«الطائرة الشاردة».. هكذا تحولت رحلة تدريب سوفياتية لكارثة
عطل مفاجئ بطائرة سوفياتية أجبر قائدها على النجاة بنفسه تاركا المقاتلة تجوب السماوات لتصطدم بمنزل وتقتل شابا لم يتجاوز الـ18 من عمره.
حدث ذلك في الرابع من يوليو/ تموز 1989، حين تحطمت مقاتلة نفاثة بلا قائد من طراز «ميغ-23» تابعة للقوات الجوية السوفياتية في كورتريك البلجيكية.
والرحلة التي كان من المفترض أن تكون لإجراء تدريب روتيني، تحولت إلى كارثة مميتة عندما اصطدمت المقاتلة السوفياتية بمنزل عند تحطمها ما أدى لمقتل شخص واحد، وفقا لموقع وور هيستوري أونلاين.
عطل مفاجئ
كان الكولونيل نيكولاي سكوريدين يستعد للإقلاع في مهمة تدريب روتينية لاعتراض الطائرات فوق بحر البلطيق، وكانت الخطة أن يغادر من قاعدة باجيتش الجوية، القريبة من كولوبرزيج في بولندا.
وفي البداية، بدا أن كل شيء يسير وفقًا للخطة، لكن خلال الإقلاع، حدث عطل في الحارق اللاحق، ما أدى إلى فقدان جزئي لقوة الدفع.
وعلى ارتفاع 150 مترًا، رأى سكوريدين الدخان ينبعث من مؤخرة الطائرة كما لاحظ فقدانًا كبيرًا للطاقة، فكان أن بعث رسالة عبر الراديو بأنه سيغادر الطائرة التي بدأت في الهبوط.
وبعد تلقي التأكيد، نجح في الخروج من الطائرة، ولجأ الطيار إلى الكرسي القاذف وتمكن من القذف من الطائرة بأمان. إلا أن الطائرة استمرت بالتحليق بالطيار الآلي متجهة إلى الغرب.
خارج المجال الجوي البولندي
غادرت الطائرة التي أصبحت بلا قائد المجال الجوي البولندي، وعبرت إلى ألمانيا الشرقية ثم إلى ألمانيا الغربية، حيث لفتت انتباه القوات الجوية الأمريكية في أوروبا.
وخوفًا من النوايا العدائية الطائرة، أقلعت طائرتان من طراز ماكدونيل دوغلاس إف-15 إيجلز من السرب 32 للمقاتلات التكتيكية، المتمركزة في قاعدة سوستربيرج الجوية في هولندا، في مهمة اعتراض، وأبلغ طيارا الإف-15 بأن الميغ-23 كانت بلا قائد.
ونظرًا لأنها كانت تسير بسرعة بطيئة تبلغ 400 عقدة فقط، ولم تكن هناك علامات على وجود أي أسلحة نووية على متنها، فقد تم اتخاذ القرار بالسماح للطائرة بمواصلة رحلتها بدون طيار فوق أوروبا، أملا في أن تتحطم بالقناة الإنجليزية.
سقوط المقاتلة
لكن الطائرة فقدت وقودها وبدأت في انعطاف بطيء نحو الجنوب، ما دفع القوات الجوية الفرنسية إلى وضع طائراتها في حالة استعداد.
وبعد الطيران لأكثر من 900 كيلومتر، اصطدمت المقاتلة بمنزل وتحطمت بالقرب من كورتريك التي لا تبعد أكثر من 10 كلم من الحدود الفرنسية، ما أدى لمقتل شاب يسكن المنزل كان يبلغ من العمر 18 عامًا.
وحينها، أعلنت الحكومة البلجيكية احتجاجها الرسمي لدى الاتحاد السوفياتي لغياب الإخطار بوجود طائرة شاردة.
وأوضح وزير الخارجية البلجيكي أنه منذ أن جرى التقاط الميغ-23 برادارات الناتو حتى توقيت تحطمها بعد ساعة من ذلك، لم يرد أي تحذير من الاتحاد السوفياتي.
كذلك أشار الوزير البلجيكي إلى بطء ملحوظ من الجانب السوفياتي في الكشف عما إذا كانت الطائرة تحمل أسلحة نووية أو كيميائية.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز