ميلا ماتت.. طفلة مصابة بالسرطان لم تجد مستشفى لبنانيا لإنقاذها
تصاعدت الأزمة في لبنان وبدأت تقسو بشكل كبير على اللبنانيين، خاصة مع فرض الانهيار لإيقاعه على تفاصيل حياة المواطن اللبناني.
ولم ينج قطاع واحد في هذا البلد الصغير دون أن يطاله الانهيار، ومن نجح في الصمود سنة و9 أشهر منذ بدء الأزمة، بدأ الآن يتقهقر ويسقط.
لكن الأصعب والأقسى يبقى ما يمس بحياة وصحة الناس، خصوصاً فئاتهم الضعيفة، كالمسنين والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.
وتضج وسائل الإعلام بحكايات وقصص إنسانية، عن والد لم يجد حليب أطفال لطفله، أو عجوز لم يجد مستشفى يستقبله لأنه لا يملك المال، وغيرها الكثير من القصص التي تدمي القلوب.
لكن القصة الأكثر إيلاماً حصلت الخميس، مع والدة لم تجد مستشفى يستقبل طفلتها المريضة بالسرطان، حتى توفيت بين يديها.
تشرح ماريا موسى لـ"العين الاخبارية" ما جرى معها في الليلة السوداء كما تسميها، قائلة: "ميلا ابنة الـ4 سنوات تعاني من سرطان الدم، وكانت تتابع علاجها في مستشفى القديس جاوجريوس (الروم) في بيروت، ولكن بعد انفجار المرفأ تهدم المستشفى فنقلنا علاجها إلى مستشفى آخر في منطقة الدورة، وأكملنا العلاج فيه".
وأضافت موسى: "ارتفعت حرارة ميلا نتيجة العلاج الذي خضعت له، كانت مناعتها ضعيفة جراء العلاج الكيميائي، فتوجهنا بها ليلاً إلى المستشفى التي تعالج فيه (مار يوسف الدورة)، وتبيّن أنها تعاني التهاباً قوياً، طلبوا لها دماً وحاولوا إنقاذها، لكن المستشفى غير مجهز بغرفة عناية فائقة للأطفال فتدهورت حالتها".
وأردفت: "هنا بدأت رحلة البحث عن مستشفى، لم نسمع سوى الرفض، كثيرة هي الحجج، منها لا يوجد أسرة فارغة، أوقفنا استقبال المرضى، لا مجال الليلة أبداً".
وتابعت: "لم نترك مستشفى جامعي في البداية، كلهم نفضوا أيديهم، بحجة أنهم لا يستقبلون مرضى على حساب الضمان الاجتماعي التابع للدولة، حتى عندما أبدينا استعدادنا لدفع أي مبلغ، رفضوا بحجة عدم وجود أماكن، ومن بعدها انتقلنا إلى المستشفيات الأقل تقدماً إلا أن الإجابة واحدة والحجج تتكرر".
وأشارت إلى أنها عادت إلى الطريقة اللبنانية باستعمال الواسطات إلى أن نجحت في النهاية بإيجاد سرير في مستشفى قريب من منطقة بيروت، لكنه رفض استقبالها إلا عند الصباح، فلم يصمد جسد ميلا المنهك للصباح وفارقت الحياة ليلاً".
الصدمة كبيرة والغضب عارم عند الأم، لا كلام يصف حالتها، تصب جام غضبها على سلطة لبنان محملة مسؤولية ما وصل إليه البلد على المسؤولين، بعد ما كان يسمى مستشفى الشرق الأوسط".
"قررت عدم السكوت، وسأرفع الصوت دائماً ربما نستطيع إنقاذ أرواح أخرى وأطفال آخرين، أنا فقدت ابنتي، وسأحاول إبعاد هذا الكأس عن بقية الأمهات"، تختتم الأم حديثها.
وبيدو أن قضية الطفلة ستتبع العديد من القصص، وهذه المرة مع فئة كبيرة ضعيفة جداً حياتها تقف على عمليات غسيل الكلى، فقد أعلنت نقابة المستشفيات في لبنان، "أن المستشفيات عامة تعاني من نقص حاد في الكواشف والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوصات المخبرية وتشخيص الأمراض، مما جعل العديد منها يتوقف عن إجراء تلك الفحوصات للمرضى الذين يقصدونها، كما اضطرت الى تقليص عدد حالات دخول المرضى بسبب النقص المذكور".
وأشارت إلى أن "المستشفيات أصبحت تعاني من نقص حاد في مستلزمات غسل الكلى مما يهدد بتوقف هذه الخدمة اعتباراً من الأسبوع المقبل في حال عدم تسليم المستلزمات للمستشفيات خلال الأسبوع الحالي".
وكشفت أن النقص المشار إليه مرده إلى الخلاف الحاصل بين مستوردي تلك المستلزمات الطبية وبين مصرف لبنان حول دعم شرائها بنسبة 85% بسعر الصرف الرسمي للدولار (1515 ل.ل.).
وأوضحت أنه في حال توقف دعم تلك المستلزمات فإن الموردين سيبيعونها للمستشفيات بسعر صرف الدولار في السوق الموازية. وهذا الأمر يعني أن تعرفة تلك الخدمات ستزداد أضعافاً، وأن على المريض المستفيد تحمل فروقات تلك الأسعار مما سيهدد الأمن الصحي للمواطنين، إذ ليس بمقدور الجميع تكبد تلك النفقات الإضافية.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA= جزيرة ام اند امز