وزراء ونواب يحملون حزب الله وحلفاءه مسؤولية العنف الدامي في بيروت
زخم الاحتجاجات في لبنان خلال الأيام الأخيرة تصاعد، حيث شهدت بيروت مواجهات أسفرت عن سقوط جرحى من المتظاهرين وقوات الأمن.
حمل وزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وأعضاء بمجلس النواب حزب الله وحلفاءه المسؤولية عن أحداث العنف الدامية التي شهدتها العاصمة بيروت على مدار اليومين الماضيين، جراء التأخر في تشكيل الحكومة.
وأكدوا أن الشعب لن يغفر للفريق الحاكم هذا العار الذي يلاحقهم عبر المماطلة وتضييع الوقت من أجل المحاصصة وتوزيع الحقائب وعدم الدفع لتشكيل الحكومة.
وتصاعد زخم الاحتجاجات في لبنان خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت بيروت مواجهات أسفرت عن سقوط جرحى من المتظاهرين وقوات الأمن.
وكان محيط مجلس النواب اللبناني (البرلمان)، وسط بيروت شهد، مساء الأحد، لليوم الثاني توتراً أدى لمواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
- بعد لقاء عون ودياب.. خلافات "الفريق الواحد" تعطل حكومة لبنان
- دعوات لبنانية لانتخابات مبكرة لمواجهة شبح العنف والإفلاس
وقال الصليب الأحمر اللبناني، إنه تم نقل 30 جريحا جراء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى مستشفيات، فيما تم إسعاف 40 مصابا في موقع المواجهات وسط بيروت.
وجاءت المواجهات الأخيرة بالتزامن مع اجتماع عقده رئيس الحكومة المكلف حسان دياب والرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا ببيروت، حيث حالت الخلافات بين أطراف الفريق الواحد، (حزب الله وحلفاؤه)، دون تشكيل الحكومة اللبنانية.
وبات محسوماً أن الحكومة المقبلة ستكون من لون واحد، أي من فريق حزب الله وحلفائه، بعد إعلان خصومهم "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"تيار المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" الذين لم يسمّوا دياب، عدم المشاركة في الحكومة.
وفي تعليقه على أحداث بيروت، حمل الوزير السابق سليم الصايغ، نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية، "الفريق الحاكم" المسؤولية عن أحداث بيروت بسبب تأخير تأليف الحكومة الجديدة.
وقال الصايغ، في تصريح مقتضب لـ"العين الإخبارية: "لا نستطيع تحميل المسؤولية للشعب الذي يجوع"، على حد تعبيره.
من جهته، غرد عضو "تكتل لبنان القوي" النائب سيمون أبي رميا عبر حسابه الرسمي على تويتر: "القرف يولد اليأس أو الانفجار.. فكان الانفجار مساء وتحولت بيروت إلى ساحة حرب".
وواصل هجومه على المسؤولين بسبب تعطيل تأليف الحكومة، قائلا: "الإنكار خطيئة والاتعاظ واجب، فيا حاملي أقلام كتابة أسماء الوزراء والحقائب، من هنا، وتسجيل نقطة من هناك.. الشعب لن يرحم، والعار سيلاحقكم".
في المقابل، تساءل عضو "تكتل لبنان القوي" النائب سليم عون على "تويتر": "أين الحراك السلمي، المطلبي، واللاطائفي؟، تحول إلى أعمال شغب وقطع طرق، وشتائم واستهداف سياسي، ومذهبية مقيتة".
أسلوب لا يحاكي الواقع
وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، ريشار قيومجيان، قال إن "المسؤول عما يحدث من أحداث هو أسلوب حكم لا يحاكي الواقع ويؤدي إلى ردة فعل الناس الغاضبين والمعدمين".
وحذر قيومجيان، في تغريدة على "تويتر"، من أن تتحول أحلام اللبنانيين بالتغيير إلى ما وصفه بـ"كوابيس تقض مضاجعكم وتلعنكم للأبد".
وأضاف: مقيت مشهد تقاسمكم الحصص، فيما البلد ينهار ماليا واقتصاديا، وحكومتكم الموعودة فاقدة سلفا الثقة المحلية والدولية"، في إشارة للسلطة الحاكمة.
البحث عن حلول
أما فؤاد مخزومي، رئيس حزب الحوار الوطني اللبناني، فوجه حديثه إلى "أحزاب السلطة" قائلا: "لا تبحثوا عن سبل لقمع الثوار، بل عن حلول تهدئ الشارع المشتعل منذ 90 يوما".
وأوضح عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك": "الأحداث التي أدمت بيروت الأبية، وأرهبت أهلها تتحمل مسؤوليتها أحزاب السلطة جميعها.. استخدام العنف والرد بقوة مفرطة فتح جرحاً في خاصرة العاصمة وحوٌلها إلى مدينة مستباحة تحت أعين هذه الأحزاب".
العهد يتحمل المسؤولية
"يتحملون مسؤولية كل نقطة دم تهدر"، بهذه الكلمات حمل عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد سليمان، أطرافا بالسلطة الحاكمة عن الأوضاع.
وغرد سليمان على "تويتر": "المشكلة ليست في التظاهر، وهو حق دستوري، المشكلة ليست مع رجال قوى الأمن ووزيرة الداخلية، المشكلة في المماطلة والمحاصصة في تأليف الحكومة من قبل العهد وأركانه، وهم يتحملون مسؤولية كل نقطة دم تهدر. وتبقى المشكلة الأكبر في الاستخفاف بمطالب وحقوق اللبنانيين".
كما تساءل وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا في حكومة تصريف الأعمال، عادل أفيوني، عن أسباب زيادة حدة المواجهات بين المحتجين والأمن، وقال مستنكرا "كيف وصلنا إلى هنا؟".
وأضاف على "تويتر": "مشاهد العنف تدمي القلب ومرفوضة ومسيئة ومشبوهة".
وتابع: "95 يوما والشعب في الشارع، ومطالبه محقة سلمية منطقية وتتمثل في حكومة اختصاصيين مستقلين تواجه الأزمة بجدارة ونزاهة".
أما الوزير اللبناني السابق رئيس حزب "التوحيد العربي"، وئام وهاب، فقال: "لا أعرف كيف يتحمل البعض مشهد وسط بيروت ويستمر في عرقلة التشكيل، أو عدم الدفع لتشكيل حكومة؟".
وأضاف عبر حسابه على "تويتر": "أي ضمير هذا إذا كان هناك ضمير".
وبدوره، طالب رامي الريس، مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، القوى السياسية المعنية بتأليف الحكومة، بالخروج من عقلية المحاصصة، والاتجاه نحو تشكيل حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج".
وقال: "إن العنف مرفوض من أي جهة، وهناك ضرورة للحفاظ على سلمية الثورة، وعلى القوى الأمنية الحفاظ على حق التعبير السلمي".
هذا ومن المقرر أن يترأس الرئيس ميشال عون، ظهر الاثنين، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا يحضره وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب، ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وذلك للبحث في التطورات الحالية والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد.
ولبنان دون حكومة عاملة منذ استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول، وسط احتجاجات على النخبة السياسية.
وتم تكليف حسان دياب، وهو وزير سابق، بتشكيل الوزارة في 19 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد استشارات نيابية ملزمة أجراها الرئيس مع النواب.
وحاز الرئيس المكلف 69 صوتاً من أصوات النواب، وامتنع خلالها 42 نائباً عن تسمية أحد لتشكيل الحكومة، من بينهم كتلة المستقبل برئاسة رفيق الحريري.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجات للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة والحد من النفوذ الإيراني، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ويؤكد المحتجون استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب.