باستخدام تحرير الجينات.. توليد فئران تحاكي عدوى كورونا لدى البشر
الفئران الجديدة تنتج إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (hACE2)، وهو المستقبل الذي يرتبط به الفيروس ويستخدمه لدخول الخلايا البشرية
نجح باحثون صينيون لأول مرة في استخدام تقنية تحرير الجينات (كريسبر-كاس9)، لتوليد فئران تحاكي عدوى فيروس كورونا المستجد عند البشر.
وخلال دراسة نشرت الثلاثاء في دورية "سيل هوست آند ميكروب"، قال الباحثون إنه باستخدام تقنية (كريسبر-كاس9)، قاموا بتوليد فئران تنتج إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (hACE2)، وهو المستقبل الذي يرتبط به الفيروس ويستخدمه لدخول الخلايا البشرية.
وفي تقرير نشره الأربعاء الموقع الالكتروني لشركة (سيل بريس) الناشرة للدورية، يقول الباحث المشارك بالدراسة د.يو تشون وانغ من المعاهد الوطنية للغذاء والدواء (NIFDC) في بكين: "هناك حاجة ماسة إلى نموذج حيواني صغير يعيد إنتاج المسار السريري الذي لوحظ لدى مرضى الفيروس، و النموذج الحيواني الموصوف هنا يوفر أداة مفيدة لدراسة العدوى وانتقالها".
ووفقا للباحثين، فإن نموذج الفأر الخاص بهم، لديه العديد من المزايا مقارنة مع الفئران الأخرى المعدلة وراثيا للتعبير عن إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (hACE2)، والمستخدمة في الأبحاث بأغلب دول العالم.
ويقول وانغ: "بدلاً من إدراج الإنزيم عشوائيًا في النماذج المتاحة حاليا، يتم إدراجه في النموذج الخاص بنا بدقة في موقع معين على (الكروموسوم X)، هذا نموذج مستقر وراثيًا، علاوة على ذلك فإن أحمال الحمض النووي الريبي الفيروسي في الرئة أعلى بكثير، والتوزيع الناتج للإنزيم في الأنسجة المختلفة يتطابق بشكل أفضل مع الشكل الذي لوحظ في البشر".
وبعد إصابة الفئران الجديدة بالعدوى من خلال الأنف، أظهرت دليلا على تكرار الحمض النووي الريبي الفيروسي القوي في الرئة والقصبة الهوائية والدماغ، كما حدد الباحثون خلايا مجرى الهواء الرئيسية المستهدفة بواسطة الفيروس كخلايا كلارا التي تنتج البروتين (CC10).
ويقول مؤلف الدراسة المشارك تشنغ فنغ تشين من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية (AMMS) في بكين: "كان وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي في الدماغ غير متوقع إلى حد ما، حيث أصيب عدد قليل من مرضى الفيروس الجديد بأعراض عصبية، كما أن نتائجنا توفر السطر الأول من الأدلة التي توضح الخلايا الرئيسية التي يستهدفها الفيروس في الرئة".
وبالإضافة إلى ذلك، طورت الفئران الجديدة الالتهاب الرئوي الخلالي، الذي يؤثر على الأنسجة والمساحة حول الأكياس الهوائية للرئتين، مما يتسبب في تسلل الخلايا الالتهابية، وتكثيف البنية التي تفصل الأكياس الهوائية وتلف الأوعية الدموية.
وبالمقارنة مع الفئران الصغيرة، أظهرت الفئران الأكبر سنًا تلفًا شديدًا في الرئة وزيادة إنتاج جزيئات الإشارة المسماة (السيتوكينات) مجتمعة، وهذه الأعراض تتشابه مع تلك التي لوحظت في مرضى الفيروس، كما يؤكد د. تشين.
ويضيف: "قد تسلط الدراسات المستقبلية باستخدام هذه الفئران الضوء على كيفية غزو الفيروس للدماغ وكيف ينجو الفيروس من بيئة الجهاز الهضمي ويغزو الجهاز التنفسي".
ويقول كبير الباحثين المشاركين في الدراسة تشانغ فا فا: "إن الفئران الجديدة توفر نموذجًا حيوانيًا صغيرًا لفهم المظاهر السريرية غير المتوقعة لعدوى الفيروس في البشر، وهذا النموذج سيكون أيضا ذا قيمة لاختبار اللقاحات والعلاجات لمكافحة الفيروس".
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA=
جزيرة ام اند امز