الكارتلات المكسيكية تستغل حرب ترامب على «الفنتانيل» لتوسيع نفوذها

مع تشديد الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب حملتها الصارمة ضد الفنتانيل، أحد أخطر المواد الأفيونية الصناعية المتهمة بالتسبب في آلاف الوفيات، برز تحول واضح في خريطة تجارة المخدرات.
فقد تراجع استهلاك الفنتانيل منذ منتصف عام 2023/حزيران، وفق بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، وهو ما اعتبرته الإدارة ثمرة مباشرة لسياساتها المتشددة. لكن هذا الانحسار فتح الباب أمام صعود نوع آخر من السموم: الكوكايين.
خاليسكو يملأ فراغ سينالوا
بينما تراجعت قوة كارتل سينالوا بسبب الاعتقالات والانقسامات الداخلية، استغل كارتل خاليسكو الجيل الجديد (CJNG) الفراغ بسرعة، ليتحول إلى اللاعب الأكثر نفوذاً في تجارة المخدرات المكسيكية. زعيمه نيميسيو أوسيغيرا سيرفانتس، الملقب بـ"إل مينتشو"، يُنظر إليه اليوم باعتباره أخطر مهرب مخدرات في العالم.
خبراء من وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية يؤكدون أن استراتيجياته تتجاوز الفنتانيل، إذ دفع الكارتل نحو ضخ كميات هائلة من الكوكايين داخل الولايات المتحدة، ما جعل المدن الأمريكية الكبرى تواجه موجة جديدة من الإدمان.
أرقام ترسم خريطة جديدة للإدمان
الإحصاءات تشير إلى أن استخدام الكوكايين ارتفع بنسبة 154% في الولايات الغربية منذ عام 2019/كانون الأول، بينما سجّلت الولايات الشرقية زيادة تقارب 20%، بحسب بيانات شركة Millennium Health. هذا التغير لم يكن عشوائياً، بل نتيجة خطة محكمة من كارتل خاليسكو، الذي استغل تغير مزاج المدمنين الباحثين عن بدائل أقل خطورة من الفنتانيل سيئ السمعة.
من مزارع الكوكا إلى أنفاق الحدود
شبكات الكارتل تمتد اليوم من مزارع الكوكا في كولومبيا والإكوادور، مروراً بالبحر عبر غواصات سريعة وقوارب مطاطية، وصولاً إلى سواحل المكسيك الغربية حيث يسيطر الكارتل على أهم الموانئ. من هناك تبدأ رحلة التهريب إلى الشمال عبر أنفاق وممرات حدودية سبق أن أسسها كارتل سينالوا، لكنها باتت الآن تحت هيمنة خاليسكو.
هذه الشبكة المعقدة حولت الكارتل إلى إمبراطورية بمليارات الدولارات، تدير عملياتها على مستويين: تصدير الكوكايين والميثامفيتامين بكميات ضخمة، وتوسيع دائرة النفوذ داخل أمريكا الشمالية وخارجها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIxIA== جزيرة ام اند امز