الألغام المنجرفة.. الموت المدفون في مياه "كاخوفكا"
لم تنته محنة المدنيين جنوبي أوكرانيا فبعد أن حاصرتهم الفيضانات من فجوة سد نوفا كاخوفكا، باتوا على موعد مع الموت المدفون في حمم الكارثة.
ففي الوقت الذي أغرقت فيه الفيضانات المدمرة مساحة من جنوب أوكرانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، يخوض خبراء إزالة الألغام حربا مختلفة بالمياه المرتفعة، في محاولة لوضع علامات التحذير بمناطق الخطر التي تشير إلى حقول ألغام غمرتها المياه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن خبراء إزالة ألغام قولهم إن الفيضانات الناجمة عن تفجير سد كاخوفكا، حجبت مواقع الألغام الأرضية، وجرفت أخرى إلى مناطق مجهولة، الأمر الذي يشكل خطرا شديدا على المدنيين، حتى أثناء إخلائهم.
وتسبب انهيار السد، الثلاثاء، في نزوح آلاف الأشخاص، وأعاد تشكيل الخطوط الأمامية، قبل يوم على بداية الهجوم المضاد الأوكراني لاستعادة الأراضي من القوات الروسية، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن كلا الجانبين زرع آلاف الألغام بفترة سابقة.
تحذيرات
حذرت السلطات الروسية والأوكرانية من الخطر، وكتب المسؤول الروسي أندريه ألكسينكو عبر تطبيق تليغرام، يقول إن السكان الموجودين بالضفة التي تسيطر عليها روسيا من نهر دنيبرو يجب عليهم الانتباه من الألغام المنجرفة.
وعبر التطبيق نفسه، أفاد بيان لخدمة الإنقاذ الوطنية الأوكرانية بأن الألغام والمواد المتفجرة "تنجرف على طول دنيبرو وتنفجر تلقائيا. كما تجرفها المياه إلى الشاطئ، الأمر الذي يشكل خطرا جسيما على السكان".
وقال آندي دنكان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كييف، إن صور الأقمار الصناعية التي استخدمتها المنظمة أظهرت أن التربة السطحية تآكلت بفعل قوة المياه، في مؤشر على أن الألغام انجرفت مع التيار، الأمر الذي تسبب في تشكل حقول ألغام جديدة غير محددة بمناطق لم يكن بها ألغام في السابق.
وأوضح أنها "لا تطفو، لكن تدفعها فقط القوة الهائلة للمياه."
وأشار دنكان إلى أن السكان الذين سيعودون بمجرد انحسار الفيضانات سيواجهون "خطرا كبيرا"، مشيرا إلى أن الألغام "قد تصل إلى مناطق لم تكن ملوثة بها من قبل. والأهم من ذلك، إذا كان لا يمكننا رؤيتها بسبب كونها مدفونة أسفل مترين من الطمي، كيف يمكننا إيجادها؟".
"لفترة طويلة"
سيمون شليغل كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، يقول إن المواقع الروسية التي غمرتها المياه جراء الانهيار تضمنت على الأرجح ذخيرة مخزنة منذ شهور.
ويضيف: "عندما تنقلها المياه ربما تنفجر بعض هذه المتفجرات، أو تلوث منطقة الكارثة، أو تنجرف إلى البحر الأسود. هذا سيجعل الحركة بالمنطقة ذات خطورة على الجنود والمدنيين على حد سواء، وعلى الأرجح لفترة طويلة."
وبعد انهيار السد، بدا أن مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الشبكات الاجتماعية، والتي لم تتحقق منها "واشنطن بوست" بشكل مستقل، تظهر انفجارات تحت الماء والتي تتسبب في أعمدة بخار.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصدد استخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد الأماكن التي ربما انجرفت إليها الألغام.
وبين الشتاء الأوكراني القارس عندما تتجمد الأرض، وبداية الموسم الزراعي، يعتبر الربيع فترة حساسة لجهود إزالة الألغام.