خبراء: انتصارات الجيش الليبي وراء انشقاقات مليشيا السراج
بعد مرور عام على طوفان الكرامة عصفت بحكومة الوفاق غير الشرعية موجة من الانشقاقات العسكرية والخلافات الميدانية
أكد خبراء ليبيون، السبت، أن الانتصارات العسكرية والتقدم الميداني الذي يحققه الجيش الوطني الليبي سبب رئيسي في الانشقاقات التي ضربت مليشيات ما يعرف بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بالعاصمة طرابلس.
وعصفت بحكومة الوفاق غير الشرعية موجة من الانشقاقات والخلافات الميدانية بين المليشيات التي انتهت بمقتل قيادات وهروب بعضهم وتصفية خصوم في ظروف غامضة.
وقال خبراء ليبيون إن الخلاف بين السراج ومليشياته وأعضاء مجلسه الرئاسي "متوقع في كل الحالات".
وأوضح الخبراء أن الخلاف حول اقتسام النفوذ والأموال بين المليشيات يعد سببا آخر في تلك الانقسامات والخلافات.
وقال السياسي الليبي ناصر أحداش إن حكومة الوفاق غير الشرعية "ضعيفة جدا في وجه مليشياتها التي تُحول فشلها العسكري إلى صراعات سياسية".
- عام على "طوفان الكرامة".. ملحمة ليبية ضد الإرهاب
- خبراء: فشل سياسات السراج الاقتصادية تقود ليبيا نحو الهاوية
وأضاف أحداش، لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات تشعر بالضغط كلما حقق الجيش الليبي تقدما عسكريا، لكنه ليس بالضرورة أن تنضم إلى جانب القوات المسلحة الليبية.
ويرى المحلل العسكري الليبي المقدم جبريل محمد أن "الجيش الليبي هو الأكثر انضباطا والتزاما، لدفاعه عن بلده، وليس في صفوفه مرتزقة ولا مهاجرون، فهم ليبيون يدافعون عن أرضهم".
وأضاف جبريل، لـ"العين الإخبارية"، أن "المؤسسة المنضبطة لا توجد فيها خلافات، لأن الجميع يقاتل من أجل الوطن ولا توجد أهداف أخرى إلا الحفاظ على سلامة الوطن ووحدة أراضيه".
وتحدث عن الحالة النفسية للمليشيات التي ضعفت كثيرا عقب انتصارات الجيش وتقدمه العسكري الذي جعلتهم يشعرون أنهم في معركة خاسرة لا محالة.
وقال "جبريل" إن "النهاية أوشكت حيث لا مفر من رحيل المرتزقة، وتفتت المليشيات"، موضحا أنه من المتوقع أن يهرب السراج في نهاية المطاف، أو ينقلب عليه أحد عناصره.
وحول نهاية الحرب، يقول عبدالله الكميعي، الناشط السياسي الليبي، إن "اللصوص لا بد أن يختلفوا على الغنائم، ومؤخرا اختلفوا حول الأموال التي تم تخصيصها لمواجهة وباء كورونا نحو 500 مليون تم إنفاق جزء كبير منها على رواتب للمرتزقة السوريين الذين جلبهم السراج من إدلب وعفرين".
وأشار الكميعي إلى أن الخلاف بين السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا أصبح واضحا للعيان، لا سيما أن الأخير يرغب في تصدر المشهد السياسي.
وأكد الناشط السياسي الليبي أن القوات المسلحة الليبية فتحت محورا جديدا في الحرب ضد الإرهاب، وهو محور مصراتة الذي من شأنه أن يشكك المليشيات في قدراتها القتالية، متوقعا حدوث انشقاقات أخرى قريبا.
وتتوالى الانشقاقات في صفوف مليشيات السراج، حيث أعلن 3 دبلوماسيين ليبيين خلال شهر انشقاقهم عن حكومة الوفاق، بسبب خضوعها التام للمليشيات والإرهابيين، وأكدوا دعمهم عملية الجيش الوطني في محاربة الإرهاب بطرابلس.
وفي الثالث من فبراير/شباط العام الحالي، أعلن القائم بأعمال سفارة ليبيا في النيجر "عبدالله بشير" انشقاقه عن حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج منذ عام 2015.
وقال بشير، في مقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية التابعة للحكومة الليبية: "أعلن انحيازي للشرعية الليبية ممثلة في البرلمان الليبي، وأدعم الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب والمليشيات الخارجة عن القانون".
وفي 11 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن صلاح الدين بالحاج، القائم بالأعمال في السفارة الليبية بدولة ساوتومي وبرنسيب في أفريقيا، انشقاقه عن حكومة الوفاق، لأنها "استدعت الاستعمار التركي"، مؤكدا دعمه البرلمان الليبي والجيش الوطني.
وأضاف بالحاج: "الشعب الليبي كلف القوات المسلحة العربية الليبية وأعطاها الثقة، وطلب منها بقيادة المشير حفتر تنظيم نفسها وحماية الوطن من الإرهاب وتنظيم الإخوان".
وسبق ذلك أن أعلن صبري بركة، القائم بالأعمال في السفارة الليبية في غينيا، 9 يناير/كانون الثاني الماضي، انشقاقه عن حكومة الوفاق، مؤكدا دعمه الحكومة المؤقتة والبرلمان والجيش الليبي.
وقال بركة: "الوطن هو المكان الذي تنكسر فيه محاولات الفتنة والخيانة، وكلمة الوطن ليست كلمة عابرة أو سلعة تباع وتشترى، وها نحن نرى ما يسمى بحكومة الصخيرات تستدعي الاستعمار التركي، اعتقادا منها أنه ينقذها من غضب الشعب الحر الرافض للتبعية والاستعمار".
وكان السفير الليبي لدى أفريقيا الوسطى أعلن، في أغسطس/آب الماضي، انشقاقه وكامل البعثة الدبلوماسية عن حكومة الوفاق.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز