بطل كأس العالم.. هل حسم ميسي جدال "الأفضل في التاريخ"؟
مسيرة كروية رائعة لليونيل ميسي، لم يكن ينقصها سوى رفع كأس العالم، وقد تحقق الحلم الذي تمناه الملايين من عشاق النجم الأرجنتيني.
وقاد ليونيل ميسي منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022، وذلك للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الفوز على فرنسا في المباراة النهائية بركلات الترجيح، وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة 3-3.
بطولة رائعة كانت بمثابة الرقصة الأخيرة للنجم الأرجنتيني الذي أكد أن تلك المباراة النهائية هي الأخيرة في مسيرته في بطولات كأس العالم، بينما لم يؤكد اعتزاله الدولي بعد.
ونجح ميسي في تسجيل 7 أهداف لمنتخب بلاده في البطولة، كما صنع 3 أهداف أخرى، ليصبح إجمالي مساهماته التهديفية 10 أهداف.
وأصبح إجمالي أهداف ميسي في مشاركاته المختلفة بكأس العالم 13 هدفًا، ليصبح الهداف التاريخي للأرجنتين متجاوزًا جابرييل باتيستوتا الذي توقف رصيده مسبقًا عند 10 أهداف.
كما أصبح ميسي أكثر اللاعبين تاريخيًا من حيث المشاركة في عدد مباريات بكأس العالم، بواقع 26 مباراة، والأكثر مساهمة في الأهداف في تاريخ المونديال، بـ21 مساهمة.
هل حسم ميسي جدال الأفضل في تاريخ؟
على مدار مسيرته، دائمًا كان النجم الأرجنتيني يدخل ضمن النقاشات الجماهيرية حول الأفضل، سواء من خلال مقارنته بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أو بمقارنته بنجوم تاريخيين سابقين مثل مواطنه دييجو أرماندو مارادونا، أو أيقونة البرازيل بيليه.
منذ ظهوره الأول مع برشلونة، ظهرت تشبيهات عديدة له بمارادونا، من حيث المهارات داخل الملعب، أو طريقة تسجيل بعض الأهداف التي تشابهت مع أهداف أيقونية لأسطورة الأرجنتين، ومنها الهدف الذي استنسخه ميسي في الدوري الإسباني مع برشلونة.
بينما تُعد تنافسيته مع البرتغالي رونالدو واحدة من أبرز الصراعات الرياضية الفردية في العصر الحالي، والتي استمرت لقرابة الـ15 عامًا تشارك فيها الثنائي منصات التتويج الفردي.
من الأفضل بين ميسي ورونالدو؟
وتوقفت مسيرة رونالدو عند 31 بطولة، منها بطولتان مع منتخب البرتغال وهما كأس الأمم الأوروبية في عام 2016 ودوري الأمم الأوروبية في نسخته الأولى لموسم 2018-2019.
وحقق رونالدو 29 بطولة مع الأندية التي لعب لها، ما بين محطات مانشستر يونايتد "في الفترة الأولى" وريال مدريد ويوفنتوس، ويُعد الرقم الأبرز في مسيرته هو التتويج بدوري أبطال أوروبا في 5 مناسبات.
فرديًا، حقق كريستيانو رونالدو الكرة الذهبية في 5 مناسبات، وهو الرقم الذي يتفوق فيه ميسي الذي أحرز 7 كرات ذهبية، وقد يحرز الثامنة بنهاية الموسم الجاري بعد أن أحرز لقب كأس العالم ويقدم مستويات مبهرة مع باريس سان جيرمان منذ بداية الموسم.
ويتفوق ميسي في إجمالي الألقاب المحققة خلال مسيرته، والتي وصلت إلى 39 لقبًا، منها لقبا كأس العالم وكوبا أمريكا مع منتخب بلاده خلال العام ونصف الأخيرة، بينما حقق 37 لقبًا مختلفًا رفقة أندية برشلونة وباريس سان جيرمان.
ويُعد البرازيلي داني ألفيس الأكثر تتويجًا في تاريخ كرة القدم، حيث حقق 42 بطولة خلال جميع محطات لعبه، ويحتاج ميسي إلى 3 ألقاب، قد يستطيع تحقيقها جميعًا مع باريس سان جيرمان في الموسم الجاري، ليعادل رقم زميله الأسبق في برشلونة.
مارادونا أم ميسي؟
الأفضلية التاريخية لمارادونا في الأرجنتين كانت عائدة لأدائه الاستثنائي في كأس العالم 1986، وقيادة منتخب بلاده للتتويج بالنجمة الثانية آنذاك، ولكن هذا المبرر لم يعد موجودًا بعد ليلة الـ18 من ديسمبر/كانون الأول 2022.
مع الوضع في الاعتبار اختلاف كم المباريات والبطولات بين الأزمنة، توقف رصيد بطولات مارادونا على الصعيد الاحترافي والرسمي عند 10 بطولات ما بين الأندية التي لعب لها، ومنتخب الأرجنتين.
ويمتلك ميسي أفضلية هامة في مسيرته على حساب الراحل مارادونا، وهي التتويج بلقب "كوبا أمريكا"، وهو الأمر الذي لم يحققه دييجو.
بيليه أم ميسي؟
لم يحظ النجم البرازيلي بيليه بمسيرة أوروبية، حيث تركزت فترات لعبه بالكامل مع نادي سانتوس البرازيلي، والذي حقق معه 25 لقبًا، على رأسها لقبان من "كوبا ليبرتادوريس" في أعوام 1962 و1963.
وتُوج بيليه بلقبين في الولايات المتحدة مع نادي نيويورك كوزموس في الأعوام الأخيرة من مسيرته، في عام 1977.
يتفوق ميسي على بيليه في نفس الأمر الذي يتفوق فيه على مارادونا، حيث لم ينجح النجم البرازيلي في التتويج مع بلاده بلقب "كوبا أمريكا".
ولكن بيليه يمتلك رصيدًا استثنائيًا في كأس العالم، كونه اللاعب الوحيد الذي تُوج بالبطولة في 3 مناسبات مختلفة، في أعوام 1958 و1962 و1970.
ولكن يستمر تفوق ميسي في إجمالي عدد الألقاب المحققة على حساب بيليه الذي تُوج بلقب لاعب القرن العشرين وفقًا لمجلة "فرانس فوتبول".
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg
جزيرة ام اند امز