غرق يخت الملياردير البريطاني مايك لينش.. قصة حفلة الانتصار «المنكوبة»
تواصل السلطات في إيطاليا البحث عن جثمان قطب التكنولوجيا البريطاني مايك لينش وخمسة أشخاص آخرين بينهم ابنته هانا (18 عامًا).
وقال مصدر مطلع إن رجل الأعمال ومستثمر التكنولوجيا البريطاني مايك لينش في عداد المفقودين بعد غرق يخت فاخر أمام سواحل جزيرة صقلية الإيطالية.
وأشارت تقارير إخبارية إلى مقتل شخص وفقد ستة آخرين بينهم أربعة بريطانيين بعد غرق اليخت بايزيان البالغ طوله 56 مترا صباح أمس الإثنين، بالقرب من ميناء بورتشيلو. ومن بين الأشخاص الذين تم إنقاذهم وعددهم 15 شخصا أنجيلا باكاريس زوجة لينش، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وكان لينش (٥٩ عاما)، الذي بُرئ في يونيو/حزيران في محاكمة احتيال كبيرة في الولايات المتحدة، من بين ستة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين بعد غرق قاربهم الشراعي المستأجر بالقرب من باليرمو، في وقت ما بعد الساعة الرابعة صباحًا. وكان اليخت راسيًا على بعد نصف ميل تقريبًا من ميناء بورتيسيلو في جزيرة البحر الأبيض المتوسط.
وقال مصدر لشبكة "سي إن إن" إن لينش، مؤسس شركة البرمجيات العملاقة أوتونومي، كان راكبًا على متن اليخت، وإنه بين أربعة بريطانيين واثنين من الأمريكيين لا يزالوا مفقودين. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة تليغراف البريطانية، فإن جوناثان بلومر، رئيس مجلس إدارة مورغان ستانلي إنترناشيونال، كان من بين المفقودين أيضا من اليخت الغارق. وقد أكدت السلطات الإيطالية اختفائه، وفقًا لصحيفة التايمز. وبلومر هو صديق مقرب لمايك لينش.
وقال سالفو كوسينا من وكالة الحماية المدنية في صقلية إن إعصارًا فوق الماء يُعرف باسم الدوامة المائية ضرب المنطقة طوال الليل.
وقالت سلطات الإنقاذ إنه تم انتشال جثة واحدة، وقضى غواصو الشرطة يوم أمس الإثنين في محاولة الوصول إلى هيكل السفينة، التي كانت راسية على عمق 50 مترًا (163 قدمًا) قبالة بورتيسيلو.
وعادوا إلى الموقع بعد الساعة 10 مساءً.
وقال لوكا كاري المتحدث باسم خدمة الإنقاذ من الحرائق إن طاقم السفينة كان مكونًا من 10 أفراد و12 راكبًا. وضربت عاصفة مائية عنيفة مفاجئة المنطقة طوال الليل، لتصيب اليخت البريطاني "بايزيان" الذي يبلغ طوله 56 مترًا.
وكانت السفينة بايزيان مشهورة بصاريها الوحيد الذي يبلغ ارتفاعه 75 مترًا - وهو أحد أطول الصواري في العالم المصنوعة من الألومنيوم والتي أضيئت ليلاً، قبل ساعات فقط من غرقها.
وتواصل أربع سفن ومروحية وخفر السواحل وفريق غوص عمليات البحث.
انقاذ متأخر
وأشار كاري إلى أن سفينة كبيرة أخرى قريبة، وهي السير روبرت بادن باول، ساعدت في إنقاذ الناجين الخمسة عشر - بمن فيهم زوجة لينش، أنجيلا باكاريس.
وقال كارستن بورنر، قبطان السير روبرت بادن باول، إنه لاحظ البايزيان القريبة أثناء العاصفة ولكن بعد أن هدأت رأى إشارة حمراء وأدرك أن السفينة اختفت ببساطة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أنسا وصحيفة جورنال دي سيسيليا.
وقال بورنر إنه وعضو من الطاقم وجدوا قارب نجاة به 15 شخصًا، بعضهم مصابون، ثم أخذوهم على متن سفينتهم وأبلغوا خفر السواحل.
وقال كاري إن ثمانية من الذين تم إنقاذهم نقلوا إلى المستشفى بينما تم نقل الآخرين إلى فندق. وقال كاري إن جثة واحدة يعتقد أنها للطاهي عثر عليها بالقرب من الحطام، لكن ستة آخرين لم يعرف مصيرهم ويعتقد أنهم داخل هيكل السفينة. وشاركت في عمليات الإنقاذ، التي كانت مرئية من الشاطئ، طائرات هليكوبتر وقوارب إنقاذ من خفر السواحل ورجال الإطفاء والإنقاذ والحماية المدنية.
وقال الصياد فابيو سيفالو إنه رأى إشارة من الشاطئ حوالي الساعة 4:30 صباحًا وانطلق على الفور إلى الموقع ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه كان اليخت قد غرق بالفعل، ولم يتبق في الماء سوى الوسائد والخشب وغيرها من الأشياء من اليخت الفاخر.
مايك لينش
جمع لينش الكثير من ثروته من خلال مشاركته في تأسيس شركة أوتونومي، وهي شركة تكنولوجيا اشترتها شركة هيوليت باكارد، أو إتش بي، مقابل 11 مليار دولار في عام 2011. وقد كشف محامي لينش مؤخرًا أن إجمالي ثروة رجل الأعمال يبلغ حوالي 450 مليون دولار.
كانت صفقة بيع أوتونومي واحدة من أكبر الصفقات التكنولوجية البريطانية في ذلك الوقت ولكنها سرعان ما تحولت إلى كارثة، حيث خفضت إتش بي قيمة أوتونومي بمقدار 8.8 مليار دولار في غضون عام. كان الاستحواذ على أوتونومي يهدف إلى تغذية أعمال البرمجيات الخاصة بشركة إتش بي. وبدلاً من ذلك، تعثرت عملية البيع الضخمة بسبب المشاكل القانونية التي بلغت ذروتها مؤخرًا بمحاكمة احتيال.
اتهم المدعون لينش والمدير المالي السابق لشركة أوتونومي ستيفن تشامبرلين بالتخطيط لتضخيم إيرادات أوتونومي قبل بيعها لشركة إتش بي. وفي يونيو/حزيران الماضي، تمت تبرئة لينش من 15 تهمة - تهمة واحدة بالتآمر و14 تهمة بالاحتيال الإلكتروني - في محكمة سان فرانسيسكو.
وجاء الحكم بمثابة مفاجأة بالنسبة للينش الذي قال لصحيفة التايمز البريطانية: "عندما تسمع هذه الإجابة، تقفز إلى عالم آخر. لو حدث هذا الأمر بطريقة خاطئة، لكان ذلك بمثابة نهاية الحياة كما أعرفها بكل معنى الكلمة".