بطل العالم مايكل شوماخر وجبال الألب التي أفسدت حياة ما بعد الاعتزال
الألماني مايكل شوماخر من بطل العالم في سباقات "فورمولا 1" إلى حياة مظلمة بسبب إصابة تعرض لها في جبال الألب.. طالع التقرير.
لا يعرف عنه الكثير سوى النصف الأول من حياته، وهو النصف الذي شهد الجزء الأجمل منها، حيث حمل فيه الألقاب وحطم فيه الأرقام القياسية، غير أن نصفا آخر مظلما كان في انتظار السائق الألماني مايكل شوماخر.
بعد 5 سنوات من الانتظار، وتحديدا يوم الأربعاء، أفاق شوماخر من الغيبوبة التي دخل فيها قبل نحو 6 سنوات، ليعيد إلى الجماهير الأمل في رؤيته بشكل طبيعي بعد تلك الفترة من الغياب الطويل.
نجاح مبكر
الألماني مايكل شوماخر، صاحب الأصول الجزائرية الذي وُلد في عام 1969، بدأ شغفه بالسيارات مبكرا، حيث مارس رياضة "الكارتينج" في مضمار كبير تحت إدارة والده.
المهارة الكبيرة التي أبرزها شوماخر في الصغر دفعت أحد رجال الأعمال إلى تبنيه على المستوى المادي، ليضعه على أول طريق البطولات.
وبالفعل انطلق شوماخر وتدرج في السباقات، حتى خاض أول بطولة للعالم في سباقات "فورمولا 1" مع فريق بينيتون، ونجح في الحصول على المركز التاسع، ولم تكن هذه سوى مجرد بداية.
بطل العالم
3 سنوات فقط كانت كافية لينجح السائق الألماني في حصد بطولة العالم للمرة الأولى في تاريخه، وتحديدا في عام 1994، ليصبح أول ألماني يفوز بهذا اللقب.
ولم يكتفِ شوماخر بتلك البطولة، فبعد عام واحد نجح السائق الألماني في الحصول على بطولة العالم مجددا، ليحصد اللقب للموسم الثاني على التوالي.
مرحلة فيراري
بعد الحصول على بطولة العالم للمرة الثانية، وافق شوماخر على الانتقال إلى فريق فيراري عام 1995، ليكتب تحديا جديدا، يتمثل في إعادته إلى الفوز ببطولة العالم التي غاب عنها منذ عام 1979.
ورغم عدم قدرته على تحقيق هذا الإنجاز في الأعوام الـ4 الأولى، فإن شوماخر أهدى فريق فيراري بطولة العالم للمرة الأولى بعد غياب استمر 21 عاما، وتحديدا في عام 2000.
البطولة كانت نقطة البداية التي انطلق منها السائق الألماني ليقود فريقه إلى الفوز بالبطولة ذاتها 4 مرات أخرى متتالية، وتحديدا في أعوام 2001 و2002 و2003 و2004.
الفوز ببطولة العالم 2003 جعله أكثر اللاعبين حصولا عليها بـ6 مرات، متفوقا على الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو الذي حملها من قبل في 5 مناسبات.
البطولة الأخيرة في 2004 شهدت تحطيمه لرقم قياسي جديد، حيث بات أكثر اللاعبين حصولا على بطولة العالم بشكل متتالٍ بـ5 مرات، ليكسر رقم فانجيو نفسه الذي حصل عليها 4 مرات على التوالي.
اعتزال وعودة
بعد خسارته لبطولة العالم عامي 2005 و2006 أعلن شوماخر اعتزاله الذي لم يستمر سوى عامين، حيث عاد لفريق مرسيدس في 2009.
واختتم السائق الألماني مسيرته بشكل نهائي في 2012، حيث حصل على المركز الـ13 في بطولة العالم.
حياة مظلمة
بعد إعلان الاعتزال بشكل نهائي، اتجه شوماخر مع عائلته في رحلة إلى جبال الألب في ديسمبر/كانون الأول 2013، علها تكون كفيلة بإخراجه من ضغوط المنافسة المستمرة.
لم يكن يعلم السائق الألماني أن هذه الرحلة ستكتب جزءا آخر حزينا في قصته، وهو الجزء الذي استمر حتى الآن.
البداية كانت من قيام السائق الألماني بممارسة التزلج خلال تلك الرحلة، حيث اصطدمت رأسه بأحد الصخور ليتعرض لإصابة خطيرة أدخلته في غيبوبة طويلة.
منذ ذلك الحين لم يظهر شوماخر مطلقا بشكل علني، حيث ظل بعيدا عن الأعين وسط تكتم شديد من أسرته على حالته الصحية.
ورغم وصوله إلى 50 عاما في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أنه استمر في الخفاء، وأكدت أسرته أنها تبذل أقصى ما في وسعها لصالحه.
الإثنين الماضي، أكدت تقارير صحفية أن شوماخر تم نقله إلى أحد المستشفيات في العاصمة الفرنسية باريس، لتلقي علاج خاص.
وبعد يومين فقط، أكدت التقارير أن السائق الألماني أفاق من غيبوبته أخيرا، بعد خضوعه لعلاج يقوم على نقل خلايا جذعية بواسطة الجراح الفرنسي فيليب ميناش.
ولا يزال العالم في انتظار أخبار جديدة عن شوماخر، الذي يبقى رغم ابتعاده الطويل عن حلبة السباقات أكثر اللاعبين حصولا على بطولة العالم بـ7 مرات وفوزا بالسباقات بـ91 مرة.