خبيران ليبيان: تناحر المليشيات ومقتل قيادييها مؤشران لقرب الحسم
تتوالى خسائر المليشيات الإرهابية في معركتها أمام الجيش الليبي لتحرير ليبيا من قبضة المسلحين
تتوالى خسائر المليشيات الإرهابية في معركتها أمام الجيش الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المسلحين والمرتزقة، حيث شهدت الأيام الماضية مقتل العديد من قادة المليشيات في محاور القتال، في الاشتباكات أو بالتناحر فيما بينها.
وتعقيبا على انتصارات الجيش الليبي الأخيرة يرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، أن المليشيات الداعمة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج خسرت مخزونها البشري بعد موت عدد كبير من مقاتليها.
وتسببت خسائر المليشيات المتزايدة، بحسب الترهوني في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، في حدوث حالة احتقان داخلي ألزم قادة المليشيات بالتواجد معهم في محاور القتال، لافتا إلى أنه في أقل من أسبوع سقط 12 من أبرز قيادات المليشيات في محاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس.
وقال الترهوني: "تصفية الحسابات القديمة بدأت تظهر للعيان، فالمليشيات السورية (المرتزقة السوريين) تدين لمن يدفع أكثر".
وأوضح أن وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشا أغا، استطاع أن يلعب على هذا الوتر واستمالهم لطرفه وسحبهم من المحاور التي توجد بها مليشيا النواصي وثوار طرابلس لإنهاك هذه المليشيات وحرمانها من الدخول في أي تسوية سياسية مستقبلا بسبب خلافات قديمة.
وأشار الترهوني إلى أن المليشيات يوجد بينها خلافات كبيرة؛ من أجل الاستحواذ على شحنات الأسلحة، المهربة من ليبيا لدعم حكومة السراج.
متفقا مع ما ذكره الترهوني، يرى الخبير السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن "الميلشيات لن تستطيع أن تصمد أكثر من ذلك، وعلى الرغم من جلب المرتزقة السوريين الموالين لتركيا وتدفق الأسلحة بشكل كبير على طرابلس، لكنها تخسر على كافة محاور القتال".
وأوضح الخفيفي أن استراتيجية المليشيات المتعارف عليها، هي كثافة النيران والتقدم تحتها، مشيرا إلى أنها سياسة تسبب ضحايا أكبر في صفوف المدنيين مثلما حدث في قصر بن غشير وغيرها من المناطق التي تتعرض لقصف المليشيات.
وأكد الخفيفي أن سقوط قيادات المليشيات في المعارك يعود سببه لسوء التخطيط من قبل المستشارين الأتراك المشرفين على العمليات الذين يزجون بهم في الصفوف الأمامية ويتركون ضباطهم في الخلف آمنين.
وخسرت المليشيات في خلال أسبوع أكثر من 14 قائدا ميدانيا في مليشيا البقرة "رحبة الدروع تاجوراء"، بينهم محمد إبراهيم خلف الذي يعد الذراع اليمنى للإرهابي بشير البقرة، المتحالف مع إرهابيي "سرايا الدفاع عن بنغازي"، بالإضافة للقيادي المدعو معز الشارف بمليشيا 166 التابعة لمليشيات مصراتة.
وشهدت الشهور الماضية توافد أعداد كبيرة من المرتزقة السوريين، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع أعدادهم لتصل لنحو 4989.
وتستمر المليشيات في خرق الهدنة المعلنة منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي، وارتكاب جرائم حرب من بينها التهجير القسري للمدنيين بحجة إخلاء المنطقة للأعمال الحربية، والقصف العشوائي للمنازل.
واتفق الخبيران الليبيان على أن هزيمة المليشيات في معارك القتال مع الجيش كان سببا رئيسيا في وقوع انشقاقات، فمليشيات مصراتة المتحالفة مع المرتزقة السوريين تسعى لإفراغ الساحة من مليشيات "ثوار طرابلس و النواصي"؛ ليتسنى لها الدخول في مفاوضات وحدها بعيدا عن شريك يحاصصهم أي مكسب سياسي.
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA=
جزيرة ام اند امز