"حالة الاتحاد".. بايدن على نبض مزاج ناخبي أمريكا
على وقع مزاج الناخبين الذين حرموا الديمقراطيين من الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي ينبض الخطاب السنوي للرئيس جو بايدن عن "حالة الاتحاد".
فعندما يلقي الرئيس جو بايدن خطابه مساء الثلاثاء، سيواجه تحديا واجهه أيضًا أسلافه السابقون الأربعة وهو الرد على توجهات الناخبين التي أنهت سيطرة حزبه على الكونغرس.
وكما هو الحال مع بايدن، بحسب تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، دخل كل من دونالد ترامب وباراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون جميعهم البيت الأبيض وحزبهم يسيطر على كل من مجلسي النواب والشيوخ.
ومكنهم ذلك في البداية من الدفع بأجندة تشريعية صارمة، لكن شهد كل منهم خلال رئاستهم، مثل بايدن، تعبير الناخبين عن استيائهم بتحويل السيطرة على أحد المجلسين أو كلاهما إلى الحزب الآخر.
وخلال أول خطاب لهم عن حالة الاتحاد بعد تلك الهزيمة، تصارع كل رئيس مع تحالفات السلطة الجديدة في واشنطن. لكن في رد فعلهم على هذا الواقع غير المريح، يقدم أسلاف بايدن نماذج متعارضة لكيف قد يتناول خطابه، الثلاثاء.
تنازل ومواجهة
وكان الديمقراطيان، أوباما وكلينتون، الأكثر توافقية، مهنئين الأغلبية الجديدة، ومتعهدين بالعمل معا بغض النظر عن الانتماء الحزبي.
أما ترامب فكان الأكثر صداما، حيث أعاد التأكيد على موضوعات حملته الانتخابية الاستقطابية، محذرا الأغلبية الديمقراطية الجديدة بمجلس النواب من إجراء تحقيق بشأنه.
فيما اختار بوش المنتصف، حيث اتخذ نهجا توفيقيا من حيث اللهجة والأجندة الداخلية، لكن دون التراجع عن خططه بشأن تصعيد حرب العراق.
ويتوقع العديد من الخبراء أن يكون خطاب بايدن جامعا، أكثر تصالحا تجاه الأغلبية الجديدة مقارنة بترامب، ولكن ليس بنفس القدر من المراعاة التي أظهرها أوباما وكلينتون.
ومن المرجح أن يؤكد بايدن على التزامه بالتعاون بغض النظر عن الانتماء الحزبي والترويج لنجاحاته في استكمال مشاريع قوانين حزبية على مدار العامين الماضيين. لكن لخلق التوازن، لن يكون مفاجئا إذا أفضى مزيج بايدن من التنازل والمواجهة إلى ما يشبه أسلافه من الجمهوريين، أكثر من الديمقراطيين.
وأوضح بول بيغالا، أحد مستشاري كلينتون والمعلق السياسي بـ"سي إن إن": "أعتقد من الواضح للغاية أن [بايدن] سيتعهد بالتعاون حيثما أمكنه ذلك ثم المواجهة حيثما يجب عليه".
وقال بيت وينر، مستشار البيت الأبيض لجورج دبليو بوش: "أعتقد أن الموقف السياسي لبايدن أقوى وليس أضعف بعد الانتخابات النصفية لأن التوقعات كانت تدور حول خسارتهم مجلس النواب (بفارق) أكبر وأنهم سيخسرون مجلس الشيوخ كذلك."
وخسر أسلاف بايدن الأربعة عددا أكبر من المقاعد بمجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي والتي أنهت سيطرتهم الموحدة على الكونغرس.
حيث خسر بوش أكثر من 30 مقعدا في 2006، وترامب أكثر من 40 في 2018، وكلينتون أكثر من 50 عاما 1994، وأوباما أكثر من 60 عاما 2010، فيما خسر بوش وكلينتون وأوباما أيضًا ما لا يقل عن ستة مقاعد بمجلس الشيوخ.
لكن على النقيض، وفي حين استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب بفارق ضئيل، فاق أداء الديمقراطيين التوقعات عام 2022، بخسارة 10 مقاعد فقط بمجلس النواب والفوز بمقعد آخر في مجلس الشيوخ (فضلًا عن السيطرة على مزيد من مناصب الحكام والمجالس التشريعية في الولايات).
وضع هش؟
غير أن التحليل أشار إلى أن وضع بايدن السياسي لايزال هشا؛ حيث تظل معدلات تأييده بمعظم استطلاعات الآراء دون 50%، وهي عتبة حرجة لقوة الرئيس، وتظهر الاستطلاعات أن معظم الأمريكيين متشائمون بشأن الاقتصاد، ولديهم شعور بعدم اليقين بشأن قدرته البدنية والعقلية، وغير مقتنعين بأنه أنجز الكثير في المنصب.
ومع ذلك أظهرت انتخابات 2022 أن عددا كبيرا من الناخبين غير الراضين عن حالة الاقتصاد أو بايدن لازالوا مستعدين لدعم مرشحين ديمقراطيين لأنهم يعتبرون الجمهوريين متطرفين للغاية – وهي ديناميكية قد تدعمه مرة أخرى في 2024.
ودائما ما يكون أول خطاب عن حالة الاتحاد بعد خسارة السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو كلاهما صعبا على الرئيس. وتقلص الحكومة المنقسمة من قدرتهم على إنجاز أولوياتهم التشريعية وتعرضهم لتحقيقات الكونغرس.
وبالنظر إلى وجوده في موقع أقوى، يتوقع كثيرون أن يركز بايدن، أكثر من كلينتون أو أوباما، على ما لن يتفاوض عليه: تخفيض الضمان الاجتماعي أو الرعاية الطبية.
كما قد يربط أي شروط في الميزانية بتشريع رفع سقف الدين، أو إنهاء المساعدة إلى أوكرانيا، أو قبول القيود على الإجهاض على مستوى البلاد، أو التراجع عن حوافز الطاقة النظيفة في قانون خفض التضخم.