الميثان.. عدو أصغر "خفي" في معركة تغير المناخ
لطالما ركزت مكافحة تغير المناخ على الحاجة إلى خفض التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون، لكن هناك غاز قوي آخر يجب أن نتعامل معه يسمى الميثان.
يصف خبراء البيئة، الميثان، بأنه "الأخ الأصغر" المزعج لثاني أكسيد الكربون، وغالبا ما يتم تجاهله، لكنه في الحقيقة قد يتسبب في إحداث بعض الضرر الحقيقي في وقت قصير.
يقول أندرو كينج، المحاضر الأول في علوم المناخ بجامعة "ملبورن" الأسترالية لـ"العين الإخبارية": "مثل ثاني أكسيد الكربون، الميثان هو غاز من غازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ولا يبقى لقرون مثل ثاني أكسيد الكربون، لكنه يسخّن الكوكب بسرعة. وفي الواقع، الميثان يمتلك قوة 80 مرة أكبر في عملية الاحترار بالمقارنة مع ثاني أكسيد الكربون خلال العشرين عامًا الأولى بعد إطلاقه.
وعلى الرغم من أننا نصدر ثاني أكسيد الكربون أكثر من غاز الميثان بمائة مرة، إلا أن هذه الكمية الصغيرة على ما يبدو لها تأثير كبير على المناخ.
ويوضح كينج أن "الميثان مسؤول عن حوالي 30% من ارتفاع متوسط درجات الحرارة منذ الثورة الصناعية، ونشعر بتأثير ذلك في المناخ الأكثر دفئاً بالوقت الحالي، وفي كوارث الطقس الأكثر تواتراً وقسوةً مثل حالات الجفاف والفيضانات".
وبالرغم من التقدم الذي حققه العالم في تقليل تلوث ثاني أكسيد الكربون الناجم عن الطاقة والنقل، إلا أن ارتفاع درجة حرارة العالم يزيد من خطر الكوارث والظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، والتي يمكن أن تتسبب في مخاطر للإنسان، كما يوضح شيروود.
ويضيف: "للأسف، غالبًا ما لا يتم الاهتمام بدور الميثان في ذلك. فالميثان لا يتم إنتاجه فقط من خلال الأبقار، بل يتم إنتاجه من عدة مصادر، بما في ذلك صناعة الغاز. ومن الممكن خفض مستوى تلوث الميثان من جميع المصادر، بما في ذلك الانبعاثات من الزراعة والثروة الحيوانية والوقود الأحفوري ومدافن النفايات، وخفضه إلى النصف في جميع أنحاء العالم، وذلك بتطبيق تقنيات خفض تلوث الميثان بشكل سريع".
ويتابع: "من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تخفيض ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار ربع درجة بحلول منتصف القرن، ونصف درجة بحلول نهاية القرن".
"قد يبدو هذا المعدل صغيراً، ومع ذلك فإن الدراسات أشارت إلى قدرته على الحد من المخاطر المناخية الخطيرة، مثل موجات الحرارة والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر والجفاف وفشل المحاصيل، وهذا يعني أنه له تأثير مهم للغاية".
وفي تفصيله لأثر الميثان، يوضح البروفيسور ستيفن شيروود، أستاذ علوم الغلاف الجوي في مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، أن "ثاني أكسيد الكربون لديه تأثير بطيء وطويل الأمد على الاحترار العالمي، بينما الميثان لديه تأثير سريع ومهم على التغيرات المناخية، وكلما زاد تلوثنا للميثان، زادت سرعة ارتفاع درجة الحرارة والتغيرات المناخية الخطيرة مثل الفيضانات وموجات الحرارة والعواصف والجفاف".
ويضيف: "وبما أن الميثان يتميز بسرعة تحرره وانحلاله في الغلاف الجوي، فإن القضاء على تلوث الميثان سيؤدي إلى نتائج مناخية سريعة وفعالة، لذلك فإن التحرك بسرعة لتخفيض انبعاثات الميثان يعد أمرًا ملحًا لمعالجة أزمة المناخ".