الروبوتات قادمون.. بديل الوظائف الذي لا يمرض في زمن الوباء
ملايين الأمريكيين خسروا وظائفهم من جراء تفشي فيروس كورونا بينما تحل الروبوتات والذكاء الاصطناعي محلهم أسرع من أي وقت مضى
خسر ملايين الأمريكيين وظائفهم جراء تفشي فيروس "كورونا" المستجد كوفيد-19، بينما تحل الروبوتات والذكاء الاصطناعي محلهم أسرع من أي وقت مضى في إطار موجة جديدة من "الأتمتة".
وأثرت جائحة كورونا على سوق العمل والاقتصاد العالمي بشكل كبير، وأصبح الكثيرون عاطلين عن العمل، ومنحت وظائفهم لموظفين جدد لا يمرضوا أبداً، حسبما ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية.
وفي حديث للمجلة، ذكر لاري كولينز وهو أحد ضحايا "الأتمتة"، أنه عمل لمدة 23 عاما، في كشك على جسر كاركينيز في منطقة خليج سان فرانسيسكو، لجمع الرسوم.
بمرور الوقت، تغيرت "الأجرة" من بضعة دولارات إلى 6 دولارات، لكن أساسيات الوظيفة بقيت كما هي: "كان كولينز يجيب على الأسئلة، ويعطي الاتجاهات، ويرحب بالركاب".
وقال كولينز: "في بعض الأحيان، تكون أول شخص يراه الناس في الصباح، وهذا التفاعل البشري يمكن أن يثير الكثير من المحادثات".
ولكن ذات يوم في منتصف شهر مارس/آذر الماضي، مع ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، اتصل مشرف كولينز وأخبره ألا يأتي إلى العمل في اليوم التالي.
وأُغلقت أكشاك الرسوم لحماية صحة السائقين وجامعي الرسوم. ومن الآن فصاعدًا، سيدفع السائقون رسوم الجسر تلقائيًا عبر بطاقات ذكية مثبتة على الزجاج الأمامي أو سيتلقون فواتير ترسل إلى العنوان المرتبط بلوحة ترخيص سيارتهم.
وهكذا بدأت تتلاشى وظيفة كولينز، وكذلك وظائف نحو 185 من جامعي الرسوم الآخرين على الجسور في شمال كاليفورنيا، ستحل محلهم جميعا التكنولوجيا.
وأشارت المجلة إلى أن الآلات جعلت الكثير من الوظائف أمرا عفا عليه الزمن طيلة قرون، حيث حلت ماكينات الغزل محل النساجين، وحلت الأزرار محل مشغلي المصاعد، ودفع الإنترنت وكالات السفر إلى التوقف عن العمل.
وتقدر إحدى الدراسات أن نحو 400 ألف وظيفة فقدت بسبب الأتمتة في المصانع الأمريكية منذ عام 1990 وحتى عام 2007.
لكن الدافع لاستبدال البشر بالآلات يتسارع، حيث تكافح الشركات لتجنب الإصابة بعدوى كوفيد-19 في مكان العمل، ولإبقاء تكاليف التشغيل منخفضة.
وكانت الولايات المتحدة تخلت عن نحو 40 مليون وظيفة في ذروة الوباء، وبينما عاد البعض، لن يعود البعض أبدًا، حيث تقدر مجموعة من الاقتصاديين أن 42٪ من الوظائف المفقودة قد ولت إلى الأبد.
وربما تتسارع وتيرة استبدال البشر بالآلات خلال الأشهر المقبلة مع انتقال الشركات من وضع البقاء على قيد الحياة إلى معرفة كيفية العمل أثناء استمرار الوباء.
الآلات لا تمرض
ويمكن للروبوتات أن تحل محل ما يصل إلى مليوني عامل إضافي في التصنيع وحده بحلول عام 2025، وفقًا لورقة بحثية حديثة أعدها اقتصاديون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بوسطن.
في هذا الإطار، يقول دانيال سسكيند، وهو باحث في الاقتصاد في كلية باليول بجامعة أكسفورد، ومؤلف كتاب "عالم بلا عمل: التكنولوجيا والأتمتة وكيف ينبغي علينا الاستجابة": "لقد أوجد هذا الوباء حافزًا قويًا للغاية لأتمتة عمل البشر".
أضاف: "الآلات لا تمرض، لا تحتاج إلى العزلة لحماية أقرانها، فهي لا تحتاج إلى إجازة من العمل".
كما هو الحال مع الكثير من ضحايا الوباء، ستكون هذه الموجة الجديدة من الأتمتة أكثر صعوبة على الأشخاص الملونين مثل كولينز، وهو أسمر البشرة، وعلى العمال ذوي الأجور المنخفضة.
ومن المتوقع أن يصبح العديد من الأمريكيين السمر واللاتينيين، وهم صرافون وموظفون في قطاع الصناعات الغذائية وممثلو خدمة عملاء، من أصحاب الوظائف الـ15 الأكثر تهديدًا بالأتمتة، وفقًا لشركة ماكنزي، وهي شركة أمريكية للاستشارات الإدارية.
وحتى قبل الوباء، قدرت الشركة الاستشارية العالمية أن الأتمتة يمكن أن تحل محل 132 ألف عامل أسمر في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.
وسجلت الولايات المتحدة نحو 5.18 ملايين إصابة، وأكثر من 165 ألفا و431 وفاة بالفيروس، بينما تعافى 2.65 مليون شخص حتى يوم الأحد.
ويكافح العالم في الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الأحد إلى 732 ألفا و243، وبلوغ عدد المصابين نحو 19.95 مليون شخص، بينما تعافى نحو 12.83 مليون شخص.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز