قمة عمان.. تحديات وأزمات على طاولة القادة العرب
القادة العرب يعقدون قمتهم الـ 28 بالأردن والتي تتصدرها النزاعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب
يعقد القادة العرب قمتهم الثامنة و العشرين، الأربعاء المقبل، في الشونة على البحر الميت غرب العاصمة الأردنية تتصدرها النزاعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وسبل مكافحة الإرهاب.
ويبدأ وزراء خارجية الدول العربية الاثنين وعلى مدى يومين اجتماعات تمهيدية في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان).
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني، السبت، إن دي ميستورا سيحضر القمة العربية من أجل إطلاع المسؤولين على آخر مستجدات العملية السياسية في سوريا.
ويصل دي ميستورا إلى عمان قادما من جنيف حيث تنعقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة بين ممثلي الحكومة السورية وأطراف المعارضة، وتتمحور حول المرحلة الانتقالية في سوريا ومكافحة الإرهاب، إلا أن أي نتيجة إيجابية على صعيد إحراز تقدم نحو حل النزاع الدامي المستمر منذ ست سنوات، لم تظهر في الأفق.
وبحسب المومني، فإن مبعوثين رئاسيين من الولايات المتحدة وروسيا ومبعوثا من الحكومة الفرنسية سيحضرون أيضا الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس.
وستتمثل الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سوريا التي علقت الجامعة عضويتها عام 2011.
وستركز القمة على أزمة "اللجوء السوري"، حيث يتوزع حوالي 5 ملايين سوري في دول الجوار، ويستضيف الأردن أكثر من مليون منهم، بحسب السلطات.
كما سيتم بحث تطورات الأوضاع في العراق واليمن وليبيا و"صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب".
وذكر المومني أن "هناك توافقاً عربياً متكاملاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف".
وأوضح أن "العديد من الدول العربية تسهم بشكل عسكري مباشر في مكافحة الإرهاب والتطرف"، مؤكداً أن "الحرب على الإرهاب هي حربنا".
وشدد على "أهمية محاربة العصابات الإرهابية من خلال منع التدفق عبر الحدود وتجفيف مصادرها التمويلية، فضلاً عن المواجهة الفكرية والأيديولوجية للتطرف والإرهاب".
كما ستبحث القمة العربية المرتقبة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية واحتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات واتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية.
وبحسب وثائق حصلت عليها وكالة فرانس برس بعد اجتماعات المندوبين الدائمين، ستبحث القمة 17 بندا تتناول مجمل القضايا العربية وعلى رأسها التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في القدس وملف الاستيطان.
وقال المومني إن هذه القضية "تتصدر برنامج أعمال القمة باعتبارها القضية المركزية".
وأضاف "إننا نريد حلاً عادلاً وشاملاً للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وهذا مطلبنا أمام العالم أجمع، حيثُ إننا دعاة سلام، إلا أن هناك طرفاً آخر يرفض ذلك".
وأضاف أن "غياب العدالة وانعدامها للشعب الفلسطيني هو سبب رئيسي وأساسي لعدم استقرار الإقليم، ويخلق بيئة لخطاب التطرف والإرهاب".
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية في أبريل/نيسان 2014.
ومن المواضيع المطروحة أيضا على القمة دعم السلام والتنمية في السودان ودعم الصومال.
ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول في القمة، بينهم، إلى جانب العاهل الأردني عبد الله الثاني، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فيما سيغيب عن القمة الرئيس الجزائري لأسباب صحية.
واتخذت السلطات الأردنية إجراءات أمنية مشددة على طول الطريق المؤدي إلى مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات.
وازدان الطريق المؤدي إلى البحر الميت بأعلام الدول العربية وإلى جانب كل علم بيت شعر من نشيدها الوطني وصورة لمعلم من معالمها التاريخية والسياحية.
وتعقد القمة العربية في الأردن للمرة الرابعة بعد قمم 1980 و1987 و2001.
وكان يفترض أن تعقد القمة الحالة في اليمن الذي اعتذر عن استضافتها.
وينص ميثاق جامعة الدول العربية على تناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء.
وعقدت آخر قمة عربية في موريتانيا يومي 25 و26 يوليو/تموز الماضي بحضور سبعة من قادة الدول العربية الـ22.