مليشيات غرب ليبيا.. خارطة الهيمنة والولاءات
اشتباكات بين مليشيات حكومة ما يسمى بـ"الوفاق" بالعاصمة الليبية طرابلس أعادت إلى الواجهة خارطة الهيمنة والولاءات بالمنطقة الغربية.
ووقعت الاشتباكات بين مليشيا الردع التابعة لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ومليشيا الأمن العام التابعة لوزير داخلية السراج فتحي باشاغا، في مواجهات استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وجرت في حي الأندلس وسط طرابلس، وخلق حالة من الذعر في صفوف المواطنين.
صراع باشاغا والسراج
صراع السلطة والقوة مستشر بشكل كبير في الغرب الليبي، في ظل اقتراب تشكيل حكومة جديدة يطمع كل طرف في نيل نصيب منها، خاصة السراج ووزير داخليته باشاغا.
ويحاول السراج استمالة قادة المليشيات في طرابلس، لنسج خيوط حلف قوي لمواجهة باشاغا، وأصدر قرارات لترضية عدد منهم.
وتعيد "العين الإخبارية" نشر خريطة وتمركزات المليشيات في غرب ليبيا، وتستعرض أبرزها، وتقسيم انتماءاتهم حسب المسؤولين بحكومة الوفاق.
مصراتة
تملك مدينة مصراتة عشرات المليشيات المختلفة والتي ينقسم تأييدها بين عدد من المسؤولين بحكومة الوفاق ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
وتعد مليشيات مصراتة أكبر قوة في مدن الغرب الليبي، حيث تمتلك أكثر من 17 ألف مقاتل وآلاف العربات المسلحة ومئات الدبابات وعشرات الطائرات العسكرية، إضافة إلى مخازن للأسلحة، إذ تتلقى دعما كبيرا من تركيا وتحوز على ثقة مسؤوليها، لاعتبارات أيديولوجية وكذلك اجتماعية.
غالية مليشيات مصراتة تدين بالولاء لباشاغا ولكن لا تدعمه بشكل مطلق كما يحاول أنصاره التسويق، وأهمها مليشيا المرابطين و166 والصمود ومليشيا حطين وكتيبة المرسي ومليشيا الصمود، و"مليشيا لواء المحجوب" و"مليشيا القوة الثالثة" و"مليشيا شريخان"، و"مليشيا طاجين" التي تصطف خلفه وتدفع باتجاه أن يكون رجل المرحلة المقبلة.
حاول السراج شق الصف المصراتي واستمالة عدد من أبنائه خاصة مليشيا "لواء الحلبوص"، أكبر الكتائب العسكرية في مصراتة وأكثرها تسليحا، بتعيين قائدها السابق محمد علي الحداد رئيسا للأركان العامة لقوات الوفاق، ما تسبب في تحول الثقل الحقيقي لهذه الكتيبة لصالح الحدّاد مناهضا لباشاغا، إلا أن الكثير من عناصر نفس المليشيا سيفضل الحياد على القتال ضد جبهة باشاغا في حال اضطروا لذلك.
وتتكون مصراتة من خليط من المليشيات أهمها:-
1- "مليشيا حطين"
ثالث أكبر المليشيات المسلحة في مصراتة، وكان وزير داخلية السراج أحد قادتها في وقت سابق، وحارب في صفوفها، وقائدها يدعى عمر محمد عظام.
2- مليشيا 166
برزت "مليشيا 166" وقائدها محمد الحصان الذي هدد بالانشقاق من حكومة الوفاق وكشف ملفات الفساد إذا خرج باشاغا منها.
3- مليشيا الصمود
تعدّ من أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في مصراتة وفي الغرب الليبي بقيادة الإرهابي صلاح بادي. المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا.
4- لواء الحلبوص:
من أقوى وأكثر المليشيات تجهيزا ودعما لحكومة السراج، وتنحدر من مدينة مصراتة وتسيطر على طريق المطار وجنوبي طرابلس، ويقودها محمد الحداد الذي عينه السراج رئيسا للأركان قواته.
5- كتيبة المرسي
تعتبر من أكبر الداعمين لفتحي باشاغا الذي قام بتشكيلها وشارك بها في هجوم مليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس عام 2014.
مليشيات متعددة أخرى في مصراتة مثل مليشيا لواء المحجوب، ومليشيا القوة الثالثة، وشريخان، وطاجين.
35 مليشيا بالعاصمة
أما العاصمة طرابلس فتضم أكثر من 35 مليشيا، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لمدن مصراتة والزاوية علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج، لكن أبرزها وأقواها:
1- مليشيا الردع الخاصة:
تشكلت عام 2012 في طرابلس، وتعد الأكثر تسليحا وعتادا، وتتبع وزارة داخلية الوفاق، ولكن السراج أعاد إلحاقها بالمجلس الرئاسي لحكومته. قوامها 1500 مسلح، وتنشط شرقي العاصمة.
ويقودها الإرهابي عبدالرؤوف كارة الذي يرتبط بعلاقات واتصالات وثيقة مع حركة النهضة التونسية، وتتخذ المليشيا المسلحة من قاعدة معيتيقة مقرا لها، وتورطت في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية.
2- لواء النواصي:
مليشيا معروفة بـ"القوة الثامنة" وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، تتبع داخلية السراج، وتلعب دورا في تأمين مقارها وتحديدا مقر إقامة السراج، ويقودها مصطفى قدور وهو ابن عم حافظ قدور المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، وتحظى الكتيبة بدعم مالي مباشر من مصرف ليبيا المركزي.
ويبلغ عدد المقاتلين في صفوف كتيبة النواصي نحو ألف مقاتل يمتلكون أسلحة متوسطة، ويحظون بدعم مباشر من الإخواني الإرهابي علي الصلابي.
3- كتيبة ثوار طرابلس:
تتبع أيضا وزارة الداخلية في حكومة السراج، وتتألف من نحو 1500 مسلح، وتركز على المواقع الحيوية شرقي طرابلس ووسطها.
وتضم المدينة عددا من المليشيات الأخرى منها أبوسليم، والقوة المتحركة جنزور، وثوار طرابلس، وفرسان جنزور، ومليشيا 42 حرامي –مليشيا المدينة القديمة.
4- تاجوراء
حي تاجوراء شرقي العاصمة هو أحد أخطر الأحياء جراء تعدد المليشيات فيه وتصارعها الدموي شبه المستمر، ويضم عدة مليشيات موالية للوفاق، أكبرها الضمان التي تم حلها وتحويل بعض رجالها إلى مسمى "قوة المهام الخاصة".
وأيضا "رحبة الدروع" التي تعد أقوى مليشيات طرابلس وأعنفها، إذ تضم أغلب مسلحي تاجوراء، وتعرف بمليشيا البقرة، وهي على صراع دائم مع مليشيا الردع رغم ولاء كل منهما للسراج إلا أن هنالك اختلافات أيديولوجية بينهما، إلى جانب مليشيات باب تاجوراء وأسود تاجوراء.
الزنتان والأمازيغ
لم يكن لهذه المليشيات أهمية إلى وقت قريب، إلا أن الصراع بين أبناء المدينة والعرق الواحد زاد من أهميتها، حيث انتشر التسابق في التسليح، خصوصا أنها تحتضن قاعدة الوطية المحتلة من تركيا ويوفر أبناؤها بعض الخدمات اللوجيستية للأتراك.
ويسيطر أسامة الجويلي على غالبية هذه المليشيات ويدعمها بمرتزقة من جنسيات أفريقية، في مقابل عماد الطرابلسي مواطنه الذي حاول السراج استمالته واسترضاءه بإعطائه منصب نائب رئيس المخابرات، إلا أنه مال فيما بعد لجبهة باشاغا بعد تقريب السراج للجويلي، وتنتشر هذه المليشيات في مناطق الخمس وأحرار زليتن ومليشيات المنطقة الغربية والتي تتكون من رجال الزنتان والأمازيغ.
صبراتة والعجيلات
تعاني مدن صبراتة والعجيلات وصرمان من عدة مليشيات تابعة للوفاق منذ أن انسحب منها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي، وترتكب يوميا جرائم في حق الأهالي، كما قامت بضم عناصر منتمية لتنظيمات القاعدة وداعش و"أنصار الشريعة" والتي انتشرت سابقا في تلك المدن.
وتنتشر بالمدن الثلاث عدة مليشيات بأسماء مختلفة، منها مليشيات عروه والمشرقي، والمجرم المدعو الشفلوح، ومليشيا الدباشي التابعة للمدعو أحمد الدباشي التي تمارس التهريب والاتجار في البشر، وهذه المليشيات على عداء كبير لمليشيات باشاغا، وتميل لجانب السراج، حيث يرى باشاغا ضرورة التخلص منها ومن جرائمها ترضية للمجتمع الدولي للحصول على منصب رئيس الوزراء في الحكومة القادمة، في حين كان السراج يضمها للأجهزة الرسمية للدولة.
الزاوية
تضم المدينة عدة مليشيات ولكن أشهرها مليشيا خفر السواحل، وتتبع عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ"البيدجا" مهرب البشر والوقود المعاقب دوليًا ويدين بالولاء للسراج، وقد ألقت مليشيات باشاغا القبض عليه.
أيضا هناك مليشيا غرفة الثوار التابعة للمدعو شعبان خليفة، ومليشيات الفار بقيادة حمد بحرون الملقب بـ"الفار"، ومليشيا الفاروق الإرهابية بقيادة محمود رجب، وجميعها موالية للسراج، في إطار المنافسة التقليدية التاريخية بين الزاوية ومصراتة.