كاخوفكا وزابوريجيا.. هل تناور أوكرانيا بالماء والنووي؟
بالماء والنووي تشن أوكرانيا على روسيا هجوما مضادا من نوع مختلف، بدأ من سد كاخوفكا ووصل إلى محطة زابوريجيا، الموقعين الخاضعين لموسكو.
فبالنسبة لكييف بدا أن الأمر بات يتجاوز من يقف وراء التدمير الجزئي للسد، أو من استهدف منطقة زابوريجيا التي تضم محطة للطاقة النووية، ليصبح: كيف تستثمر الأحداث في قصف خصمها؟
توظيف يرى مراقبون أنه يرتقي لمناورة حربية تستهدف اللعب بورقة التعاطف الداخلي والخارجي، خصوصا الغربي، من أجل تسريع وتيرة الضغوط على روسيا، أو الإيحاء بتغير موازين الحرب لصالح كييف.
ومحطة زابوريجيا التي يسيطر عليها الجيش الروسي أصبحت أقرب إلى خط المواجهة بعد تدمير جزئي طال الثلاثاء سدّاً في جنوب أوكرانيا تُستخدم مياهه لتبريد المحطّة ومنع وقوع حادث نووي.
صد هجوم
كما كان متوقعا لم يتأخر الهجوم الأوكراني في منطقة زابوريجيا، حيث أعلنت روسيا مساء الخميس صدّ هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي بعد معركة استمرت ساعتين.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: "جرت محاولة لاختراق دفاعاتنا بمنطقة زابوريجيا"، مضيفا "تم وقف العدو وتراجع بعد خسائر فادحة".
كما أشار إلى أنّ القوات الأوكرانية استخدمت في هجومها 150 عربة مدرّعة.
ولم يكن الهجوم الأول من نوعه هذا الأسبوع، حيث سبق أن صدت موسكو عدّة هجمات شنّتها القوات الأوكرانية.
ومحطة زابوريجيا تقع في قلب الصراع، فقد استُهدفت عدّة مرّات بالقصف وانقطعت عن شبكة الكهرباء سبع مرّات، منذ أن باتت تحت سيطرة الجيش الروسي في الرابع من مارس/آذار 2022.
ورغم أن الوكالة الدولية للاطقة الذرية أكدت عدم وجود خطر نووي عقب التدمير الجزئي للسد، إلا أن كييف حاولت الاستفادة من الحدث الرئيسي ومن الاصطفاف الغربي معها، وكثفت هجومها الإعلامي ضد روسيا.
بيد أن موسكو ردت باتهام مضاد أيده خبراء ممن يعتقدون أنه من غير المنطقي أن تقصف القوات الروسية سدا خاضعا لسيطرتها.
ومع ذلك، لم تتوقف كييف عن كيل الاتهامات، مركزة بالأساس على البعد الإنساني للحادثة خصوصا عقب الفيضانات التي تسبب فيها تفجير السد وغمرت أكثر من 20 قرية.
قلق غير مبرر
توالت الطمأنة بشأن عدم وجود خطر نووي، فيما تمسكت كييف بقلق غير مبرر.
وأكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر "تويتر" أنه ليس هناك "خطر نووي آنيّ"، موضحة أنّ خبراءها الموجودين في الموقع "يراقبون الوضع من كثب".
والأمر ذاته أكّده المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية، مستبعداً في الوقت ذاته "أيّ خطر لحدوث فيضانات (قرب المحطّة)، لأنّ السدّ في اتجاه مصبّ النهر وليس عند المنبع"، على بُعد 150 كيلومتراً.
من جهتها، أكّدت الإدارة المعيّنة من موسكو في المنطقة أنّ الوضع تحت السيطرة، مشددة على عدم وجود أيّ تهديد لسلامة محطة زابوريجيا لأن منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغيّر".
تفجير سد كاخوفكا... "فجوة" بمسار حرب؟
غير أنّ أوكرانيا بدت قلقة بشكل مبالغ فيه، بلغ حد المضي عكس الحقائق، وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة للصحفيين "يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية لأنّ محطة زابوريجيا فقدت مصدر تبريدها، وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حالياً".
تحذيرات واهية ومحاولات تخويف من كارثة نووية تثير شكوكا حول صحة الاتهامات الأوكرانية لروسيا، خصوصا في ظل المعطيات الدقيقة التي قدمتها موسكو حول الهجومين.
وأوضحت روسيا أن نظام كييف لم يشن هجمات مدفعية مكثفة على السد ليلة الثلاثاء فحسب، بل أيضا رفع منسوب المياه في خزان كاخوفكا عمدا إلى مستوى حرج عن طريق فتح بوابات السد في محطة توليد الطاقة الكهرومائية.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز