60 من القادة والعلماء النوويين.. إيران تشيع قتلاها في حرب إسرائيل

في مراسم جنازة رسمية، بدأت إيران، اليوم السبت، تشييع 60 من قادتها العسكريين وعلماء النووي ممن قضوا في حربها مع إسرائيل.
وبدأت الجنازة في تمام الساعة الثامنة (4,30 ت غ) بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية، في مراسم تأتي باليوم الرابع لوقف هش لإطلاق النار مع إسرائيل، وبينما يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمهاجمة إيران مجددا.
وأعلنت مذيعة على التلفزيون الإيراني الرسمي انطلاق مراسم الجنازة الرسمية، فيما نقل التلفزيون مشاهد في طهران تظهر فيها حشود تحمل أعلام إيران وترفع صور القادة العسكريين الذين قتلوا في النزاع.
ويشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم بحسب التلفزيون.
"يوم تاريخي"
بدأت مراسم التشييع من ساحة انقلاب ("الثورة" بالفارسية) وسط طهران، وصولا إلى ساحة آزادي ("الحرية") التي يتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة، ويحظى بمكانة رمزية في الذاكرة الجماعية للإيرانيين خصوصا في حقبة الثورة التي قادها الإمام روح الله الخميني، وأطاحت بحكم الشاه الموالي للغرب عام 1979.
وقال محسن محمودي، وهو مسؤول ديني في محافظة طهران، للتلفزيون الرسمي أمس الجمعة: "ستقام هناك مراسم قصيرة، ثم تتجه المواكب (...) إلى ميدان آزادي على مسافة 11 كيلومترا".
وأضاف "سيكون يوما تاريخيا لإيران ولتاريخ الثورة".
وبثت وسائل الإعلام الإيرانية باكرا صباح السبت المشاهد الأولى لمواكب الجنازة، وأظهرت الصور نعوشا ملفوفة بالأعلام الإيرانية وعليها صور القادة الذين قتلوا باللباس العسكري.
وظهرت في مقطع فيديو آليات انطلقت من جامعة طهران، يحيط بها حشد في ساحة انقلاب.
ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترامب، بعد 12 يوما من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وخلال الحرب، شنّت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسية.
وردت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، بينما أطلقت صواريخ نحو قاعدة أمريكية في قطر ردا على ضربات واشنطن.
وبدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، استهدف مواقع عسكرية ونووية، وتخللته عمليات قتل باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية.
وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية.
وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحفية في وسيلة إعلام إيرانية.
وتضم قائمة التشييع، السبت، ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته.
وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم السبت، أربع نساء وأربعة أطفال.
ويستقطب التشييع آلاف الإيرانيين على الأقل، كما درجت العادة في المراسم المماثلة التي شهدتها العاصمة خلال الأعوام الماضية.
ونزلت حشود غفيرة إلى الشوارع بمدن إيرانية عدة في يناير/ كانون الثاني 2020 لتشييع قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، والذي قتل بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر ذاته.
والعام الماضي، شاركت حشود في وداع الرئيس إبراهيم رئيسي الذي قتل في حادث تحطم مروحية في شمال غرب البلاد.
وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك في مراسم السبت.
عراقجي يرد
أمس الجمعة، توعد ترامب بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهما المرشد علي خامنئي بالجحود.
وقال ترامب على منصة "تروث سوشيال" التابعة له "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأمريكية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته".
وأشار إلى إنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفا "بدلا من ذلك تلقيت بيانا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات".
وكان التلفزيون الإيراني بث الخميس كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ"انتصار" الشعب الإيراني على إسرائيل وقلل من شأن الضربات الأمريكية على منشآت نووية رئيسية.
وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت بتصريحات ترامب "غير المقبولة" بحق خامنئي.
وكتب عراقجي على إكس "إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانبا نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى (...) وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين".
وأضاف أن "الشعب الإيراني العظيم والقوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى +بابا+ لتجنب أن يُسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات"، مضيفا أن "حسن النية يولد حسن النية والاحترام يولد الاحترام".
وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين.
وفي إسرائيل، قتل 28 شخصا جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.
"تهديد وشيك"
خلال ولايته الرئاسية الأولى، انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مع إيران.
وهدف الاتفاق إلى جعل صنع إيران لقنبلة نووية أمرا مستحيلا عمليا، لكنه في الوقت نفسه سمح لها بمواصلة برنامج نووي مدني.
لكن إيران التي تشدد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط، كثفت أنشطة التخصيب بعد انسحاب ترامب من الاتفاق.
وقال ترامب بعد الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية، إن المفاوضات بشأن اتفاق جديد من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
لكن طهران نفت استئناف المحادثات، وتعهد خامنئي في ظهوره الأول منذ وقف إطلاق النار بعدم الرضوخ لضغوط واشنطن التي تلقت "صفعة قاسية".
وقال خامنئي في كلمته المتلفزة الخميس إن ترامب "بالغ" في تأثير الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة.
وزعمت إسرائيل أنها "أحبطت المشروع النووي الإيراني" خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
لكن وزير خارجيتها جدعون ساعر أكد الجمعة أن العالم ملزم بمنع طهران من تطوير قنبلة نووية.
وكتب ساعر على منصة إكس "تحركت إسرائيل في اللحظة الأخيرة الممكنة ضد تهديد وشيك ضدها وضد المنطقة وضد المجتمع الدولي".
وأضاف "المجتمع الدولي الآن ملزم بمنع النظام الأكثر تطرفا في العالم من خلال أي وسيلة فعالة، من الحصول على أخطر سلاح".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA==
جزيرة ام اند امز