"عسكرة السيرة النبوية".. كتاب يرصد ألاعيب جماعات الإسلام السياسي
كشف كتاب جديد يحمل عنوان "الجماعة الإخوانية وعسكرة السيرة النبوية"، فصلا من الألاعيب التي يمارسها قيادات الجماعة الإخوانية وجماعات الإسلام السياسي.
ويتناول الكتاب المحاولات التي تتعمد أن تُستدعى السيرة النبوية في غير موضعها الصحيح ليتم توظيفها من أجل مزاعم إقامة دولة الخلافة الإسلامية بمفهوم عجيب وغريب.
ويتطرق الكتاب لجزئية التأويل الخبيث للسيرة النبوية من أجل عسكرتها لصالح تيار أو فصيل أو جماعة بعينها.
الكتاب من تأليف الكاتب المصري السيد الحراني، واستغرق منه عمل متواصل لمدة 3 أعوام كما يقول، عبر 25 فصلًا شرح خلالها تحايل الإخوان بشكل خاص وعناصر جماعات الإسلام السياسي بشكل عام في عرض النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والسيرة العطرة بصورة مشوهة مجتزأة من سياقها ومفهومها وملابسات أحداثها فكانت النتيجة صدامية؛ إذ يؤكد الكتاب أن الاستدلال بهذه النصوص يحصل ممن لم تتحقق فيه الأهلية العلمية، أو ممن شذ عن كلام أهل العلم من أجل أن يخدم فكرته.
وقال الكاتب في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن الشاهد على ذلك شهادة محمد حسين يعقوب الأخيرة التي أدلى بها منذ أيام أمام محكمة مصرية في القضية التي عرفت إعلاميا باسم "خلية داعش إمبابة"، إذ أكد الرجل أنه ليس من أهل التخصص للحديث والإفتاء في أمور تتعلق بالإسلام وشرائعه وفقهه، لأنه غير دارس أو حاصل على مؤهلات علمية تؤهله لذلك، رغم أنه ظل لسنوات طويلة يفرض نفسه على المشهد العام كداعية وفقيه إسلامي يرشد أهل الأمة الإسلامية من المحيط إلى الخليج.
وأضاف أن مقدمة الكتاب عبارة عن دراسة تحليلية موثقة تحمل مضمون مواجهة الأزهر الشريف وقياداته الحالة، بمضمون صادم عن بعض عناصر الإخوان بين صفوف طلاب الكليات المختلفة داخل جامعتها وأيضا بعض أعضاء هيئة تدريسها الذين تورطوا في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات، وتعزز تلك الدراسة ضرورة مفهوم تجديد الخطاب الديني الذى يدعو إليه بشكل دائم ودون توقف الرئيسي المصري عبدالفتاح السيسي.
وتابع أن الكتاب تناول في أجزاء متفرقة منه أسرارا جديدة حول نشأة العلاقة تاريخيا بين صالح سرية منفذ العملية الفاشلة لمحاولة الانقلاب على نظام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات التي عرفت إعلاميا بـ(الفنية العسكرية) في سبعينيات القرن الماضي، ووالد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان من خلال خطاب ووثائق تشرح أبعاد تلك العلاقة وتؤكد أن دعم الخارج للإخوان ماليا لم يتوقف في خمسينيات القرن الماضي رغم الحصار الذي فرضه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الجماعة وقيادتها.
ويستعرض الكتاب مقتطفات من تقارير حديثة صادرة عن المخابرات الفرنسية حول نشاط جماعة الإخوان الإرهابية داخل باريس ومدن أخرى، وتكشف تلك التقارير أن طموحات الجماعة في التوسع داخل فرنسا والمجتمعات الأوربية هدفها الأول والأخير دعوة جيل جديد من شباب الغرب ليعتنق الإسلام الراديكالي الذي يعتنقونه وتجييش هؤلاء الشباب من أجل الدفع بهم للقتال في سوريا واليمن وليبيا ومصر، وأيضا داخل أوطانهم.
كما يتطرق الكتاب إلى شهادات مهمة لكثيرين تخلوا عن ركب الجماعة الإجرامية وانحرفوا عن مسارها المشتغل بنيران الحرب والخراب وتعد شهادتهم مهمة لما تحوي من معلومات وأيضا لأنها ستؤثر في جمهور هؤلاء الشخصيات.
ويأتي كتاب الحراني ليضع الأمور في نصابها الصحيح، ويوضح المخططات التي تُحَاك ضد الإسلام والمسلمين باسم الإسلام والسيرة النبوية.
السيد الحراني، تخرّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهو كاتب صحفي وباحث سياسي وروائي مصري، قام بكتابة مذكرات منها "الدكتور مصطفى محمود"، و"الدكتور سعد الدين إبراهيم"، و"الدكتور رفعت السعيد"، وله العديد من المؤلفات، من بينها: رواية "مارد"، و"الجماعات الإسلامية من تاني"، و"الوثائق المجهولة للإخوان المسلمين"، و"الإخوان القطبيون".