فيروس إنجليزي أم مصري.. كيف أصيب محمد صلاح بكورونا؟
"كيف أصيب محمد صلاح بكورونا"؟ بات هذا هو السؤال الأبرز لدى الجماهير خلال الأيام الأخيرة بعد إصابة نجم ليفربول بالفيروس التاجي.
وكان الاتحاد المصري لكرة القدم أعلن، الجمعة، تعرض محمد صلاح للإصابة بفيروس كورونا المستجد، قبل يوم واحد من مواجهة الفراعنة أمام توجو، في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية المقبلة.
وجاء الإعلان بعد 4 أيام من حضور النجم المصري حفل زفاف شقيقه، يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وهو اليوم ذاته الذي وصل فيه صلاح إلى القاهرة، قبل يوم واحد من الانضمام إلى معسكر المنتخب المصري.
فيروس إنجليزي أم مصري؟
ويبقى السؤال الأبرز عن السبب الذي أصاب محمد صلاح بفيروس كورونا المستجد، هل كان حفل زفاف شقيقه.. أم أن العدوى انتقلت إليه قبلها خلال وجوده في إنجلترا؟
محمد أبو العلا، طبيب منتخب مصر، حاول الإجابة عن هذا السؤال خلال تصريحات أدلى بها لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، غير أن إجابته لم تحسم الأمر.
وقال أبو العلا: "إصابة صلاح بسيطة، وهو لا يعاني من أي أعراض، لكن عليه أن يبقى معزولا في مصر حتى تصبح نتيجة العينة سلبية، ليتمكن من العودة إلى إنجلترا".
وأضاف: "لا يمكنني استبعاد إمكانية أن يكون صلاح أصيب بالفيروس في حفل الزفاف، لكن لا أحد يعلم السبب الحقيقي على وجه التحديد".
وأوضح طبيب الفراعنة: "لسوء الحظ نحن لا نعلم كل شيء عن الفيروس، وتبقى إجابتي عن هذا الأمر أنه قد يكون قد تعرض للإصابة بالفيروس في حفل الزفاف، وقد لا يكون ذلك صحيحا".
اتهامات إنجليزية
إجابة طبيب المنتخب المصري لم تكشف عن جديد، غير أن الصحف البريطانية اعتبرت أن حضور صلاح حفل الزفاف هو السبب الرئيسي في الإصابة.
ونشرت العديد من الصحف البريطانية خبر إصابة محمد صلاح بفيروس كورونا، مع صور للاعب وهو في حفل زفاف شقيقه.
واعتبرت الصحف البريطانية التي كانت أبرزها "ميرور" و"ديلي ميل" أن النجم المصري لم يلتزم بالإجراءات الاحترازية خلال الحفل، وهو ما أدى لانتقال العدوى إليه.
وأشارت إلى أن صلاح يمثل إصابة جديدة في نادي ليفربول، وهو ما يزيد من أزمات مدربه الألماني يورجن كلوب، في ظل الإصابات المتتالية التي ضربت الفريق مؤخرا.
دراسة تهدم الافتراض
واستمرارا للبحث عن السبب الحقيقي وراء إصابة محمد صلاح بفيروس كورونا، برزت دراسة طبية أجريت في شهر مارس/ آذار الماضي قد تهدم افتراض الصحف الإنجليزية بكون حفل الزفاف هو سبب إصابة صلاح.
ووفقا للدراسة التي أعدها باحثون في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فإن نتيجة الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا المستجد لا يمكن أن تظهر قبل 5 أيام من التعرض للإصابة.
وكان صلاح شارك مع ليفربول في مباراة مانشستر سيتي، يوم 8 نوفمبر الحالي، بالجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل يوم من السفر إلى القاهرة.
وسافر اللاعب المصري إلى القاهرة يوم 9 من الشهر ذاته، لحضور حفل زفاف شقيقه، قبل أن يحضر حفل تكريمه من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم بعد يومين.
وأعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، عصر الجمعة (13 نوفمبر)، إصابة محمد صلاح بفيروس كورونا، أي بعد نحو 4 أيام من وصول نجم ليفربول إلى مصر.
ويثير ذلك الأمر المزيد من الشكوك حول كيفية تعرض محمد صلاح للإصابة بفيروس كورونا حتى الوقت الراهن، حيث إنه وفقا للدراسة فإن حفل الزفاف ليس السبب في انتقال العدوى إلى نجم ليفربول، والسيناريو الأرجح تبعا لذلك أنه أصيب قبل المجيء إلى القاهرة.
تريزيجيه ورفاق صلاح
ما يزيد من حدة التساؤل هو الحالة الصحية لمحمود حسن نريزيجيه، لاعب أستون فيلا الإنجليزي، الذي رافق صلاح في رحلة العودة إلى مصر، قبل التوجه معه إلى حفل الزفاف.
وجاءت نتيجة العينة الخاصة بتريزيجيه سلبية، ولم تظهر عليه أي أعراض، بل وشارك أساسيا في فوز منتخب مصر على توجو 1-0، مساء السبت.
ولم يكن لاعب أستون فيلا هو الوحيد الذي نجا من الإصابة بكورونا رغم مخالطة صلاح، حيث امتد الأمر إلى أسرة نجم ليفربول التي لم تعان من أي إصابة بالفيروس.
كما اختلط صلاح أيضا بعدد كبير من الذين حضروا حفل الزفاف، دون أن تكشف الفحوصات عن إصابات بينهم بفيروس كورونا المستجد.
مشهد مرتبك
ما يرفع من وتيرة الارتباك في المشهد العام هو ارتباك اتحاد الكرة نفسه، وكذلك الجهات الرسمية عقب الكشف عن تعرض محمد صلاح للإصابة بالفيروس.
فالاتحاد المصري لكرة القدم نشر بيانا يعلن فيه إصابة صلاح، قبل أن يحذفه ويعلن إصابة 3 لاعبين دون الكشف عن أسمائهم، ليعود مجددا ويؤكد إصابة نجم ليفربول بالفيروس.
ولم يكن الاتحاد وحده بطل المشهد المرتبك، حيث إن خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أكد في تصريحات صحفية عقب إعلان إصابة صلاح أن الوزارة لا تعلم شيئا عن الأمر، قبل أن تكشف بعد ذلك عن الحالة الصحية للاعب، وتؤكد خضوعه للبروتوكول الصحي الموضوع من قبل الوزارة.
وفي الوقت ذاته، أكد تامر وجيه، رئيس الشركة المسؤولة عن أخذ العينات التابعة لاتحاد الكرة المصري، أن الشركة لا تعلم الجهة التي أخذت العينة من محمد صلاح، لا سيما أن عقدها مع اتحاد الكرة المصري قد انتهى في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وجيه أكد في تصريحات صحفية مصرية أن الشركة تواصلت بالفعل مع الاتحاد المصري لكرة القدم ومع والد محمد صلاح من أجل إجراء فحص جديد، دون استقبال أي رد.
وفي ظل المشهد المرتبك، وتبادل الاتهامات من هنا وهناك، يبقى السؤال حائرا بلا إجابة واضحة.. أين أصيب محمد صلاح بفيروس كورونا؟