد يطرحون مبادرة سياسية جديدة. ورجحت الصحيفة أن تكون المبادرة الجديدة تنص على تغيير مبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي استندت عليه المبادرة العربية للسلام، بل استندت عليه عملية المفاوضات بأكملها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليصبح "إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل".
وأوضحت "هآرتس" أنها تواصلت مع عدد من المعلقين العرب الذين قالوا إنه قد حان الوقت لتبني سياسة جديدة تلائم الأوضاع على أرض الواقع، والتي تواصل فيها إسرائيل البناء في المستوطنات وتزيد الوضع تعقيدا كل يوم وتلتهم كل احتمال لإقامة الدولة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إن العرب لا يملكون أية وسيلة للضغط على إسرائيل، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا تمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وإذا صح ما يتم تداوله من أنباء عن رفضه السماح لإسرائيل بالبناء في المستوطنات، فإن القمة العربية قد تكون فرصة لإقناعه بتبني الفكرة عبر توفير حافز يمكن العمل من خلاله.
ونقلت الصحيفة عن صحفي أردني، لم تكشف عن هويته، قوله إن العاهل الأردني عبدالله بن الحسين عرض الأمر على الرئيس الأمريكي الذي اهتم بالأمر.
وكانت هناك أحاديث عن إدخال تغييرات على مبادرة السلام العربية في الفترة الأخيرة من عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أن السعودية رفضت بشدة إجراء أي تغيير، خاصة ما يتعلق بطلب إسرائيل أن يتم التطبيع قبل استئناف المفاوضات والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان الحد الأدنى الذي طالبت به السعودية هو إعلان إسرائيل عن وقف البناء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحقيق ذلك على أرض الواقع، وإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وفق جدول زمني دقيق وصارم.
وبعد أيام قليلة من انتهاء القمة العربية، في 2 أبريل، من المتوقع أن يسافر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة لعقد قمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب من أجل فتح صفحة "رسمية" جديدة بين مصر والولايات المتحدة بعد فترة من فتور العلاقات بل تجميدها في عهد أوباما، الذي كان معروفا بدعمه وإدارته لجماعة الإخوان الإرهابية.
وبحسب الصحيفة، طلب السيسي أن يسافر إلى واشنطن مجهزا بموقف عربي متفق عليه لدفع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن مصر ليست واثقة هذه المرة من موافقة السعودية على هذا الأمر في ضوء الخلافات القائمة بين القاهرة والرياض في الآونة الأخيرة.
ومع ذلك تساءلت الصحيفة عن كيفية رد إسرائيل إذا عرض عليها ترامب مبادرة "التطبيع العربي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية".
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إنه ملتزم بالعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إحراز تقدم في جهود السلام مع الفلسطينيين ومع العالم العربي بشكل عام.
وأعلن نتنياهو ذلك التعهد في كلمة ألقاها أمام أكبر جماعة ضغط أمريكية موالية لإسرائيل في وقت تسعى فيه إدارة ترامب للاتفاق مع حكومته اليمينية على الحد من البناء الاستيطاني على أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل، في إطار مسعى أمريكي لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
لكن نتنياهو الذي تحدث عبر اتصال بالأقمار الصناعية من القدس تجنب أي ذكر للمباحثات الحساسة، ولم يصل إلى حد تأكيد التزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر منذ عقود.
وقال نتنياهو، أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك): "إسرائيل ملتزمة بالعمل مع الرئيس ترامب على إحراز تقدم في السلام مع الفلسطينيين ومع جميع جيراننا العرب".
لكنه كرر طلبه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وهو ما يرفضونه.
وأشاد نتنياهو بترامب الذي أرسى حالة أكثر إيجابية في التعامل مع إسرائيل من سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي كثيرا ما تصادم مع الزعيم الإسرائيلي.
وشكر الرئيس الجمهوري الجديد على طلب في الموازنة الأمريكية في الفترة الأخيرة "يبقي على المساعدات العسكرية لإسرائيل كاملة." وأبدى ثقته كذلك في الشراكة الأمريكية الإسرائيلية من اجل منع طهران من تطوير سلاح نووي في أعقاب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية وعلى "مواجهة عدوان إيران على المنطقة".
وفيما يتعلق بمسألة المستوطنات، اختتمت جولة من المحادثات الأمريكية الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، دون التوصل إلى اتفاق. وقال أشخاص مقربون من المحادثات إن الخلافات ما زالت قائمة بشأن المدى الذي يتعين أن تمتد إليه قيود البناء.
ويواجه ائتلاف نتنياهو الحاكم انقسامات أثارت تكهنات بأن يسعى إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وكان العديد من الإسرائيليين قد توقعوا أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لتوسعة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بعد تصريحات موالية لإسرائيل أدلى بها أثناء حملته الانتخابية. لكن ترامب، على غير المتوقع، حث نتنياهو الشهر الماضي على "الحد من البناء في المستوطنات بعض الشيء".
وهناك شكوك في الولايات المتحدة والشرق الأوسط بشأن فرص استئناف الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية. وتوقفت محادثات السلام منذ عام 2014.
وتعتبر أغلب الدول المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية.
وأظهر ترامب موقفا متناقضا بشأن حل الدولتين الذي ظل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية على مدى نحو 20 عاما، لكنه في الفترة الأخيرة دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزيارة.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز