فيلم «موغانغا.. الذي يداوي».. صرخة سينمائية تكشف العنف ضد النساء بالكونغو

فيلم "موغانغا.. الذي يداوي" يوثق بجرأة العنف الجنسي في الكونغو الديمقراطية، كاشفًا واقعًا مريرًا عبر عدسة إنسانية للمخرجة ماري هيلين رو.
في قلب المأساة الإنسانية التي تعصف بالكونغو الديمقراطية، يطل فيلم "موغانغا.. الذي يداوي" للمخرجة الفرنسية-الغابونية ماري هيلين رو كصرخة سينمائية ضد العنف الجنسي، الذي حوّل أجساد النساء إلى ساحة النزاعات في صراع دموي على الثروات الطبيعية.
العمل يعيد بناء مشاهد مستوحاة من مستشفى بانزي الشهير، الذي أسسه الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام 2018، الدكتور دنيس موكويغي، رمز النضال والرحمة في مواجهة واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية.
قصة مستوحاة من شهادة وواقع مؤلم
ذكرت لوموند أن الفيلم مأخوذ من كتاب بانزي (2014) الذي شارك في تأليفه كل من الدكتور موكويغي والجراح البلجيكي غي-برنار كاديير، وهما طبيبان كرّسا حياتهما لمعالجة آلاف النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب كسلاح لحل النزاعات منذ عام 1999.
وفي الفيلم، يجسد الممثل إسحاق دو بانكولي شخصية الطبيب الكونغولي بهيبته ووقاره، فيما يؤدي فنسنت ماكيني دور الجراح البلجيكي بروح مرحة، وإن بشكل اعتبره النقاد مبالغًا فيه أحيانًا.
بين الفن والسياسة: هل تكفي السينما لإحداث التغيير؟
منذ سنوات، تتوالى التقارير الدولية، من الأمم المتحدة إلى اليونيسف، لتوثيق الفظائع المرتكبة ضد النساء في الكونغو. ورغم الجوائز العالمية التي نالها موكويغي، بقيت الجرائم مستمرة، وكأن العالم اعتاد على هذا الرعب الصامت. هنا يطرح الفيلم سؤالًا محوريًا: هل تستطيع السينما ما عجزت عنه السياسة؟
ويرى الدكتور موكويغي نفسه أن الجواب نعم، مؤكدًا في حديثه مع إذاعة فرانس إنتر أن هذه المأساة لا تزال "غير مرئية" في الإعلام العالمي، وأن الفن يمكن أن يكسر جدار الصمت.
دراما إنسانية في زمن الاستغلال
إلى جانب البعد الإنساني، يسلط الفيلم الضوء على خلفية النزاع: الكولتان، المعدن النادر الذي تدخل مشتقاته في صناعة الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، والذي تملك الكونغو نحو 80٪ من احتياطاته العالمية.
ويخلط صراع المصالح الاقتصادية الدولية بأبشع الانتهاكات الإنسانية، حيث تدفع النساء الثمن الأغلى.
بين التوثيق والتجسيد الفني
رغم أن بعض النقاد رأوا أن إخراج رو بدا "أملسًا" وافتقد إلى العمق الدرامي القاسي الذي يتطلبه الموضوع، فإن الفيلم يظل خطوة جريئة للاقتراب من جرح مفتوح.
ولا يقدم موغانغا مجرد حكاية طبية، بل شهادة تاريخية بعيون الفن، تمنح ضحايا الاغتصاب صوتًا وصورة في مواجهة النسيان.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز