ميتا تُحدث تغييرات قيادية لتعزيز الذكاء الاصطناعي بعد استقالات بارزة

أعلنت شركة ميتا عن استقالة كبير مسؤولي الإيرادات، جون هيغيمان، في إطار تغييرات قيادية واسعة تهدف إلى تعزيز جهود الشركة في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها التجارية.

وستتولى بعض مسؤولياته الرئيسية أندرو بوكينغ، أحد المسؤولين القدامى في الشركة.

واختار هيغيمان، الذي شغل منصبه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد 17 عامًا من العمل في ميتا، ترك منصبه لتأسيس شركته الخاصة، وفقًا لمتحدث باسم الشركة. ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه ميتا ضغوطًا من المستثمرين لتبرير إنفاقها الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم تحقيقها عائدات أعلى من المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري.

• يان لوكون يغادر «ميتا».. وجهة جديدة لـ«عبقري الذكاء الاصطناعي»

كما أعلنت ميتا عن مغادرة كلارا شيه، التي انضمت للشركة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتقود وحدة الأعمال المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وأوضح المتحدث باسم الشركة أن شيه اختارت الاستقالة بعد وفاة والدها المفاجئة هذا العام، مما دفعها للتراجع عن مهامها العملية مؤقتًا.

وفي هذه التحولات، يتولى غاي روزن، الذي قاد جهود "النزاهة" في الشركة منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، دورًا جديدًا يركز على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية لميتا. ويحتفظ روزن بمنصبه كرئيس للأمن المعلوماتي، بينما تنتقل مسؤوليات "النزاهة" — التي تشمل مكافحة الحملات الأجنبية الضارة ومحتوى الاعتداء على الأطفال — إلى نائب جديد، نيما خاجه نوري.

تأتي هذه التغييرات في وقت تسعى فيه ميتا إلى توسيع أعمالها الإعلانية الأساسية، في ظل ضغوط من المستثمرين بسبب استراتيجيتها الطموحة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. وقد انخفض سهم الشركة بنحو 20% منذ الإعلان عن خطط الإنفاق المكثف لعام 2026، مما أثار مخاوف الأسواق من تأثير ذلك على الأرباح المستقبلية.

ويؤدي رحيل هيغيمان وشيه إلى ترقية مسؤولين آخرين داخل الشركة، حيث سيتولى بوكينغ، الذي عمل في ميتا لأكثر من عقد من الزمن وأدار مؤخرًا مجموعة منتجات الإعلان، مسؤوليات هيغيمان الرئيسية. وتشمل قيادة كل أنشطة الإعلانات والرسائل التجارية، والتي تمثل الغالبية العظمى من أعمال الشركة، بالإضافة إلى متابعة منتجات الذكاء الاصطناعي مثل Meta Advantage+، التي تهدف إلى أتمتة حملات التسويق عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.

ومن جانبها، تتولى نعومي غليت، أطول موظفة خدمة في الشركة بعد الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، قيادة مجموعة أعمال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مسؤوليات منتجات "تحقيق الإيرادات الجديدة"، مثل رسائل الأعمال الذكية وخدمة Meta Verified المدفوعة. كما تشرف غليت على مجموعة النزاهة، ويرفع روزن وخاجه نوري تقاريرهما إليها في الهيكل التنظيمي الجديد.

وبرز روزن كأحد أبرز المسؤولين التنفيذيين في ميتا خلال العقد الماضي بفضل جهوده في مكافحة المحتوى الضار، وهي مهمة أثارت جدلاً عالميًا بين السياسيين الذين اعتبروا سياساته أحيانًا صارمة جدًا وأحيانًا متساهلة. وتأتي التغييرات الحالية في سياق إعادة تقييم الشركة لاستراتيجياتها المتعلقة بالنزاهة والمعلومات المضللة، بما يتماشى مع التحولات السياسية في الولايات المتحدة.

مع هذه التعديلات، تهدف الشركة إلى الموازنة بين النمو المستدام لأعمالها الإعلانية الأساسية والتوسع الطموح في الذكاء الاصطناعي، في وقت يراقب فيه المستثمرون عن كثب تأثير هذه الاستراتيجية على أرباح الشركة المستقبلية واستقرارها في السوق.