إنفوجراف.. مبادرة توزيع 1400 كجم من بذور أشجار السمر بالإمارات
المبادرة لتعزيز ثقافة الزراعة والحفاظ على البيئة وزيادة أعداد هذه الأشجار الإماراتية ذات الأهمية العالية لقطاعي الزراعة وتربية النحل.
تبدأ وزارة التغير المناخي والبيئة، الأحد المقبل، توزيع حوالي 1400 كيلو جرام من بذور شجر السمر مجاناً على أفراد الجمهور الراغبين في زراعتها، ضمن مبادرات "عام زايد" وبالشراكة مع القطاع الخاص.
يأتي ذلك بهدف تعزيز ثقافة الزراعة والحفاظ على البيئة وزيادة أعداد هذه الأشجار الإماراتية ذات الأهمية العالية لقطاعي الزراعة وتربية النحل.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: "إن الوزارة ضمن استراتيجيتها لتحقيق استدامة الموارد الطبيعية للبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي، تحرص على عقد شراكات مع القطاع الخاص ورجال الأعمال لتعزيز الجهود المبذولة في هذا المجال، وتأتي مبادرة بذور أشجار السمر، ضمن هذه الشراكات لتوفير ما يتجاوز 1400 كيلو جرام من البذور - 54 مليون بذرة تقريباً - والتي سيتم طرحها جميعًا للجمهور لنشر ثقافة الزراعة بين فئات المجتمع كافة، وزيادة أعداد شجر السمر التي تحظى بأهمية محلية خاصة".
وأضاف "أكد الوالد المؤسس للدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في مقولته أعطوني زراعة أضمن حضارة، على الأهمية القصوى التي تحظى بها الزراعة في بناء الدولة وتطورها، وهو الأمر الذي نحرص -وفق توجيهات القيادة الرشيدة- على تعزيزه وترسيخه لدى فئات الجمهور كافة، ومبادرة توزيع بذور شجر السمر تأتي ضمن هذا الإطار وتواكب النشاطات التي تنفذها الوزارة في عام زايد".
وأشار إلى أن الاهتمام بهذا النوع من الأشجار يأتي ضمن خطة الوزارة في دعم وتعزيز التنوع البيولوجي للبيئة المحلية وضمان الحفاظ على عناصرها وتحقيق استدامتها، حيث تعد شجرة السمر واحدة من النباتات المحلية الأصيلة في بيئة شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، ما يجعلها موئلاً طبيعياً جيداً ومناسباً وداعماً لاستمرار كثير من الكائنات الحية.
وأثنى الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي على الدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص ورجال الأعمال في تعزيز ودعم الجهود الحكومية وبالأخص في المجال البيئي، متوجهاً بالشكر إلى رجل الأعمال عبدالله محمد الحاج، الذي وفر هذا الكم من بذور أشجار السمر.
ولضمان تحقيق استفادة فعلية من المبادرة ستوفر الوزارة للجمهور معلومات متكاملة حول الآلية الصحيحة لعملية زراعة بذور شجرة السمر.
وتتطلب زراعة بذور السمر ضرورة نقع البذور في الماء "ماء الصنبور العادي" لمدة لا تقل عن 24 ساعة، ثم تزرع كل بذرتين في عبوة منفصلة "أصيص 9 سم" معبأة بمادة "بيتموس" على عمق 2 سم، ويتم تغطية البذور بمادة البيتموس التي تشكل التربة الأولية لها، ويتم ريها بكميات ماء قليلة.
وتوضع العبوات الزراعية في مكان فيه إضاءة طبيعية ومظلل وتستمر عملية ريها بكميات ماء قليلة حتى يصل نمو النبتة إلى 20 سم، تنقل بعدها إلى عبوة أكبر بحجم 5 لترات، وعندما يصل طولها بين 80 إلى 100 سم توضع في عبوة 20 لتراً تحتوي على خليط من الرمل والبيتموس بنسبة 1 إلى 1 وتوضع في مكان مشمس، وعندما يصل نموها إلى 150 سم تنقل إلى منطقة الزراعة الدائمة لها"، لافتاً إلى أن عملية الزراعة من مرحلة البذور وحتى النقل إلى الحقل الدائم لها تستغرق 6 أشهر تقريباً.
وتنمو شجرة السمر في مناطق السهول الرملية والحصوية وجوانب الأودية ومنحدرات ومنبسطات الجبال على ارتفاعات متوسطة، لذا تنتشر بشكل كبير في المناطق الشرقية من الإمارات إضافة إلى منطقة جبل حفيت في مدينة العين.
وتتميز شجرة السمر بقدرتها على تحمل الجفاف والملوحة، حيث تنمو بالمناطق التي يقل فيها المطر السنوي عن 40 مليمتراً، وتتصف ببطء نموها حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 4-6 أمتار وتحتوي على مظلة عرضها يتراوح بين 5-8 أمتار وأفرعها ملساء بنية محمرة الأشواك يغلب عليها اللون الأبيض وهي مستقيمة طولها حوالي من 4-7 سم، وثمرة الشجرة عبارة عن قرن لونه أصفر إلى بني أملس حلزوني طوله حوالي 7 إلى 15 سم يحتوي على 8 إلى 16 بذرة والشجرة الناضجة يمكن أن تنتج 6000 قرن في العام.
وتتعدد فوائد أشجار السمر، حيث تشكل مصدراً جيداً لعلف المواشي يتوافر طوال العام حتى في فترات غياب مصادر التغذية الأخرى، ويسهم في تعزيز إدرار الحليب، وتحتوي أطرافه "قرونه" على عناصر غذائية عالية القيمة ومنها مواد غنية بالبروتين الخام بنسبة 38% والفسفور والسعرات الحرارية التي تمد جسم المواشي بالطاقة.
كما يتم الاستفادة من الأوراق والبذور لنبات السمر في تحضير العلاجات والأدوية الشعبية، وهي من الأشجار المفيدة في مجالات التشجير وتجميل المناظر ويطلق عليها "شجرة المظلة"، نظراً لما تنشره من مساحات كبيرة من الظل.
وتسهم شجرة السمر بشكل كبير في حماية التربة من الانجراف ومكافحة التصحر، وتستخدم أخشابها لصناعة أجود أنواع الفحم، وتمثل أهمية كبرى للنحالين، حيث تعتبر مصدراً جيداً لرحيق الأزهار الذي يستخدمه نحل العسل في إنتاج أجود أنواع العسل.
ويمكن لفئات الجمهور كافة الاستفادة من المبادرة، من خلال التواصل مع الوزارة عبر رقم مركز الاتصال المجاني "8003050" للاستفسار وتحديد آلية الاستلام المناسبة.