محمد بن زايد ورئيس تشيلي.. التعاون المشترك والقضايا الدولية يتصدران المباحثات
مباحثات مثمرة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع غابرييل بوريك فونت رئيس جمهورية تشيلي.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن المباحثات تناولت مختلف جوانب علاقات دولة الإمارات وتشيلي خاصة تعاونهما المشترك في المجالات التجارية والاستثمارية والتنموية وفرص تطويره بما يخدم رؤى البلدين نحو المستقبل ويسهم في استدامة التنمية والازدهار لشعبيهما.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها الجانبان في قصر الوطن في أبوظبي، بزيارة غابرييل بوريك التي تعد الأولى التي يقوم بها رئيس تشيلي إلى دولة الإمارات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عام 1978، مشيراً إلى ما تحمله من دلالات بشأن حرصه الشخصي على فتح آفاق جديدة لعلاقات البلدين تخدم مصالحهما المتبادلة.
واستعرض الجانبان، مستوى ما وصلت إليه العلاقات الإماراتية - التشيلية من تقدم نوعي خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي بجانب العمل المناخي وحلول الاستدامة والبنية التحتية، وغيرها من المجالات التي تشكل أولويات للتنمية وتسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين.
كما تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التشيلي، خلال اللقاء، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك ورؤى البلدين المشتركة تجاه تعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف وترسيخ الاستقرار والتعاون والتنمية في العالم أجمع.
وأكد رئيس دولة الإمارات خلال الجلسة، الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بتعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية حيث تمتلك رؤية شاملة لتعاونها معها ترتكز على الجوانب التنموية وتقدمت خطوات مهمة في هذا المسار، انطلاقاً من إيمان دولة الإمارات بأن التعاون والاستقرار هما الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية ومستقبل أكثر ازدهارا واستدامة لجميع شعوب العالم.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أهمية استثمار الفرص المتنوعة لتطوير التعاون بين البلدين خاصة في الطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي والعمل المناخي حيث أن لدى دولة الإمارات وتشيلي مشاريع نوعية وتجارب غنية في هذه المجالات ويتفقان في هدف الوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050، كما ترتبط تشيلي بشراكة مع "تحالف القرم من أجل المناخ" الذي تقوده الإمارات وإندونيسيا.
ولفت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي يوقعها البلدان خلال الزيارة تعد نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية وتجسد الإرادة المشتركة لتحقيق تطور نوعي في علاقاتهما، بجانب تجسيدها نهج دولة الإمارات في بناء جسور التعاون والشراكات التنموية مع الاقتصادات المهمة في العالم من أجل تحقيق التنمية المشتركة للجميع.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إنه خلال الفترة من شهر يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان من عام 2024 زاد حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وتشيلي بنسبة 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهذا مؤشر مهم على التطور الملحوظ الذي يشهده مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن ما يدعم حركة التجارة بين البلدين كذلك هو أن تشيلي طرف مع الإمارات في "الإعلان المشترك للتعاون بشأن ممر المحيطين" الذي جرى توقيعه على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في دولة الإمارات خلال العام الماضي، ويهدف إلى توسيع آفاق التجارة الإقليمية.
من جانبه، أعرب الرئيس التشيلي عن سعادته بزيارة الإمارات ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معبراً عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق خلال زيارته إلى الدولة.
وأكد حرص تشيلي على توسيع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات والاستفادة من تجربتها التنموية الملهمة بما يعزز الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين؛ وقال إن بلاده حريصة على استثمار الفرص المتاحة لبناء شراكات مثمرة تحقق المصالح المتبادلة لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة وغيرها.
وكتب رئيس تشيلي، كلمة في سجل الزوار، أعرب فيها عن تمنياته أن تشكل الزيارة دفعاً قوياً للعمل المشترك لما فيه مصلحة البلدين وبما يحقق تطلعاتهما تجاه تحقيق مزيد من التنمية والازدهار.
وأقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مأدبة غداء، تكريما لرئيس تشيلي والوفد المرافق بحضور أعضاء وفدي البلدين.
تغريدة ترحيب
وفي تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" للتواصل الاجتماع، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "سعدت بلقاء الرئيس غابرييل بوريك فونت اليوم في أبوظبي.. بحثنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات ذات الأولوية، وشهدنا توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وتشيلي، والتي تعد نقلة نوعية في مسار علاقاتهما ومن شأنها بناء جسور التعاون الاقتصادي وتعزيز الرخاء والتنمية الدائمين لشعبينا".