«الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025».. استشراف لمسارات القطاع من دبي
انطلقت الإثنين في دبي أعمال الدورة الـ28 من مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025 الذي تنظمه شركة «فاست ماركتس»، بمشاركة واسعة من كبار التنفيذيين وصنّاع القرار من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا.
وشهد المؤتمر نقاشات مكثفة تناولت التحولات الكبرى التي تشهدها صناعة الحديد والصلب عالميًا، خصوصًا تغيّر مسارات التجارة، وتصاعد النزعات الحمائية، وتسارع التوجه نحو الإنتاج منخفض الكربون.
وأكد المشاركون أن القطاع يواجه ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة الفائض العالمي في المعروض، وآلية الاتحاد الأوروبي لتعديل الكربون عند الحدود، وتحويل مسارات التصدير نحو أسواق جديدة، مشيرين إلى أن منطقة الشرق الأوسط، التي تمتلك محفظة مشاريع تفوق قيمتها ثلاثة تريليونات دولار، تلعب دورًا متناميًا في منظومة الإمداد العالمية وتدفقات الاستثمار وتعزيز التنافسية طويلة المدى.
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إمستيل” إن المشهد الجيوسياسي المتغير يفرض اليوم قدرًا أكبر من المرونة والرؤية الاستباقية ونحن في “إمستيل” نعمل على تعزيز سلاسل الإمداد وتسريع مسار خفض الانبعاثات وتوسيع شراكاتها الإقليمية بما يحوّل التحديات الراهنة إلى مساحةٍ للفرص لا إلى عائقٍ أمام تطوّر قطاعنا ومستقبل الصناعة في دولة الإمارات.
من جانبه قال راجو داسواني، الرئيس التنفيذي لـ”فاست ماركتس” إن تنامي الإجراءات الحمائية أدخل أسواق الصلب في دوامة تقلب غير مسبوقة، وإن مؤشرات الحديد المُدرفل على الساخن في أوروبا والولايات المتحدة شهدت تحركات حادة مع تشديد الرسوم وتحديد الحصص، مضيفًا أنّ مضاعفة الولايات المتحدة رسوم القسم 232 ليست سوى مثال واحد على كيف أصبحت الاستراتيجيات الصناعية الوطنية عاملًا مباشرًا في توجيه سلوك الأسعار عالميًا.
وأكّد هارشا شِتي، الرئيس التنفيذي لـ”جندال للصلب” أن ما تتمتع به المنطقة من أمنٍ في الموارد يمنحها أفضلية استراتيجية طويلة المدى، تفتقر إليها العديد من الأسواق المنافسة عالميًا.
وذكر شرجيل أزهر، الرئيس التنفيذي لشركة “اتفاق للصلب” أن الفائض العالمي الذي يقدَّر بين 500 و600 مليون طن يعيد صياغة حركة التجارة ويبدّل مستويات تعرض الأسواق بصورة لافتة، وأن الإجراءات الحمائية قد تمنح بعض الاستقرار المؤقت، غير أن تنافسية القطاع على المدى البعيد سترتبط بقدرة الشركات على الابتكار وتبني التقنيات المتقدمة والانتقال إلى إنتاج الصلب منخفض الكربون على نطاق صناعي واسع.
- معرض دبي للطيران.. 3.776 مليار درهم صفقات وزارة الدفاع باليوم الأول
- الإمارات.. إطلاق المركبات المعيارية الذكية لأول مرة عالميا في أبوظبي
من ناحيته قال رفيق ضو، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “السويس للصلب” إن القطاع يزدهر حين تكون الحدود مفتوحة لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى أطر تنظّم السوق وتحول دون أن تؤدي الاختلالات الهيكلية إلى تقويض المنتجين الإقليميين.
وقال ديليب جورج، الرئيس التنفيذي لمجموعة “فولاذ القابضة” إن التعرفة الجمركية أصبحت مصدر قلق حقيقي، ومن الصعب على المنتجين الاستثمار بثقة أو ضمان العائد المطلوب دون وجود تدابير تجارية رادعة.
وتطرقت جلسات المؤتمر إلى التنافسية الهيكلية للمنطقة المدعومة بتوافر المواد الخام وثبات الرؤية تجاه مشروعات طويلة الأمد، مع الإشارة إلى أن الأسواق في آسيا وأوروبا لا تزال تعاني تقلبات مستمرة، في حين تستفيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قاعدة صناعية آخذة في الاتساع تغذيها قطاعات الإنشاءات والخدمات اللوجستية والطاقة والصناعة التحويلية، ما يوفر طلبًا مستقرًا يعزز من قدرة الشركات على التوسع.
واختُتم اليوم الأول بالتأكيد على تسارع الحاجة العالمية للإنتاج منخفض الكربون، مع تسليط الضوء على تقنيات الاختزال المباشر بالهيدروجين، والصهر المدعوم بالطاقة المتجددة، والتصنيع الدائري، وتقنيات التقاط الكربون، باعتبارها المسارات التي ستحدد التنافسية خلال العقد المقبل، في ظل ما تتمتع به المنطقة من وفرة في الموارد ودعم حكومي ومناطق صناعية كبرى قادرة على استيعاب التوسع السريع في هذه التقنيات.
وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 1400 مشارك من 55 دولة، في أكبر حضور منذ انطلاقه قبل 28 عامًا، بما يؤكد مكانته كمنصة رائدة تجمع صنّاع السياسات والمنتجين والمستثمرين وقادة التكنولوجيا لصياغة شراكات جديدة ورسم مستقبل صناعة الحديد والصلب العالمية.