بكاء ومضايقات.. كيف تحولت مباراة إيران لمنافسة بين داعمي النظام ورافضيه؟
فيما كان المنتخب الإيراني يخوض ثاني مبارياته في كأس العالم بقطر، كانت منافسة أخرى تجري في مناطق المشجعين، بين مؤيدي الاحتجاجات ورافضيها.
تلك المنافسة، شحذ أسلحته فيها كل طرف سواء الموالي للحكومة الإيرانية، أو الداعم للمظاهرات التي "تجتاح" إيران بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، على يد ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق".
واقتنص منتخب إيران أول 3 نقاط على حساب المنتخب الويلزي الذي تجمد رصيده عند نقطة وحيدة، بعد اللقاء الذي جمعهما في استاد أحمد بن علي في الريان، يوم الجمعة، واستطاعت فيه إيران إحراز هدفين في الدقيقتين 90+9 و90+11.
صراخ وانتقادات
وفيما كان المنتخب الإيراني يستعد للمنافسة بعد خسارته الماضية، كانت جماهيره المعارضة والمؤيدة للحكومة الإيرانية على موعد مع منافسة من نوع خاص؛ فالمشجعون الرافضون لتظاهرات مهسا أميني قاموا بـ"مضايقة" المتظاهرين ضدها.
فبينما منع حراس الأمن بعض المشجعين من إحضار الأعلام الداعمة للاحتجاجات إلى المباراة ضد ويلز، نزع بعض المشجعين المؤيدين للحكومة، هذه الأعلام من قبل المشجعين الذين استطاعوا العبور بها بعيدًا عن أعين قوات الأمن.
وبقمصان تحمل شعار الحركة الاحتجاجية التي "تجتاح" إيران: "امرأة، حياة، حرية"، حضر المشجعون الداعمون للمظاهرات إلى الاستاد، إلا أن رافضي الاحتجاجات صرخوا عليهم وانتقدوهم، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وعلى عكس ما حدث في المباراة الأولى ضد إنجلترا، ردد اللاعبون الإيرانيون النشيد الوطني، فيما بكى بعض المشجعين في الملعب وأطلقوا صافرات الاستهجان.
وبعيدًا عن المباراة التي خاضها المنتخب ضد ويلز، كانت هناك مباراة من نوع خاص خارج الملعب بين المشجعين، اختلطت فيها صراخات "المرأة، الحياة، الحرية"، بهتافات "الجمهورية الإسلامية".
هتافات وهتافات مضادة
وتقول "أسوشيتد برس"، إن حشودًا من الرجال هتفن بغضب "جمهورية إيران الإسلامية"، وهم يحاصرون ثلاث نساء أجرين مقابلات حول الاحتجاجات لوسائل إعلام أجنبية خارج الاستاد، مما أدى إلى تعطيل البث.
وعندما صاح مؤيدو الحكومة الإيرانية عليهن بالفارسية وقاموا بتصويرهن عن قرب على الهواتف، بدت العديد من المشجعات الإيرانيات مهزومات.
وبعد انتصار إيران بهدفين نظيفين، خرجت حشود من الجماهير الإيرانية تلوح بالأعلام الوطنية من الملعب، فيما احتشد آخرون ورفعوا صورًا لمهسا أميني.
وبعبارة "امرأة، حياة، حرية" مرسومة على وجهها، بدأت امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا تدعى مريم، في البكاء بينما حاصرها رجال يصرخون وهم ينفخون الأبواق وقاموا بتصوير وجهها.
وقالت مريم، التي تعيش في لندن ولكنها من طهران: "أنا لست هنا للقتال مع أي شخص، لكن الناس يهاجمونني ويصفونني بالإرهابي (..) كل ما أنا هنا لأقوله هو أن كرة القدم لا تهم إذا قتل الناس في الشوارع".
مباراة "مسيسة"
وارتدت مريم وصديقاتها قبعات عليها اسم لاعب كرة القدم السابق فوريا غفوري الذي انتقدت السلطات الإيرانية واعتقل في إيران يوم الخميس، بتهمة نشر دعاية ضد الحكومة. وقالت إن أنصار الحكومة الإيرانية نزعوا القبعات عن رؤوسهم.
"من الواضح أن المباراة أصبحت مسيسة للغاية هذا الأسبوع"، قال مصطفى، مشجع إيراني يبلغ من العمر 40 عامًا، رفض ذكر اسمه الأخير، مضيفًا: "يمكنك أن ترى أشخاصًا من نفس البلد يكرهون بعضهم البعض".
آية شمس، إيرانية من الولايات المتحدة، تقول إن حراس الأمن صادروا علمها لأنه كتب عليه كلمة "نساء"، مضيفة: "نحن هنا فقط للاستمتاع بالألعاب وإعطاء منبر للشعب الإيراني الذي يقاتل ضد النظام".
وبعد المباراة، بث التلفزيون الإيراني الرسمي أغاني وطنية، إلا أنه مع احتفال العديد من الإيرانيين بالنصر، استمرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر احتجاجات وإطلاق نار في مدينة زاهدان بشرق البلاد.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز