6 أخطاء قاتلة ارتكبها "الحمدين" في عامين.. دعم الإرهاب إحداها
تنظيم الحمدين ارتكب 6 أخطاء قاتلة خلال عامين من إعلان الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعة الدوحة في الخامس من يونيو/حزيران 2017.
ارتكب تنظيم الحمدين 6 أخطاء قاتلة خلال عامين من إعلان الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعة الدوحة في الخامس من يونيو/حزيران 2017.
- عامان على مقاطعة قطر.. حقائق "محظورة" تفضحها كتب فرنسية
- عبودية في سفارة قطر بلندن.. وثائق القضاء البريطاني تفضح عنصرية الحمدين
وأظهر تنظيم الحمدين خلال هذه الفترة مراهقة وطيشا سياسيا بعدما فضل الخروج عن البيت الخليجي والعربي، مقابل التبعية لخدمة نظام الطرابيش في تركيا والعمائم بإيران.
وخلال عامين من المقاطعة، أصرت الدوحة على اتباع نهج يعج بالألغام، غير آبهة بخسائرها الفادحة التي تكبدتها ـ ولا تزال ـ على شتى الأصعدة، وذلك منذ قررت كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعتها لدعمها الإرهاب.
ورغم أن القرار كان يرنو إلى منح قطر فرصة لإصلاح أخطائها، والعودة إلى الصف الخليجي والعربي، ووقف دعمها للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، فإن الدوحة تعنتت وكابرت وتحدت، وغردت خارج السرب، فكانت النتيجة عزلة إقليمية وفضيحة دولية لدويلة تعول على رهان التشتت الخاسر.
1ـ التعنت والمكابرة
رغم الحقائق المدوية حول الدور القطري في زعزعة استقرار المنطقة، وتداعيات ذلك على حياة الشعوب، فإن دول المقاطعة تركت الباب مفتوحا أمام الدوحة، وظلت أياديها ممدودة بانتظار أي مبادرة لطلب الصفح والعفو، والتعهد بتغيير سياساتها وإصلاح أخطاء.
لكن ما حدث كان مخيبا لآمال الجميع، إقليميا ودوليا، حيث بدا الموقف القطري المتعنت صادما، غارقا في وحل مكابرة أعمته عن التقاط الأيادي الممدودة إليه، وصمت سمعه عن جميع النصائح المدوية التي تتفق جميعها على أن مفتاح الأزمة أقرب مما تظن، في الرياض.
تجاهلت قطر أن منطقة الخليج تشكل عمقها الاستراتيجي، وحاول أميرها النأي ببلاده عن محيطها الكبير، وعمقها الاجتماعي العربي، فجند جيوشه الإعلامية والإلكترونية للتسويق لموقف خالٍ من الحكمة.
2ـ الهروب إلى تركيا وإيران
طيلة عامين من الأزمة، اختار تنظيم الحمدين الاحتماء تحت أذرع أنقرة وطهران، رغم إدراكه الكامل للنوايا الخبيثة التي تكنها أنظمة البلدين للمنطقة العربية عموما.
وتماهيا مع ذلك، تحول سلوك ساسة قطر إلى خنجر مسموم ينخر خاصرة دول الخليج بشكل عام، ودول المقاطعة بشكل خاص، في محاولة لممارسة دور يفوق بكثير إمكاناتهم المادية والبشرية، فانسلخوا عن منظومة العمل الخليجي، وارتهنوا لإيران وأذنابها، وانخرطوا في المشروع التركي لتغيير خارطة المنطقة.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن بلاده «عانت من التآمر القطري عليها، من دعم للمخربين وللمنظمات التي تستهدفها، إلى حملات التشويه الإعلامية التي مارستها الدوحة».
وأكد أن شروط عودة العلاقات تشمل "تصحيح السياسات القطرية والمسار الذي اتخذته الدوحة، والابتعاد عن عدو الخليج الأول إيران التي تتآمر على دول الخليج العربي للهيمنة عليها".
3- سوء تقدير
يجمع محللون على أن الدوحة أساءت تقدير عواقب قرار دول المقاطعة، وأنها كانت تعتقد أن التعنت سيجبر تلك البلدان على التراجع.
الدوحة اعتقدت أيضا أن هروبها إلى الحضن التركي والإيراني سيمنحها تحالفا عدائيا ضد دول المقاطعة، ومن ثمة ثقلا جيوسياسيا قد يمكنها من الضغط والمناورة، متجاهلة موازين القوى وحجمها الضئيل من حيث ثقلها في تحديد الخطوط العريضة لملامح المنطقة.
وبناءً على ذلك، اتسمت ردود فعل الدوحة بنوع من العنجهية، ما وسع الشرخ بينها وبين محيطها المباشر، لتجد نفسها معزولة إقليميا، خصوصا في ظل فشل دبلوماسيتها في استجداء التعاطف الدولي، وإصرارها على مواصلة سياساتها الداعمة للإرهاب.
4- إسفاف إعلامي
حرب إعلامية تشنها الدوحة منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، تاريخ مقاطعتها، مستخدمة قناة «الجزيرة» للإساءة لأشقائها العرب، وجعلها منصة لكل ناعق، واحتضان أرباب الفكر الإرهابي، ومحاولة التأليب وشق الصف.
إسفاف وصلف إعلامي يترجم تعاملا أرعنا مع الأزمة، وتهورا، ومغامرة غير محسوبة العواقب، حيث حاولت الدوحة الالتفاف على الحقائق والقرائن المادية الدامغة التي تدينها، غير أن ذلك لم يسعفها في تلميع صورتها، بل كشف سقطات إعلامية وسياسية تجاوزت لب الخلاف، وتحولت لمهاجمة المؤسسات والشخصيات والرموز، وتسمية الأمور بغير مسمياتها، والتسويق لخطاب المظلومية الاقتصادي.
5ـ التشبث بدعم الإرهاب
في عددها الصادر في يناير/كانون ثان الماضي، رجحت مجلة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية أن يكون تشبث قطر بالعناد والمكابرة يشكل السبب الرئيس وراء تخلي الجنرال الأمريكي المتقاعد أنتوني زيني، عن مواصلة الاضطلاع بدوره مبعوثا لإدارة الرئيس دونالد ترامب لحل أزمة الدوحة.
وفي تقرير نشرته المجلة، قالت إن خطوة زيني التي جاءت حينها قبيل بدء وزير الخارجية مايك بومبيو جولته بالشرق الأوسط، ترجمت على ما يبدو إحباط الرجل من عدم التجاوب معه على صعيد جهوده الرامية لتسوية الأزمة.
التقرير سلط الضوء على الدعم الكبير الذي تقدمه قطر للحركات المتشددة المنتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، والعلاقات الوثيقة الآخذة في التنامي بينها وبين طهران، معتبرا أن إصرار النظام القطري على مواصلة تحركاته المشبوهة على هذين الصعيدين، يثير غضب الدول الأخرى بالمنطقة.
وباستمرار النزيف، تسير الدوحة في زقاق ضيق يؤكد خبراء أنه لن يقودها إلا إلى مزيد من الخسائر على كل المستويات، بحسب التقرير نفسه، الذي شدد على أن نظام الحمدين ليس لديه أي اهتمام بإنهاء دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات المتطرفة المنتشرة بالمنطقة وشمال أفريقيا.
6ـ التغريد خارج السرب الخليجي
موقف قطر من القمم التي استضافتها مكة المكرمة مؤخرا شكل صدمة للمتابعين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، وبرهن على أن الدوحة تتعمد التغريد خارج السرب، وأنها لا تمتلك قرارها وسيادتها.
فأعمال القمتين، الخليجية والعربية المنعقدتين على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، كانت نقطة بارزة في محاولات حل أزمة قطر بعد ظهور آمال في عودة نظام الدوحة إلى وعيه، والتنبه إلى الخطر الإيراني المتنامي، والتنديد به ولو على استحياء.
لكن الأحداث كشفت تمسك الدوحة بنهجها الذي تتبناه منذ عامين، وفند رفضها التهم الموجهة إليها بدعم الإرهاب ورعايته، وبالارتماء في الحضن الإيراني، ليأتي تصريح وزير الخارجية القطري، الأحد، صادما بإعلانه تحفظ الدوحة على البيانين النهائيين للقمتين الطارئتين.
وفي تضارب فاضح، أكدت قطر ما تحرص على نفيه منذ عامين، بذكرها لأسباب تحفظها عن البيانين، وهو أنهما «أدانا إيران وتبنيا سياسة واشنطن تجاهها».
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز