المكسيك تتهم دار أزياء عالمية بـ"الانتحال الثقافي"
وزارة الثقافة بالمكسيك أكدت أن بعض تصاميم المجموعة الأخيرة لـ"كارولينا هيريرا" منسوخة من "الرؤية الكونية" لبعض الشعوب الأصلية المكسيكية
وجهت وزارة الثقافة في المكسيك كتابا إلى دار الأزياء العالمية "كارولينا هيريرا"، تتهمها فيها بـ"الانتحال الثقافي"، وتطالبها بتفسير علني لاستخدامها رسوما منسوخة من تراث الشعوب الأصلية المكسيكية، ظهرت في مجموعة أزيائها الأخيرة، بإشراف مديرها الفني الجديد نيس غوردون.
وقالت آليخاندرا فراوستو، وزيرة الثقافة المكسيكية، في رسالتها، إن بعض تصاميم المجموعة الأخيرة التي عرضتها دار "كارولينا هيريرا" منسوخة من "الرؤية الكونية" لبعض الشعوب الأصلية في المكسيك، مطالبة من صاحبة الدار ومديرها الفني تفسيرا علنيا للأسباب التي دعت لاستخدام هذه العناصر الثقافية، وعما إذا كان السكان الأصليون الذين تشكل هذه العناصر جزءا أساسيا من تراثهم سيستفيدون من مبيعات هذه المجموعة أم لا؟ وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".
واعتبرت وزيرة الثقافة المكسيكية، أن الوضع يستدعي مناقشة عالمية بشأن الحقوق الثقافية للشعوب الأصلية، مؤكدة أنها "مسألة أخلاقية تلزمنا بلفت الانتباه لطرح هذا الموضوع الذي لم يعد يحتمل التأجيل ولا المماطلة، وتقتضي منا تسليط الضوء على الذين عاشوا حتى الآن في الظل".
وجاءت المجموعة الجديدة لدار الأزياء العالمية "كارولينا هيريرا" تحمل مطرزات بألوان زاهية لأشكال حيوانية متشابكة مع زهور وأغصان مأخوذة عن الملابس التي يستخدمها سكان منطقة تينانغو المكسيكية دوريا في المناسبات الاحتفالية، وهي مطرّزات تحكي تاريخ أولئك السكان وتحمل رسومها معاني شخصية وعائلية خاصة بهم، كما تضمنت بعض فساتين المجموعة الجديدة مطرّزات أخرى بأشكال زهور على أقمشة داكنة في المجموعة مقتبسة من تراث القبائل التي استوطنت مقاطعة واخاكا منذ القدم.
وبعد يومين من الرسالة التي بعثت بها وزيرة الثقافة المكسيكية، جاء الرد من دار "كارولينا هيريرا"، إذ أوضح نيس غوردون، المدير الفني لمجموعة الأزياء، أن مجموعة "ريزورت 2020 الأخيرة هي تكريم للثقافة المكسيكية الغنيّة ومنتجاتها الحرفية الرائعة".
وأضاف غوردون: "المكسيك حاضرة بقوة في هذه المجموعة، وحرصت على إبراز هذا التراث دليلا على المحبة التي أكنها لهذا البلد، ولإبداعاته التي طالما أعجبت بها وكانت من أهم مصادر إلهامي".
وأشار إلى أن إعجابه بالأعمال الحرفية عموما ازداد على مر السنوات، بفضل زياراته المتكررة إلى المكسيك، وأنه قرر إبراز هذه الأعمال في تشكيلته الأخيرة أيضا، لتسليط الضوء على ثراء هذا التراث الثقافي.
ولم يوضح نيس غوردون، من خلال رده على رسالة وزارة الثقافة المكسيكية، ما إذا كانت الشعوب الأصلية التي اقتبس من رسومها التراثية وملابسها التقليدية ستستفيد أو لا من مبيعات المجموعة الجديدة.
وقضية "كارولينا هيريرا" مع الرسوم المكسيكية ليست الأولى في عالم الأزياء، فمنذ أشهر سجلت كيم كارداشيان عبارة "Kimono" علامة تجارية لمجموعتها الأخيرة من الملبوسات الداخلية في الولايات المتحدة، فأثارت عاصفة من الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر عشرات الآلاف من اليابانيين أن ذلك يشكل تعديا على أحد رموزهم الوطنية، ما اضطر كارداشيان الاعتذار والتراجع عن خطوتها.
وفي أواخر العام الماضي، قررت دار "Nike" للملبوسات والأدوات الرياضية سحب أحد أحذيتها من السوق بعد أن احتجت مجموعة "Guna" للسكان الأصليين في بنما على "سرقة" تصميم الحذاء من رسوم "Mola" التي تعد جزءا من تراثها الفولكلوري.