ميسي ومنتخب إسبانيا.. قصة انتهت قبل البداية
جاء فوز ليونيل ميسي، نجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، مع منتخب بلاده الأرجنتين بكأس العالم 2022 ليمثل تتويجا لمسيرة حافلة للبرغوث مع راقصي التانجو.
واستدعي ليونيل ميسي لتمثيل المنتخب الأرجنتيني لأول مرة سنة 2004، وقبل ذلك التاريخ كان يحق له تمثيل إما منتخب إسبانيا أو منتخب بلاده الحالي، إلا أن البرغوث ظل دوماً وفيا للبلاد التي خرج منها رغم فضل برشلونة الإسباني الكبير في رحلة علاجه من مرض نقص هرمون النمو.
وخاض ليونيل ميسي مباراته الأولى بقميص منتخب الشباب الأرجنتيني ضد باراجوي في سبتمبر/ أيلول 2004، قبل أن يلعب مباراته الدولية الأولى مع الفريق الأول للألباسيلستي في 2005 ضد المجر وهي المباراة التي تعرض فيها للطرد.
وقد استدعي ليونيل ميسي للمرة الأولى لمنتخب الأرجنتين في عام 2004، لكن قبل ذلك كان هدفاً للمنتخب الإسباني والاتحادات الوطنية الإسبانية بفضل الأداء المبهر الذي كان يقدمه في برشلونة مع فرق الناشئين.
وكشف عمر سوتو، مدير المنتخبات الوطنية في الأرجنتين، أن إسبانيا كانت تضع ميسي كهدف رئيسي لمنتخبها تحت 17 سنة، في ذلك التوقيت، قائلاً: "في الاتحاد الإسباني كانوا يأملون في أن يرتدي ليو قميص اللاروخا، لكنه كان دائم الرفض لهذا المقترح".
فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني في كأس العالم 2010 وكأس أمم أوروبا 2012، كشف في وقت سابق عن محاولات المنتخب الإسباني مع ليو.
وقال مدرب ريال مدريد الأسبق في تصريحات سابقة تؤكد ما رواه عمر سوتو: "الاتحاد الإسباني بذل أقصى طاقة له لإقناع ميسي باللعب لإسبانيا، لكن ليونيل رفض لأنه يحب بلاده.. إن قدومه للمنتخب الإسباني كان سيصب في صالحنا كثيراً".
ورغم أن جيل إسبانيا الذهبي في نهاية العقد الأول من الألفية وبداية العقد الثاني توج بكأس العالم 2010 ولقبين لكأس أمم أوروبا في 2008 و2012 فإن انضمام ميسي إليهم كان لربما قادراً على منحهم المزيد من النجاح.
ويقول ديل بوسكي في تصريحات لصحيفة "ماركا" الإسبانية: "ميسي كان سيضيف قيمة أخرى للمنتخب الوطني الإسباني، لو كان الفتى الأرجنتيني قد انضم لفريقنا كنا سنفوز بالمزيد من الألقاب.. لم يكن سيضرنا بل كان سينفعنا كثيراً".
وتابع: "لو تحدثنا عن الأحلام فإنني كنت أحلم بتدريب ميسي في إسبانيا.. لقد كنت دوماً محظوظاً بقيادة أفضل اللاعبين الرائعين، وميسي على نفس مستوى هؤلاء إن لم يكن أفضل، إنه واحد فقط من نوعه ولطالما حلمت بقيادته".
وقاد ديل بوسكي جيل الجلاكتيكوس الذهبي في ريال مدريد مطلع الألفية الثالثة، والذي ضم الفرنسي زين الدين زيدان والظاهرة البرازيلي رونالدو والبرتغالي لويس فيجو والظهير البرازيلي روبرتو كارلوس والمهاجم الإسباني راؤول جونزاليس قبل أن ينضم إليهم الإنجليزيان ديفيد بيكهام ومايكل أوين.
وقد نجح ميسي في النهاية في الفوز برهانه على منتخب الأرجنتين، فبعد 17 سنة من تمثيله توج معه في 2021 بكوبا أمريكا كأول بطولة يحققها مع الفريق الأول، ثم فاز بأهم لقب وهو كأس العالم 2022، وذلك بالإضافة للقب "كأس فيناليسما" الذي حققه العام الماضي بالفوز 3-0 على إيطاليا في لقاء يجمع بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.