دعم إماراتي لتطوير مسارات النقل الدولية.. أبرز ما جاء باجتماع بريكس
شاركت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، في الاجتماع الوزاري لمسار النقل ضمن مجموعة "بريكس"، الذي استضافته مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
يأتي ذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال النقل، وتسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للدول الأعضاء في مجموعة بريكس.
وحضر سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، الاجتماع الوزاري رفيع المستوى، الذي ضم وزراء وممثلي الدول الأعضاء، إذ أوضح في كلمته أهمية اجتماعات مجموعة بريكس، وتطلعات دولة الإمارات للمشاركة الفاعلة ودعمها القوي والفاعل لـ"بريكس" لتحقيق أهدافها وإثراء دورها في مجال التعاون الدولي تجاه تحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً حرص الدولة على التعاون مع دول المجموعة لوضع سياسات مستدامة وحلول فاعلة لمسار النقل، وتبادل الخبرات في هذا المجال، بما يصب في صالح تعزيز التعاون الدولي وتنسيق السياسات المعززة للنقل المستدام.
- استراتيجية الهيدروجين الأخضر.. نظرة على الصين التي لا نعرفها
- بيانات الوظائف الأمريكية تطمئن الاقتصاد وتضع «الفيدرالي» في حيرة
وأكد المزروعي أن دولة الإمارات تحرص على التعاون مع دول مجموعة "بريكس" في تحسين الربط، وتنويع سلاسل التوريد اللوجستية، وتطوير مسارات النقل الدولية التي تخدم المصالح المشتركة، وأنها تتطلع إلى المزيد من العمل المثمر والتنسيق بين دول المجموعة، عبر البحث عن حلول فاعلة للتحديات المرتبطة بدمج وسائط النقل المتعددة لما يحمله ذلك من أهمية كبيرة للرخاء الاقتصادي والاجتماعي.
وحول جهود دولة الإمارات في التنقل الذكي، أوضح أن الدولة حددت أهدافها الطموحة للتحول الفاعل لمنظومة التنقل الذكي بحلول 2031، والتي ركزت على زيادة نسبة الرحلات التي تستخدم وسائل النقل المستدامة إلى 30% من إجمالي الرحلات، والتوسع في استخدام المركبات ذاتية القيادة لتشمل 15% من الرحلات المحلية، إضافة إلى تعزيز النقل العام والجماعي بنسبة 25% من جميع الرحلات، ورفع رضا مستخدمي النقل العام إلى 96%.
وفيما يخص منظومة النقل البحري قال سهيل المزروعي "يُعد القطاع البحري محركاً اقتصادياً رئيساً لدولة الإمارات، حيث يتجاوز إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي 34 مليار دولار أمريكي، وتمتلك دولة الإمارات صناعة بحرية محلية قوية تضم أكثر من 863 سفينة وطنية، فيما تقدم الدعم لأكثر من 27,000 شركة وطنية ودولية".
وتابع "تعد دولة الإمارات لاعباً رائداً في الصناعة البحرية العالمية، حيث حققت مراكز عالمية رائدة عززت من مكانتها، إذ تبوأت المرتبة الثالثة عالمياً كمورد لوقود السفن، فيما تعتبر واحدة من أهم خمسة مراكز بحرية عالمية، فيما تم تصنيف الدولة في المركز الثامن عالمياً في كفاءة التعامل مع الحاويات، والتاسع في مؤشر كفاءة خدمة الموانئ العالمي".
وعلى صعيد النقل البري، أوضح أن إسهامات القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات يزيد على 4 مليارات دولار أمريكي، مما يبرز دوره الحيوي في النجاح الاقتصادي للدولة.
وسعياً من دولة الإمارات لتعزيز كفاءة وجودة البنية التحتية للطرق، استثمرت 6 مليارات دولار أمريكي، ما أهلّها للمرتبة الخامسة عالمياً والأولى عربياً في جودة الطرق.
وسلّط المزروعي الضوء على مشروع شبكة الاتحاد للسكك الحديدية، التي تربط بين الإمارات بطول 1200 كم، ودورها الحيوي في خفض تكاليف النقل وسلاسل التوريد المحلية.
كما أوضح أهمية دور المركبات الكهربائية والحاجة الملحة لتعزيز التنقل الأخضر وتسريع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن قطاع النقل.
وأضاف: "ينمو سوق المركبات الكهربائية لدينا بثبات، حيث نخطط لزيادة حصة المركبات الكهربائية والهجينة إلى 50% من إجمالي المركبات على طرق الدولة بحلول عام 2050، فيما بلغت حصتها بنهاية عام العام الماضي 3% من جميع المركبات، وأكثر من 800 شاحن يغطي مختلف أنحاء دولة الإمارات".
وفي نهاية الاجتماع صدر البيان الختامي لاجتماع وزراء النقل في مجموعة البريكس، الذي بموجبه تم الاتفاق على أهمية تضافر الجهود لدفع النمو الاقتصادي وتعزيز التجارة والاستثمار، والحفاظ على سلاسل الإمداد مفتوحة وآمنة، بالإضافة إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحسين حركة البضائع والركاب، وتعزيز الربط بين وسائل النقل المختلفة لتحسين الكفاءة والاستدامة، وعلى أهمية التعاون في مجالات النقل البري والبحري والجوي، ودعم تنويع سلاسل الإمداد لزيادة الكفاءة والتنافسية الاقتصادية.
كما شدد الوزراء على أهمية الابتكار والرقمنة في بناء اقتصادات شاملة ومستدامة.
وعلى هامش الاجتماع شارك سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، في جلسة وزارية حوارية بعنوان "مستقبل سوق النفط والغاز"، ضمن أعمال منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، تحدث خلالها أيضا الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، وألكسندر نوفاك نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي.
كما عقد سهيل بن محمد المزروعي على هامش اجتماعات مجموعة بريكس اجتماعا ثنائيا مع رومان ستارو وزير النقل الروسي، جرى خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، لا سيما في قطاع النقل، بما يحقق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى اجتماع ثنائي آخر مع الفريق كامل الوزير وزير النقل المصري، إذ تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية استمرار التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتحقيق الأهداف وتعزيز كفاءة وتكامل قطاع النقل والربط اللوجستي.
كانت فعاليات النسخة الـ27 لمنتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، انطلقت أمس في روسيا، وتستمر حتى الثامن من يونيو/حزيران الجاري. والذي يعقد سنويا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية منذ عام 1997، حيث يعد من المنتديات الاقتصادية الكبرى في العالم بمشاركة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وممثلي شركات عالمية من 130 دولة، كما يعد المنتدى "منصة فعّالة" لتبادل الآراء والخبرات بين صناع السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز