محمد بن راشد يزور "جميرا الأثري": شاهد على حضارة الإمارات وعراقة شعبها
جميرا الأثري يعد من أهم المواقع الإسلامية التي تم اكتشافها حتى الآن في المنطقة ويعكس الرخاء والازدهار النسبي لسكان الموقع في تلك الفترة
زار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، موقع جميرا الأثري الذي اكتشف عام 1969، حين بدأت بلدية دبي بالتنقيب عن كنوز هذا الموقع.
ويعود تاريخ الموقع إلى القرن التاسع الميلادي، أي في الحقبة العباسية، حيث كان يشكل محطة توقف واستراحة للقوافل التجارية العابرة بين العراق وسلطنة عمان ومنها إلى الهند وجمهورية الصين.
موقع جميرا الأثري يعد من أهم وأكبر المواقع الإسلامية التي تم اكتشافها حتى الآن في المنطقة، ويعكس فن العمارة العباسية والرخاء والازدهار النسبي لسكان الموقع في تلك الفترة.
وتوقف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مستهل زيارته للموقع، في مبنى الزوار "المتحف" الذي يضم بين جنباته صورا ومنحوتات وفخاريات وعملات معدنية تم اكتشافها في الموقع.
وتعرف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه من مهرا سيف المنصوري، منقبة الآثار في بلدية دبي، على تاريخ كل قطعة آثار عثر عليها وأهميتها من حيث التعريف بتاريخ الموقع وأسراره ومكنوناته وأهمية المنطقة بالنسبة للقوافل التجارية في ذلك العصر.
وأجرى جولة ميدانية في أرجاء الموقع الذي تصل مساحته إلى نحو 80 ألف متر مربع، وشاهد أطلال المباني التي كانت تستخدم كمساكن واستراحات وعددها 8 مبانٍ معظمها، باستثناء مبنى المسجد، منتظمة في شكلها الهندسي الملحق بها غرف صغيرة مستطيلة الشكل.
كما يلحق بها فناء مفتوح يحوي تنورا عائليا ومركزا للأنشطة كالخبز والطحن والطهي والمباني، كلها مشيدة بالأحجار الرملية ومثبتة بالجبص ومطلية بالجبص أيضا من الداخل والخارج.
وأبدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إعجابه واعتزازه بتاريخ وحضارة بلادنا والموقع الاستراتيجي، الذي تحتله دولة الإمارات عموما ومدينة دبي على وجه الخصوص، على خارطة العالم قديما وحديثا.
وقال: "سعيد بكم يا شباب وفخور بما تقومون به من أعمال صعبة ودقيقة تحتاج إلى صبر ومهارة في العمل؛ بحثا عن سيرة الأجداد والآباء المتجذرة في هذه الأرض المعطاء، وتوثيق التاريخ الخالد لمنطقتنا والتمسك بهويتنا العربية الأصيلة، وربط ماضينا المشرف بحاضرنا المؤمل الذي تأصل في الأرض وصولا إلى تحقيق المستقبل المؤمل".
وأضاف: "نحن نبحث في الماضي لنستكشف كنوزه ومكنوناته ونحيي التراث لإحياء ذاكرة شعبنا ونحافظ عليه من الاندثار؛ ليبقى شاهدا على ماضينا وقيمنا الإنسانية والمعرفية، ويستنهض طاقات وأفكار شبابنا وإبداعاتهم وتوظيفها في خدمة الوطن وإعلاء رايته وتعميق روح الانتماء الوطني لدى الشباب والأجيال المتعاقبة".
وأثنى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يشاهد عمليات التنقيب التي يجريها منقبون ومنقبات للآثار من شباب الوطن، على جهود فريق عمل بلدية دبي ومثابرتهم في التنقيب عن كل ما يصلنا بالماضي العريق، وإبرازه كشاهد على حضارة المنطقة وعراقة شعبها وأصالته وإنسانيته.
ووجه المعنيين في دائرتي بلدية دبي والسياحة والتسويق التجاري بفتح أبواب الموقع أمام السياح والزوار والمواطنين، خاصة تلاميذ المدارس للتعرف على حضارة شعب عمرها آلاف السنوات.
المباني تضم واحدا للسكن ومساحته 480 مترا مربعا وهو على شكل مستطيل وبني على مرحلتين ومزين ببرجين دائريين.
والمبنى الثاني "السوق" الذي لعب آنذاك دورا رئيسيا في المجتمع وتشهد بقايا مبناه على تطور مدينة دبي ودورها كمركز تجاري في المنطقة، ويتميز التصميم الداخلي للسوق بوجود ممشى يفصل بين المبنيين الرئيسيين وكل مبنى يتألف من متاجر صغيرة وفيه غرفة للتخزين.
أما المبنى الثالث فهو عبارة عن منزل نموذجي وشيد على مساحة من الأرض تقدر بـ103 أمتار، ويتكون من 5 غرف وفناء مكشوف وفيه 3 أفران للخبز والطهي وزوايا المنزل مدعومة بأبراج دائرية صغيرة بتصميم معروف لتلك الحقبة الزمنية.
المبنى الرابع عبارة عن منزل سكني تصل مساحته إلى 120 مترا مربعا، ويضم 5 غرف وفناء خارجيا متعدد الأغراض وتنورا وله 3 مداخل ومشيد على أساسات مبنية من أحجار مختلفة وتم بناؤه على مرحلتين.
ومن المباني الثمانية مبنى "الخان" وهو من أكبر وأجمل المباني في الموقع، ويمتد على مساحة تقدر بكيلومتر مربع، ويعكس التصميم التقليدي لعمارة العصر العباسي، ويعتبر ملتقى للتجار والمسافرين للراحة والاسترخاء من عناء السفر.
وللمبنى فناء مركزي مفتوح ومحاط بغرف سكنية وله مدخلان رئيسيان على الجانبين الشرقي والغربي.
وهناك أيضا مبنى كبير للسكن ويعتبر أجمل مبنى سكني مشيد على الطراز الإسلامي، مثل الأقواس والأعمدة والواجهات الجبصية ذات الزخارف الهندسية، ويتكون المنزل من مبنيين منفصلين يصل بينهما فناء مفتوح ولكل مبنى مدخل منفصل.
بالنسبة لمبنى المسجد فهو مختلف في تصميمه عن بقية مباني الموقع، فهو عبارة عن مبنى على شكل مربع مساحته 49 مترا مربعا وفيه محراب في جدار القبلة تجاه الكعبة المشرفة.
إضافة إلى نقوش جدارية تشير إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتؤكد أنه المسجد الرئيسي الكبير في المنطقة وكان جامعا للمصلين منذ 1000 عام.
والمبنى السكني الثامن مستطيل الشكل ويبلغ طوله ما يزيد على 9 أمتار وعرضه 9 أمتار، ويتكون من 6 غرف وله 4 مداخل، وهو مبني على أرض رملية دون أساسات متينة تحميه من الانهيار ويبلغ سمك الجدار 40 سم.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز