كل الطرق تؤدي إلى الطاقة النووية.. ماذا قال التاريخ عن التحول؟
بينما يستعد العالم لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، فإن النظر إلى تاريخ تحولات الطاقة يمكن أن يساعد في قراءة المشهد الحالي وتحديد خطط المستقبل.
كيف بدت التحولات في نظام الطاقة العالمي في الماضي؟
قبل القرن التاسع عشر، كان الناس يعتمدون بشكل أساسي على الكتلة الحيوية الخشب والأوراق الجافة والفحم للتدفئة وكمصدر الطاقة، وكانت العربات التي تقودها الحيوانات هي الوسيلة الأساسية للنقل.
بدأ الانتقال الأول للطاقة، من الكتلة الحيوية إلى الفحم، مع الثورة الصناعية، كان هذا التحول مدفوعا إلى حد كبير بظهور المحركات البخارية التي تعمل بالفحم، والتي وجدت طريقها إلى السكك الحديدية والمصانع والسفن.
تبع صعود الفحم صعود النفط، الذي أصبح مصدرا مهيمنا للطاقة بعد الحرب العالمية الثانية، في الوقت نفسه، استثمرت البلدان في البنية التحتية وخطوط أنابيب الغاز، مما أتاح الاستخدام الواسع للغاز الطبيعي للتدفئة والكهرباء.
إلى جانب العوامل الاقتصادية، كانت الابتكارات التكنولوجية هي المحفز لتحولات الطاقة هذه، التي حدثت على مدى قرون.
ومع ذلك، فإن انتقال الطاقة الحالي مختلف، بدافع من تهديد تغير المناخ، يتطلب الأمر تحولا غير مسبوق بعيدا عن الوقود الأحفوري في غضون بضعة عقود، بينما يزداد الطلب على الطاقة.
كيف يمكن للعالم أن يواجه هذا التحدي؟
في حين أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية هي محور تحول الطاقة، إلا أن لها بعض القيود، مثل، التقلبات (يتقلب توليد الكهرباء على مدار اليوم بسبب الاعتماد على ضوء الشمس وسرعة الرياح).
أيضا من القيود، الحواجز الجغرافية (لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، غالبا ما توجد محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مناطق نائية بعيدا عن مراكز الطلب)، القيد الثالث هو البصمة الأرضية (نظرا لكثافة الطاقة المنخفضة، تستخدم مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عادة مساحات كبيرة من الأرض لكل وحدة كهرباء).
لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، يجب دعم مصادر الطاقة المتجددة بمصدر طاقة موثوق، وتعد الطاقة النووية هي الركيزة المثالية.
لماذا الطاقة النووية؟
العديد من العوامل تضع الطاقة النووية، كأفضل خيارات العالم للتحول، وفقا لموقع "visual capitalist"، بسبب العديد من العوامل.
يأتي في مقدمتها، الموثوقية، حيث يمكن الاعتماد على المحطات النووية 3 مرات تقربًا مثل محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بناء على عوامل القدرة.
أما العامل الثاني الذي يدعم الطاقة النووية، يتمثل في الانبعاثات الصفرية، فالمفاعلات النووية لا تصدر أي غازات دفيئة أثناء التشغيل وهي من أنظف مصادر الكهرباء.
العامل الثالث، هو الأمان، فالطاقة النووية هي ثاني أكثر مصادر الطاقة أمانا (بعد الطاقة الشمسية) بناء على الوفيات لكل وحدة كهرباء.
ويتمثل العامل الرابع في القدرة على تحمل التكاليف، فمحطات الطاقة النووية تنافسية من حيث التكلفة مع المصادر الأخرى، والتغيرات الكبيرة في سعر اليورانيوم لها تأثير ضئيل على تكاليف التشغيل.
وبالتالي، فإن الطاقة النووية أساسية لتحقيق أهداف المناخ في جميع أنحاء العالم، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، يجب أن تتضاعف قدرة الطاقة النووية العالمية من أجل صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.