منع وإلغاء وحرمان.. تاريخ خطابات حالة الاتحاد
ما بين المنع والإلغاء والحرمان، جاءت خطابات حالة الاتحاد في الولايات المتحدة على مدار أكثر من قرنين.
ويعد خطاب حالة الاتحاد سنويا، ويلقيه الرئيس الأمريكي أمام جلسة مشتركة للكونغرس، يوضح خلاله حال الأمة، ويضع تصوراً للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية. ويعود تاريخه إلى أول قائد للأمة، الرئيس جورج واشنطن، وتطور عدة مرات بمرور الأعوام.
وبحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي، يعتبر خطاب حالة الاتحاد اليومي فرصة للرئيس لتأكيد نجاح إدارته، في حين يضع جدول أعماله ويعرب عن آماله بشأن المستقبل.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس جو بايدن خطاب حالة الاتحاد بالكابيتول، مساء الثلاثاء. وفي السطور التالية نستعرض التاريخ خلف خطاب حالة الاتحاد.
وتنص المادة الثانية بالبند الثالث من الدستور الأمريكي على أن يقدم الرؤساء من وقت لآخر معلومات عن حالة الاتحاد، وتوصيتهم بالأخذ في الاعتبار الإجراءات التي يعتبرها ضرورية وملائمة. لكن تم تفسير ذلك بشكل مختلف بالنظر إلى مدى غموض الصياغة.
وليس مطلوبا من الرؤساء تقديم "معلومات عن حالة الاتحاد" في خطاب، لكن هكذا تم الأمر في البداية. في أول خطاب للولايات المتحدة، ألقى جورج واشنطن وجون آدامز خطابات حالة الاتحاد الخاصة بهما أمام الكونغرس.
وكانت الرسالة الرئاسية المنصوص عليها دستوريا تعرف رسميا باسم "الرسالة السنوية" في الفترة من 1790 إلى 1946.
وفي 8 يناير/كانون الثاني عام 1790، ألقى جورج واشنطن أول خطاب لحالة الاتحاد أمام الكونغرس بمدينة نيويورك، العاصمة حينها.
وأنهى الرئيس توماس جيفرسون تقليد إلقاء خطاب أمام الكونغرس، ليختار بدلا من ذلك إرسال رسالة مكتوبة إلى المشرعين. وشعر جيفرسون أن إلقاء خطاب أمام الكونغرس أمرا أرستقراطيا للغاية ومشابها للممارسات في الأنظمة الملكية.
وحذا الرؤساء حذو جيفرسون لأكثر من قرن من الزمان. لكن خرج وودرو ويلسون عن السابقة التي أرساها الرئيس الثالث عام 1913.
وكان ويلسون أول رئيس يلقي الرسالة التنفيذية في خطاب أمام الكونغرس منذ عام 1801. وحينها، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن المشرعين كانوا "مندهشين" من خروج ويلسون عن هذا التقليد.
ومنذ ويلسون، قدم معظم الرؤساء رسائلهم إلى الكونغرس شخصيا، مع بعض الاستثناءات القليلة، على سبيل المثال، أرسل هاري ترومان، ودوايت أيزنهاور، وجيمي كارتر رسائلهم الأخيرة مطبوعة. وأرسل الرئيس ريتشارد نيكسون رسالة مكتوبة أيضًا عام 1973، لأن طاقمه شعر بأن إلقاء الرسالة بالحضور الشخصي كان سيأتي في وقت قريب للغاية من خطاب تنصيبه.
وفي عام 1923، أصبح الرئيس كالفين كوليدج أول قائد أعلى يلقي الخطاب عبر الراديو. وأشاع الرئيس فرانكلين روزفلت عبارة "حالة الاتحاد"، والذي أشير إلى خطابه بشكل غير رسمي على أنه "خطاب" أو "رسالة" حالة الاتحاد.
وسمّى ترومان رسميا الخطاب "حالة الاتحاد"، وكان أيضًا أول رئيس يبث خطابه عبر التلفزيون.
وغيّر الرئيس ليندون جونسون بذكاء توقيت إلقاء الخطاب من منتصف الظهيرة إلى الساعة التاسعة مساء، لجذب جمهور أكبر إلى شاشات التلفزيون في شتى أنحاء البلاد.
وبدأ الرئيس رونالد ريغان ممارسة دعوة ضيوف مميزين، غالبا ما يكونون أمريكيين عاديين أقدموا على فعل بطولي أو أشخاص ساعدوا الرئيس في تحقيق نقاط محددة بالسياسة.
وسجل نيكسون رقما قياسيا بأقصر خطاب لحالة الاتحاد، حيث ألقى خطابه عام 1972 في غضون حوالي 28 دقيقة. أما أطول خطاب لحالة الاتحاد فألقاه الرئيس بيل كلينتون عام 2000، الذي استغرق حوالي 89 دقيقة.
أما من حيث عدد الكلمات فيحمل الرئيس جيمي كارتر سجل أطول خطاب بإجمالي 33667 كلمة مكتوبة عام 1981. وفي المقابل، يحمل واشنطن سجل أقصر خطاب بـ1089 كلمة مكتوبة عام 1790.
ولم يلق رئيسان فقط خطاب حالة الاتحاد في أي صيغة، وهما: ويليام هنري هاريسون، الذي تُوفي جراء إصابته بالتهاب رئوي بعد 32 يوما من تنصيبه، وجيمس غارفيلد، الذي تعرّض للاغتيال عام 1881 بعد 199 يوما من وصوله للمنصب.
وجرى تأجيل الخطاب مرة واحدة على الأقل. وتم تأجيل خطاب ريغان عام 1986، بعد انفجار مكوك الفضاء تشالنجر في 28 يناير/كانون الثاني.
وبحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، جرت العادة على إلقاء خطاب حالة الاتحاد في ديسمبر/كانون الأول حتى التصديق على التعديل العشرين عام 1933، الذي أفضى إلى تعديل بدء فترات ولاية الكونغرس والرئاسة في يناير/كانون الثاني، ما دفع بخطاب حالة الاتحاد إلى يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط.
وفي عام 2002، أدخل الرئيس جورج دبليو بوش الخطاب عصر الإنترنت، ليصبح أول رئيس يجري بثا عبر الإنترنت وأول من ينشره على الموقع الإلكتروني الخاص بالبيت الأبيض.
وعام 2019، أصبح دونالد ترامب أول رئيس في التاريخ يحرم من إلقاء خطاب حالة الاتحاد. لكن تم تحديد موعد آخر لخطابه في النهاية.
وكانت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك قد ألغت خطاب ترامب، بشكل أو بآخر، بعدما تشاجر الاثنان بشأن هذه المسألة لأيام وسط إغلاق جزئي للحكومة.
وردا على حرمان ترامب من إلقاء الخطاب، قال ترامب: "لا أعتقد أن ذلك قد حدث من قبل، ومن الجيد دائما أن تكون جزءا من التاريخ. لكن هذا جزء سلبي منه". ولاحقا قال ترامب إنه سينتظر حتى انتهاء الإغلاق الحكومي لإلقاء خطابه.
ويعتبر ترامب ثاني رئيس في التاريخ يلقي خطاب حالة الاتحاد بعد مساءلة. ففي خطاب كلينتون عام 1999، الذي جاء بعد مساءلته في ديسمبر/كانون الأول عام 1998، لم يذكر أمرها. وكانت إجراءات المساءلة بحق كلينتون جارية في مجلس الشيوخ حينها، وانتهت في فبراير/شباط بتبرئته.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز