"واشنطن بوست": الجنرالات يغيرون سياسة واشنطن الخارجية
تزايد تأثير الجنرالات داخل البيت الأبيض ربما يتسبب في تغيير جذري للسياسة الخارجية الأمريكية.
حذرّت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من تزايد نفوذ القادة العسكريين الأمريكيين داخل البيت الأبيض، الذي ربما يؤدي إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن المستشارين الكبار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقدوا اجتماعا لتجديد استراتيجية الإدارة حول أفغانستان، إلا أن مجموعة الأشخاص الذين تواجدوا في الغرفة التي عقد بها الاجتماع هم مؤشر لتغيير جذري في سياسات واشنطن الخارجية.
وأفادت الصحيفة بأن المقاعد الرئيسية في غرفة الاجتماعات كانت تحمل 4 جنرالات متقاعدين من المؤسسة العسكرية الأمريكية الذين يهيمنون على جميع قرارات ترامب المتعلقة بالأمن الوطني الأمريكي، وهم: الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، والجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، والجنرال جون كيلي، وزير الأمن الداخلي الأمريكي.
وتضيف الصحيفة أن المستشارين الدبلوماسيين الكبار للبيت الأبيض لم يحضروا هذا الاجتماع، وأبرزهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون، الذي كان من المهم حضوره لهذا الاجتماع لمناقشة الدول التي لها تداخلات مع أفغانستان، مثل باكستان وإيران والهند.
وعندما حصرت الصحيفة الموظفين الرئيسيين في عملية اتخاذ القرار الرئيسية، وجدت أن 8 من أصل 25 موظفًا بارزا داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي إما عسكريون تابعون للبنتاجون أو عسكريون متقاعدون حديثا.
واعتبرت أن التغير في طريقة تعيين المجموعة المختصة بشؤون الأمن القومي الأمريكي، المتمثل في مجلس الأمن القومي الأمريكي، يظهر موافقة ترامب وإيمانه بالمؤسسة العسكرية الأمريكية، واعتزازه بالقوة العسكرية الأمريكية؛ حيث وعد مرارا "بضرب داعش بلا رحمة" إضافة إلى مواقفه المتشددة ضد عدد من الدول غير الصديقة للولايات المتحدة، بالأخص إيران وكوريا الشمالية، حسب الصحيفة.
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، كانت لوجهة النظر تلك تبعات على سياسات الولايات المتحدة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأمريكي نفسه، ففي الشرق الأوسط أكد ترامب دعم الحلفاء العرب واضعا أولوية حصار إيران وضرب المجموعات المتطرفة على عكس ما كانت تقوم به إدارة أوباما، حيث جاء هذا التحول بعد دفاع ودفع كبيرين من قبل المؤسسة العسكرية الأمريكية طيلة سنوات حكم أوباما، حسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي أعطى القوات الأمريكية صلاحيات موسعة للقيام بعمليات في كل من اليمن والصومال، لمساندة وتقوية القادة الميدانيين، على عكس ما كانت تقوم به الإدارة السابقة من إدارة دقيقة لتحركاتهم على الأرض.
وفي أفغانستان، تقول الصحيفة إن هناك اتجاها جديدا لزيادة عدد القوات الأمريكية هناك، على الرغم من معارضة كبيرة داخل الخارجية الأمريكية وقطاع كبير من البيت الأبيض، بمن فيهم ستيفين بانون الذي عبر عن قلقه من أن خطة زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان ستكون مكلفة ولن تجدي نفعا، وأضافت أن ذلك الطلب جاء من قبل عدد من القادة الميدانيين الأمريكيين هناك لضرب معاقل طالبان.
وبالنسبة لبعض المحللين، يمثل الوجود المكثف للضباط العسكريين داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذين تقول الصحيفة إن العديد منهم أسهم في تشكيل سياسة إدارة بوش الابن في العراق للرد على تفاقم مشكلة المليشيات في العراق، أداة تصحيحية بالنسبة للبنتاجون داخل البيت الأبيض، حيث يؤكد هؤلاء المحللون أن النتائج المستقرة والمستدامة في أماكن مثل العراق واليمن وسوريا لا يمكن تحقيقها بسرعة أو بتكلفة منخفضة.
وعبر محللون آخرون، وفقا للصحيفة، عن قلقهم من أن انشغال الضباط في الحروب خلال الـ15 عاما الماضية تجعل رؤيتهم لصورة قوة الولايات المتحدة وتأثيرها في العالم محدودة للغاية، حيث لا يستطيعون رؤية ما بعد الصراع المسلح في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.