أول قمة عربية بالأردن 1980.. تضامن وتعاون اقتصادي
السلاح العربي لا يوجه ضد أي بلد عربي.. بهذه العبارة أعلن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال بدء فعاليات القمة الأولى بعمان 1980
"السلاح العربي لا يوجه ضد أي بلد عربي، ولا يناصر العربي طرفًا آخر ضد شقيقه".. بهذه العبارة أعلن العاهل الأردني الراجل الملك الحسين بن طلال، بدء فعاليات أول قمة عربية تستضيفها عمان عام 1980.
والقمة التي انعقدت بالعاصمة الأردنية في 1980، هي القمة العربية الـ13، وتم اختيار عمان لاستضافتها بعد انتهاء القمة الـ12 التي عقدت في تونس عام 1979، واتفق وقتها رؤساء وزعماء الدول العربية لأول مرة لانعقاد القمة تحت عنوان "نعم للتضامن العربي".
وبدأت عمان الاستعدادات لاستقبال أول قمة عربية في الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 وحتى تاريخ انعقادها في الفترة 25-27 نوفمبر/تشرين الثاني 1980.
وتمثلت الاستعدادات في جزأين؛ الأول المادي واللوجستي من حيث مكان الانعقاد والتجهيزات المادية، بينما الثاني كان الأصعب لتعلقه بالتحضيرات السياسية، ومحاولة الوصول لتوافق سياسي وتقارب بين وجهات نظر الزعماء العرب بشأن القضية الفلسطينية، وتطوير ميثاق الجامعة العربية، ووضع ميثاق عربي مشترك وإستراتيجية واحدة لمتابعة الملفات السياسية والاقتصادية المتفق على مناقشتها خلال أيام القمة، لتسبقها عدة مقابلات وزيارات متبادلة بين الرؤساء والمسؤولين والوزراء العرب.
افتتاح القمة
وبقاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1980 وفي تمام الساعة الـ11 صباحا بتوقيت عمان، افتتح الملك الحسين بن طلال فعاليات مؤتمر القمة الـ13 من القمم العربية، ليتحدث وقتها عن أهمية التضامن العربي في وضع رؤى وإستراتيجيات عربية واضحة مشتركة، متمنيًا تجنب جميع الخلافات الصغيرة من أجل النهوض بمستقبل الدول العربية.
وأكد الحسين بن طلال على أن السلاح العربي لا يوجه ضد دولة عربية أخرى مهما كان الاختلاف، ولا يجوز أن ينصر عربي طرفا آخر غير عربي على حساب أخيه العربي.
ويمثل الحضور وفود ورؤساء ومسؤولون من 15 دولة عربية، لتغيب دول الجزائر وسوريا ولينان، ومنظمة التحرير الفلسطينية عن حضور القمة.
أهم الملفات والقضايا
ووصف المحللون السياسيون وبعض المصادر التاريخية أن القمة الأولى بعمان، شهدت العديد من القرارات ومناقشة جوانب متعددة سياسية واقتصادية، ليخرج الحضور في نهاية القمة برسم إستراتيجية واضحة حول التعاون المتبادل في الجانب الاقتصادي والاستثمارات المشتركة بين الدول العربية، ليخرج مؤتمر القمة بميثاق العمل الاقتصادي المشترك، وسبل التنمية الاقتصادية، بتوقيع عقد التنمية الاقتصادية العربية المشتركة للمساهمة في دعم مشاريع عربية.
وفي الوقت نفسه، كانت القمة تأكيد على الدعم المعنوي والمادي من جانب الحضور للشعوب العربية المتضررة من ظروف الحرب في فلسطين، من خلال صندوق المعونة الفنية للدول العربية والإفريقية.
ومن القضايا السياسة المهمة التي دارت في محور الجلسات، كانت القضية الفلسطينية، ومناقشة طرق الدفاع عن أراضي الفلسطينيين في مواجهة نفوذ الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن التأكيد على تماسك موقف العرب من وحدة لبنان، والوقوف بجانب الدولة العراقية لمواجهة إيران وقتها.
البيان الختامي للقمة
واختتمت فعاليات القمة الأولي بعمان، بعدة توصيات سياسية واقتصادية، على رأسها تحرير القدس العربية واجب والتزام قومي، منددين جميع الإجراءات من الجانب الإسرائيلي، واتخاذ قرارات بمقاطعة جميع الدول التي تعلن القدس دولة لإسرائيل، وخرجوا بمطالبات لدول العالم بضرورة وجود موقف سياسي واضح من القضية الفلسطينية.
التأكيد على دعم القمة والحضور لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مطالبين بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ورفض قرار 242 غير المنصف للشعب الفلسطيني.
بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين كل الدول العربية، وتجنب الخلافات والاختلافات في وجهات النظر من أجل تماسك الشعوب العربية، والتوقيع على وثيق مشتركة بموجبها استمر التعاون بين الدول العربية حتى عام 2000.
كما أدانت القمة تصرفات إيران نحو العراق، ليطالب الزعماء والرؤساء العرب بضرورة إيقاف النار بين الطرفين، واللجوء للحل السياسي وفقًا للاتفاقيات الدولية المبرمة بين الدولتين.
بالإضافة لضرورة تسوية الخلافات في لبنان، والحفاظ على تماسك ووحدة البلد، مؤكدين أن الفكر القومي هو الأساس في التعامل بين جميع الشعوب والدول العربية.
aXA6IDEzLjU4LjcuMTM2IA== جزيرة ام اند امز