لم يعد العين بحاجة إلى أن يقنعنا بما لديه، هو أثبت للعالم أنه كبير، أما نحن فكنا نعلم دائما أنه كبير.. يغيب مرة.. يغفو مرة، لكنه كبير
هي ليلتنا كلنا قطعاً.. لا مجال فيها إلا لنحتفل.. لنغني للعين ولأبوظبي التي جمعت الأساطير وكافأت نفسها وفريقها، فصعدت به إلى لقاء السحاب ومواجهة العمر، في نهائي كأس العالم للأندية أمام النادي الملكي ريال مدريد.. هي ليلة العمر.. لا تتكرر كثيراً، وربما الآن نرجو أن تتكرر، فقد ثبت أننا لسنا أقل من أحد، وأن ما لدينا كثير.. البنفسج أعاد تشكيل خريطة الكرة العالمية، وطرح نفسه فريقاً عالمياً على أرض العرب.
لم يعد العين بحاجة إلى أن يقنعنا بما لديه.. هو أثبت للعالم أنه كبير.. أما نحن فكنا نعلم على الدوام أنه كبير.. يغيب مرة.. يغفو مرة، لكنه كبير، واليوم علينا فقط أن نحضر المباراة لنحتفل
الليلة لن نشغل أنفسنا كثيراً بمن سيفوز، وإن تمنينا العين ودعونا له، لكن ليس بالفوز وحده سيكون العين مهجة القلب والروح.. الليلة سنذهب لنحتفل بالعين في كل أحواله.. أيا كانت النتيجة سنحتفل، لكنه لو فاز -قطعاً- سنحتفل كثيراً.
بعض الأيام حين تأتي، نسأل لِمَ تأخرت كل هذا القدر، فطالما أنها جاءت كنا نستحقها.. بعض الليالي تبدو كهدايا الأقدار، كتلك الليلة الخالدة الأثيرة، التي نزل فيها أبطال "الزعيم" إلى مسرح العالمية، ليحتفلوا بأنفسهم وبما حققوا أمام ريال مدريد.
الليلة، ليس مكانها أن نجلس هنا.. في المجلس أو على المقهى.. مكانها أن نكون هناك.. خلف من أسعدونا.. من أكدوا لنا من جديد أن الأماني ممكنة.. من أهدونا حلماً سيبقى على مر الأزمان.. من منحونا قصة نرويها للأبناء وللأحفاد.
اليوم، لن أتحدث عن فرص الفريقين.. لا عن ريال مدريد وثلاثيته سواء من ألقاب المونديال أو حتى الأخيرة في كاشيما، ولن أسهب في الحديث عن قدرات العين الفنية وإمكانية أن يكرر ما فعله أمام ريفر بليت أو حتى أمام الترجي وويلينجتون.. اليوم فيه ما في الاحتفالات من فرحة وفقط.. فيه ما في الأغنيات من نغم، وما في الأحلام من سعادة.
يستحق العين هذه الليلة، ويستحق أن يكون نجمها أياً كانت النتيجة.. سيواجه ريال مدريد أقوى فرق العالم وأغناها بالنجوم.. ريال مدريد بطل دوري الأبطال الأوروبي وفاكهة إسبانيا والعالم.. مئات الملايين من الدولارات تصنع أعتى وربما أغلى فريق في العالم.. دي ستيفانو وألبرنابيو وبنيتو وأنيلكا وبيكهام وزيدان ورونالدو مروا من هناك، وجاريث بيل وكاسياس وراموس وكاسيميرو لا زالوا هنا.. يستحق العين أن يحتفل بنفسه في حضرة الأساطير، وأن نكون شهوداً وجزءاً من هذا الاحتفال.. احتفال بالكرة وبالحياة وبالتاريخ.
لم يعد العين بحاجة إلى أن يقنعنا بما لديه.. هو أثبت للعالم أنه كبير.. أما نحن فكنا نعلم على الدوام أنه كبير.. يغيب مرة.. يغفو مرة، لكنه كبير، واليوم علينا فقط أن نحضر المباراة لنحتفل.. لنصفق للعين كثيراً لأنه أسعدنا كثيراً.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة