الشرق الأوسط وانتخابات أمريكا.. تأثير متبادل و«فواتير» واجبة السداد
توقعت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن تلقي الأحداث في الشرق الأوسط بظلالها على انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ونادرا ما تحتل السياسة الخارجية أهمية كبيرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن انتخابات هذا العام قد تكون استثناءً، حيث أظهرت أحداث العام الماضي بوضوح مدى تقاطع السياسة الرئاسية الأمريكية مع مسار الأحداث في الشرق الأوسط.
وفي منافسة يتوقع أن تُحسم بهامش ضئيل في حفنة من الولايات يمكن للتداعيات الناجمة عن الصراعات في غزة والضفة الغربية ولبنان، مع احتمال اندلاع حرب مع إيران، أن تؤثر بقوة على آمال المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
في المقابل، ستؤثر نتيجة الانتخابات على الشرق الأوسط بطرق يتوقع أن تكون غير مسبوقة، لكون الولايات المتحدة القوة الخارجية الأكثر نفوذاً في المنطقة.
وقد تسبب دعم جو بايدن الثابت لإسرائيل في مواجهة الخسائر المدنية الجماعية في غزة، وتحدي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الواضح للجهود التي تقودها واشنطن لإرساء وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، في نفور العديد من الديمقراطيين التقدميين.
ورأت الصحيفة أن عدم نأي هاريس عن سياسة بايدن في الشرق الأوسط قذف بها في أتون معركة صعبة في ولاية ميشيغان، التي تضم أقلية عربية أمريكية كبيرة، وهو ما يعني أن خسارة تلك الولاية من شأنها أن تعقد بشكل كبير مسارها إلى الرئاسة.
من المرجح أن يؤثر اتساع نطاق الحرب واندلاع صراع مفتوح بين إسرائيل وإيران على الحملة الرئاسية إلى ما هو أبعد من ميشيغان، حيث يجمع بين الشكوك حول كفاءة فريق بايدن-هاريس في السياسة الخارجية والتهديدات بارتفاع أسعار النفط في أحرج اللحظات لهاريس، وقد تكون هذه "مفاجأة أكتوبر/تشرين الأول" القاتلة في هذه الانتخابات.
وتدفع تطورات الشرق الأوسط إذا ما تفجر الوضع إلى تعزيز رواية المرشح الجمهوري دونالد ترامب الطامح للعودة إلى البيت الأبيض، بشأن أن العالم مكان أكثر فوضوية مع الديمقراطيين.
وكما يؤثر الشرق الأوسط على السياسة الأمريكية أكثر من أي جزء آخر من العالم تمارس السياسة الأمريكية تأثيراً واضحاً ومستمراً على الشرق الأوسط، فقد أصبح الدعم الظاهر لإسرائيل شعاراً لكل المرشحين الرئاسيين من الجمهوريين والديمقراطيين، بصرف النظر تقريباً عن تصرفات إسرائيل.
وتشير دانا ألين، زميلة بارزة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن عدم المساس بإسرائيل في الساحة السياسية الأمريكية قد تطور بمرور الوقت.
ونجح نتنياهو في منع واشنطن من استخدام نفوذها على إسرائيل، وقد تمكن من القيام بذلك عبر حشد المشاعر المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة ضد أي رئيس حاول كبح جماحه.
وكانت رسالة نتنياهو واضحة، أي تردد في توفير الأسلحة أو الدعم الدبلوماسي سيترتب عليه تكلفة سياسية باهظة، وسيتم تصوير الزعيم الأمريكي المسؤول على أنه خائن لإسرائيل.
كانت نتيجة هذا التكتيك إحجاما عميقا من جانب الرؤساء المتعاقبين عن استخدام النفوذ الأمريكي، باعتبارها أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل حتى الآن، للحد من تجاوزات ائتلاف نتنياهو بأي طريقة ذات مغزى، في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان.
ونظرا لغياب هذا النفوذ لم تسفر سلسلة من مبادرات وقف إطلاق النار الأمريكية هذا العام عن أي شيء، حيث تجاهلها نتنياهو بطرق مهينة للغاية في بعض الأحيان للولايات المتحدة كقوة عظمى وشريك مهيمن مفترض في العلاقة، حسب قول الصحيفة البريطانية.
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA== جزيرة ام اند امز