خطورة اليورانيوم المعدني.. لماذا حذرت أوروبا إيران؟
تحذير جديد يصدر عن الترويكا الأوروبية لإيران بشأن برنامج الأخيرة النووي، ولكن التحذير الأخير الذي أعربت فيه فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقها، جاء مختلفا، حيث حذر إيران من إنتاج اليورانيوم المعدني تحديدا.
الدول الثلاث دعت طهران، في بيان مشترك، إلى وقف إنتاج اليورانيوم المعدني والامتناع عن أي شيء يمكن أن ينتهك التزاماتها بشأن الأنشطة النووية، مؤكدة أن "الأنشطة الإيرانية تقوض وضعها على الصعيد الدبلوماسي".
وأوضحت أن "إيران ليس لديها مبررات مدنية موثوقة بها لإنتاج اليورانيوم المعدني، والذي يعد خطوة أساسية لتطوير السلاح النووي"، فما الخطورة في إنتاج اليورانيوم المعدني.
تعدين اليورانيوم
إنتاج اليورانيوم المعدني هي عملية تعدين تهدف لاستخراج خام اليورانيوم من الأرض، حيث بلغ الإنتاج العالمي لليورانيوم في عام 2015 60 ألفا و496 طنا.
تعد كازاخستان وكندا وأستراليا أكبر ثلاثة منتجات وتمثل 70٪ من الإنتاج العالمي لليورانيوم.
ومن الدول المهمة الأخرى المنتجة لليورانيوم بفائض 1,000 طن سنويا هي النيجر وروسيا وناميبيا وأوزبكستان والصين والولايات المتحدة وأوكرانيا.
ويستخدم اليورانيوم الناتج عن التعدين بالكامل تقريبا كوقود لمحطات الطاقة النووية، وهنا تكمن الخطورة ويمكننا تفسير التحذير الأوروبي الأخير لإيران، التي يمكن أن توفر وقودا يستخدم في محطات لإنتاج وقود نووي ومن ثم خطوة على طريق إنتاج سلاح نووي.
وعادةً ما تتم معالجة خامات اليورانيوم عن طريق طحن المواد الخام إلى حجم جسيم منتظم ومن ثم معالجة الخام لاستخلاص اليورانيوم عن طريق التصفية الكيميائية.
وعادة ما ينتج عن عملية الطحن مواد جافة على شكل مسحوق يتكون من اليورانيوم الطبيعي "كعكة صفراء"، والتي يتم بيعها في سوق اليورانيوم كـU3O8.
ويشار في هذا الصدد إلى أنه في الخمسينيات من القرن العشرين تم اتباع طرق لاستخلاص اليورانيوم والثوريوم المخفف، الموجود بكثرة في الجرانيت أو مياه البحر، وتكهن حينها العلماء أنه، في المفاعل المولِّد، قد توفر هذه المواد مصدرًا غير محدود للطاقة.
السلاح النووي
الأربعاء الماضي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران شرعت في إنتاج اليورانيوم المعدني في انتهاك للاتفاق النووي، مشيرة إلى أن معدن اليورانيوم يعتبر مادة أساسية في صناعة الأسلحة النووية.
وقالت الوكالة إن إيران أنتجت كمية صغيرة من معدن اليورانيوم في 8 فبراير/شباط بعد استيراد معدات جديدة إلى منشأة نووية تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أصفهان.
وأثار التهديد الإيراني لإنتاج معدن اليورانيوم قلق الدبلوماسيين الغربيين، لأن المواد تتخطى تخصيب اليورانيوم والذي يمكن استخدامه لأغراض مدنية وهو مكون أساسي في الأسلحة النووية.
تاريخيا، وبشكل خاص في ستينيات القرن الماضي، ظهر سوق جديد لليورانيوم المعدني وهي محطات الطاقة النووية التجارية.
وفي الولايات المتحدة، انهار هذا السوق فعليًا بحلول نهاية السبعينيات نتيجة للتوترات الصناعية الناجمة عن أزمة الطاقة، والمعارضة الشعبية، وأخيرا الحادثة النووية لجزيرة ثري مايل في عام 1979، والتي أدت جميعها إلى وقف فعلي على تطوير محطات جديدة للطاقة النووية مفاعل.
ويظل هاجس المجتمع الدولي حاليا هو منع إيران من حيازة سلاح نووي في ظل سياساتها وممارساتها العدوانية بالمنطقة والعالم، ومن ثم فإن إقدام إيران على إنتاج اليورانيوم المعدني، خطوة تنذر بخطورة كبيرة.